شهدت الساحة السياسية الخليجية حالة من الحالات السياسية التي لم نكن لنتخيل أن يصل لها الإخوان في البيت الواحد من مقاطعة سياسية على مستوى يربك العلاقات الدولية بين السعودية وقطر والإمارات والبحرين، وبغض النظر عن أسباب الخلاف والتي تداولتها وسائل الإعلام منها الفاجر في الخصومة ومنها من تناول الخصومة على قدر منصف ومنها من أنكر التهم واستخدم حق الدفاع عن نفسه، كنت أتمنى ألا يأتي ذاك اليوم الذي نشاهد فيه مقاطعات على مستويات خطيرة من شأنها أن تؤثر على الجوانب الاقتصادية والسياسية والعلاقة الأخوية والتي لا يفرح بها وبجروحها إلا كل متربص وعدو.
إدارة الخلافات الدولية لابد أن تكون حاضرة بأسرع وقت ممكن وكلنا أمل بأننا كدول الخليج قد نختلف في بعض الأمور ولكننا لا نفترق فالأخوة بيننا أكبر من أن يربكها خلاف أو تعارض في وجهات النظر، ولا بد لعودة المياه الى مجاريها بحضور الحوار والتفاوض وتوضيح الأمور بالشكل المرضي لجميع الأطراف وتقديم التنازلات والوعود والعمل على تعزيز رصيد العلاقات التي تداوي الجرح وتعالجه، وهنا أسأل الله أن يوحد الصفوف بالحق ويلهمنا إياه ويزيد من هذه الأخوة، ولا ننسى أننا كشعب الكويت ننتظر حكمة سمو أميرنا الشيخ صباح الأحمد الذي كان منارة لتقريب وتوحيد الصفوف وحل الخلافات بين الأشقاء ولم شملهم وكلنا ثقة بحكمة سموه، أطال الله في عمره وسدد خطاه، التي يشهد بها العالم أجمعون. وختاما، قد نختلف نعم ولكن لا نفجر بالخصومة ونبقى اخوانا متكاتفين ويعين بعضنا بعضا فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه بحدود الأخلاق والاتفاق ونية الإصلاح.