كثير ممن يسمع بقصص الأولين حب عنترة لعبلة، وحب قيس لليلى.. يتمنى ولو كان مكان أحدهم، فلا مخلوق على وجه الأرض لا يتمنى أن يحب أو يُحب.
ولكن ليسأل كل واحد منكم نفسه لو ظفر قيس بليلى وعنترة بعبلة هل سيكتب كل واحد منهم بيت شعر واحدا؟
ليس لأنهم كرهوا بعضا بل «لأن كما قال ابن مفلح: العين ترى على غير اصلها فان ملكته رأته على أصله» وهذا لا يقتصر على النساء فقط بل على كل شيء في الحياة.
اسأل نفسك: عندما أحببت السيارة الفلانية والملابس تلك التي كانت من أفضل الماركات عندما ملكتها هل استمر حبك لها كما هو أم قل؟
فأسمى ما في الوجود (الحب) فهو كما قال احدهم: اعشقوا ولا تعشقوا حراما.. فان عشق الحلال «يطلق اللسان العيي ويرفع التبلد ويسخي كف البخيل ويبعث النظافة ويدعو إلى الذكاء.
وكلما أطلقت عينيك هوى قلبك، فغض ما استطعت، وان ابتليت فاعف نفسك رجاء ثواب ربك وصونا لمحارمك.
قال ابن عباس: من عشق وكتم وعف وصبر غفر الله له وادخله الجنة.
استدلاله بقوله تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى).
فاصبر نفسك عن الحرام يرزقك سبحانه من افضل الحلال ألم يقل سبحانه (والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين).
ومن رأى فتاة ما يدعو إلى نكاحها فليخبر أهله عنها لا اصدقاءه، وليأت البيت من بابه لا من النافذة فإن أتيت أنت من نافذة احداهن فرغم أنفك سيأتي من يتسول إلى نافذتك وان لم تكن لديك نافذة «كما تدين تدان».
واعلمي يا أختي أن صلاح الرجال وفسادهم بيدك أنتِ..
فالله عز وجل في أمور الفاحشة قدم المرأة فقال «الزانية والزاني» ولكن في امور المادة قال «والسارق والسارقة»
فالرجل لو اراد ما أراد من تلاعب وفاحشة ورأى الابواب مغلقة امامه لاستقام.
ولكن المرأة لو أرادت هي ستجد ألف ألف رجل يلبي طلبها.
وأنا اعلم جيدا ان: (اقصى اماني المرأة رجل يخاف الله فيها واطفال يبرونها اذا احدودب ظهرها).
ولكن كما قال سبحانه (ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به).
فإن اردتِ ذلك؟ لا تصغي لمن هم دونك ويريدونك أن تكوني مثلهم بلا سمعة ولا زواج (ودة الزانية لو كل النساء زناة مثلها).
وثقي كل الثقة بأن الذي يبتدئ بالحرام لا ينتهي إلا بدمعات ندم وحسرة في الظلام.
twitter: @y_alotaibi91