- الكوس: أخلاقه صلى الله عليه وسلم ضرب بها المثل الأعلى للناس جميعاً للراعي والرعية
- المياس: ما أحوجنا إلى التخلق بخلقه صلى الله عليه وسلم في عصر غابت فيه القيم
يحدثنا الدعاة عن بعض صفاته صلى الله عليه وسلم التي لا تتسع لها أمهات الكتب فهو صلى الله عليه وسلم الرحمة والنور والقدوة الحسنة ليعلم الإنسانية الأخلاق القوية، ونرى أمثلة متنوعة في ذلك بسيرته العطرة وكيف كان رفيقا رقيقا لين المعشر مع آل بيته، وودودا رحيما مع أصحابه، وكيف كان حازما في رأيه عادلا في حكمه.. فماذا قالوا؟
يحدثنا الداعية د.احمد الكوس عن بعض شمائل النبي صلى الله عليه وسلم في زهده فيقول: قال الله جل ثناؤه: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا) وقناعته قد ضرب بها المثل الأعلى للناس جميعا للراعي والرعية، والأفراد والجماعات، قال ابن مسعود رضي الله عنه: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قام على حصير وقد أثر في جنبه فقلت يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء تجعله بينك وبين الحصير يقيك منه؟ فقال صلى الله عليه وسلم: «مالي والدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة راح وتركها»، وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت لعروة: يا ابن اختي إنا كنا لننتظر الهلال ثم الهلال ثم الهلال، ثلاثة أهلة، في شهرين وما أوقدت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار، فقلت يا خالة ما كان عيشكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا انه كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كان لهم منائح، وهي الشاة تعار لينتفع بها، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانها فيسقينا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم معروفا بفرط الحب لأولاده حتى ان فاطمة ابنته رضي الله عنها كانت اذا دخلت عليه قام إليها وقبّلها وأجلسها مكانه، ومع ذلك كانت تعيش عيشة الفقراء وتشكو من آلام الرحى وتجرح يدها أحيانا من حمل الماء فطلبت اليه يوما خادما من الأسرى فأبى.
سماحته
ويروي لنا الباحث الإسلامي محمد المياس بعضا من مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم في معاملة الناس فيقول: في القرآن الكريم آيات لا حصر لها تحث وتدعو الى العفو والسماحة منها قوله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وروي انه لما أنزلت هذه الآية سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام عن تأويلها فقال له جبريل حتى أسأل العالم فذهب يسأل ربنا عز وجل ثم عاد للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «يا محمد إن الله يأمرك أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك»، وقال أيضا: «اصبر على ما أصابك»، وقال له عز وجل: (فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل)، وقال: (وليعفوا وليصفحوا)، وقال تعالى: (ولمن صبر وغفر إن ذلك من عزم الأمور)، وأضاف: ومما يبرهن على سماحة الإسلام ان النبي صلى الله عليه وسلم لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه وقالوا: لو دعوت عليهم يارسول الله، فقال: «إني لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة، اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
وروي عن عمر رضي الله عنه انه قال في بعض كلامه لرسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد دعا نوح على قومه فقال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)، ولو دعوت علينا مثلها لهلكنا عن آخرنا، فلقد وطئ ظهرك وأدمي وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا، فقلت: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
وذكر ان مواقف الرسول صلى الله عليه وسلم الأسوة الذي يقتدى بنهجه كثيرة لا مجال لعدها سواء مع أصحابه ومجتمعه أو مع أعدائه، فينبغي علينا استحضار مسيرته العطرة في كل وقت وحين وما أحوجنا الى هذا الخلق في عصر غابت فيه القيم.