الحكمة في ذلك هي الاقتداء بسيدنا إبراهيم عليه السلام إذ أمره الله في المنام بذبح ولده إسماعيل عليه السلام فأطاعه ثم فداه الله بذبح عظيم.
وفي هذا حكمتان: الأولى، إظهار تمام الطاعة لله عز وجل حتى ولو امرنا بذبح أولادنا، والثانية القيام بشكر الله تعالى لنعمة الفداء حيث يجعل الذابح من الذين يتصدقون مما انعم الله به عليه، ولم يجعله من الفقراء الذين يستحقون الصدقة وهي كما لا يخفى نعمة كبرى.
فالحاج اذا فعل ذلك يكون في اسمى منزل الرفعة، لأنه لا منزل في طاعة الانسان لمولاه أرقى من كونه يطيع الله في كل امر امره به، وانما وجب الهدي على المتمتع والقارن لأنهما كانا ممنوعين بسبب تحريف الجاهلية وهو ايضا بمثابة شكر الله تعالى على تلك النعمة الحاصلة برفع هذا الامر وهي حكمة بالغة.
عرفة
هضبة خارج حدود الحرم على بعد 25 كلم من الكعبة، وهنا يتجلى سبحانه جل جلاله في افضل يوم طلعت عليه الشمس من كل عام في يوم عرفة يباهي ملائكته بعباده الذين اتوه محرمين من كل فج عميق، ويقول السميع البصير جل جلاله: أشهدكم يا ملائكتي أني غفرت لهم «اللهم اجعلنا منهم».
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت انا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ما رأى الشيطان في يوم ادحر فيه وأحقر وأغيظ مما رأى في يوم عرفة، وذلك لما يرى من تنزل رحمة الله وتجاوز الله عز وجل عن الذنوب العظام».
كمال الدين
قالت اليهود في شأن يوم عرفة: إنكم تقرأون من كتابكم آية لو نزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال عمر: وما تلك الآية؟ قالوا: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي».