يروى أن خالد بن الوليد سئل عن تأخر إسلامه، فقال: كنا نرى أقوامنا أرجحنا عقلا فصدقناهم بما مضوا..
فأبو جهل كان يسمى (أبا الحكم) من حكمته.. فوجد خالد بن الوليد أن رؤوسهم وكبراءهم قد حاربوا الدين والدعوة، فاعتقاده هو برجحان عقولهم تبعهم..
فضلال المتبوع بضلال التابع..
آلاف من الناس يفتنون بضلال من يتبعونه..وهذا ما يحدث الآن وخصوصا في انفتاح مواقع التواصل الاجتماعي..ينشهر أحدهم أو يسلط عليه الضوء ويمتدح من بعض صغار العقول..فيتكلم بشتى المواضع ويضل الذي يتبعه..وهذا ليس ذنب من تكلم وأضل من خلفه فقط.. فهذا ذنبنا نحن أولا.. من صفق وجامل مثل هؤلاء الناس..حتى تجرأ وتكلم بالدين والسياسة والأدب والطبخ..حتى يقال عنه: (عالم)..
قال صلى الله عليه وسلم: «إن رأيتم المداحين فاحثوا في وجوههم التراب» حتى لا يرى نفسه شيئا عظيما وكبيرا وهو لا يفقه من الأمر شيئا..
ويقول صلى الله عليه وسلم: «سيأتي على الناس سنوات خدعات، يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟.. قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة».
فالأمور العامة تسند إلى أهل العلم وأهل الإدراك..
وقال المولى سبحانه وتعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)، فالعلماء يتولون أمور العلم.. والولاة يتولون أمور السياسة والتدبير.
هؤلاء من يسند لهم الأمور..لأنهم أدرى بها وأعرف، فيأتي ناس ليسوا من العلماء ولا من ولاة الأمور.. ويتكلمون في قضايا الناس العامة، فلو حدثت في عهد عمر رضي الله عنه لجمع المهاجرين والأنصار لها.. والآن أي شخص يتكلم فيها وهذا ضياع، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
[email protected]
Twitter: Y_Alotaibii