الوكيل المساعد السابق لشؤون مكتب وزير الداخلية الفريق الشيخ م.محمد الخالد كان المثال الوظيفي الأرقى والأكثر إنسانية في هذا المنصب في جميع الوزارات، فلمن لا يعلم الشيخ أحمد الخالد كان يذهب الى عمله في الساعة الخامسة والنصف صباحا وهو أمر لا يعرفه سوى حرس بوابة وزارة الداخلية عندما كان مقرها في العاصمة، ويستمر في عمله حتى الساعة الثانية ظهرا.
احمد الخالد الشيخ الذي كان يحمل رتبة لواء يومها قبل ان يحصل على رتبة فريق بعد تقاعده، كان يفتح مكتبه للمراجعين من المواطنين والمقيمين لمختلف أنواع المعاملات من الساعة السابعة حتى الواحدة ظهرا، لم يكن يرد أحدا، والاهم انه كان لا يفرق بين احد من المراجعين بسبب جنسية او جنس او عمر المراجع، وهو أمر يعرفه جميع موظفي مكتب وزير الداخلية.
الشيخ احمد الخالد اتبع سياسة الباب المفتوح للجميع، وطبق سياسة أبواب المسؤولين مفتوحة للجميع منذ تسلمه منصبه، وتحولت وزارة الداخلية معه من وزارة أمنية الى وزارة خدماتية، لا تقفل أبوابها في وجه أي أحد، بل قام بإعادة هيكلية تسلم المعاملات في وزارة الداخلية بشكل يمرر به أكبر عدد من المعاملات للمستحقين في أقل وقت ممكن للعرض على الوزير، وكان أسلوب الخالد هذا هو الذي منح مكتب استقبال المعاملات في وزارة الداخلية طابعا إنسانيا معه تم تمرير عشرات بل مئات المعاملات لمستحقين من مراجعي الوزارة.
وكان للشيخ الخالد ايضا دور كبير في إعادة هيكلية إدارة كثير من الإدارات في الوزارة لتحويل وزارة الداخلية من وزارة ذات طابع عسكري الى وزارة خدماتية للمواطنين والمقيمين.
عقلية كعقلية الشيخ احمد الخالد تستحق وبعد خروجها من الوزارة بالتقاليد ان يتم الاستفادة منها من خبراتها في وزارات أخرى في الدولة وهيئات أخرى ويستحق منصبا رفيعا في هيئات أخرى يمكن ان يعيد هيكلتها الخالد فيما يصب في مصلحة الجمهور.
أتمنى على رئيس الوزراء الاستعانة بخبرات الفريق احمد الخالد في اي من الهيئات القائمة وهو يستحق لانه قادر على تحويل تلك الهيئات اقرب الى العمل الإنساني وتقريبها من الجمهور، أيا كانت تلك الهيئة وأيا كانت طبيعة عملها، فعقلية كعقلية الشيخ احمد الخالد قادرة على تغيير هيكلية اي وزارة او هيئة الى ما أقرب الى الجمهور.
وتجربته في وزارة الداخلية طوال أكثر من ثلاثة عقود تدل على انه سيكون الرجل المناسب في أكثر من مكان مناسب من بين الهيئات الحكومية المترامية الأطراف الباحثة عن شخص إداري مميز ومتميز كالفريق متقاعد الشيخ احمد الخالد.
كلمة أخيرة: أمثال الشيخ احمد الخالد كثيرون.. فقط على الحكومة ان تبحث عنهم.