- الكتاب أبرز المشكلات والصعوبات التي تحيط بالزواج في الكويت
- غلاء المهور أحد الأسباب المؤدية للزواج المختلط
صدر مؤخرا عن مركز الآراء الخليجية لاستطلاعات الرأي نسخة عن دراسة تناولت مشاكل الزواج وحلولها في الكويت التي سبق أن نفذها المركز لصالح وزارة العدل بإشراف رئيس مجلس الإدارة ماجد التركيت وفريق العمل برئاسة د. سامر أبو رمان وبمشاركة نخبة من الاساتذة والخبراء منهم أ.د يعقوب الكندري وأ.د حمود القشعان وغيرهما.
وتكمن أهمية الكتاب في محاولة تحديد أبرز المشكلات والصعوبات التي تحيط بالزواج في الكويت في إطار علمي وإحصائي، مدعما بالأشكال البيانية مع التحليل الإحصائي والمعلومات العلمية الموثقة التي بدورها قدمت لصناع القرار والمهتمين بهذا الشأن لمعالجة وتذليل تلك المشكلات.
وقد تضمن الكتاب قسمين أساسيين:
أولا: الإطار النظري، وفيه، الفصل الأول حيث تناول تعريف الزواج، أهمية ومسؤولية الزواج للأفراد والمجتمع، مراحل الزواج، شروط الزواج، أنواع الزواج، الزواج وتكوين الأسرة. وأما الفصل الثاني فتناول التشريعات المنظمة للزواج والأسرة في الكويت، والفصل الثالث: المشاكل الزوجية الرئيسية في المجتمع الكويتي وفق الدراسات السابقة التي قسمت إلى:
مشاكل ما قبل الزواج وآثارها.
مشاكل أثناء الحياة الزوجية وآثارها.
الأسباب التي تؤدي إلى الانفصال والطلاق.
وأما الفصل الرابع، فتعرض لواقع الزواج والطلاق في المجتمع الكويتي، وفيه المحاور التالية:
التغير الاجتماعي والثقافي وأثره على بناء الأسرة الكويتية.
الاستقرار الأسري في المجتمع الكويتي.
التغيرات الاجتماعية والطلاق في المجتمع الكويتي.
الأبعاد الاجتماعية للطلاق.
الطلاق في الكويت: أسباب وعوامل واتجاهات.
أثر مشاكل الزواج والطلاق على المجتمع الكويتي.
وأما الفصل الخامس، فتناول تحليل البيانات السجلية المتوفرة لدى هيئة المعلومات المدنية ووزارة العدل.
وتكون القسم العملي من أربعة فصول حسب محاور الاستبيانات، حيث تضمن الفصل الأول الإجراءات المنهجية للدراسة الميدانية، والفصل الثاني: استعرض نتائج الدراسة الميدانية الخاصة باستبيان الشباب والزواج، واستبيان المتزوجين ومن سبق لهم الزواج، وتناول الفصل الثالث: تحديد المشاكل الزواجية المباشرة وغير المباشرة، وأخيرا الفصل الرابع تضمن النتائج المستخلصة من الدراسة الميدانية بشأن مشاكل الزواج والتوصيات التي تضمنت وضع اقتراحات لحلول اجتماعية وتشريعية لمشاكل الزواج والتصورات المستقبلية للزواج.
أبرز النتائج
وقد تضمنت الدراسة أهم النتائج التي توصلت إليها، وحاولت تقديم مقترحات لحلول اجتماعية وتشريعية لمشاكل الزواج والتصورات المستقبلية للزواج وذلك على النحو التالي:
أبرز النتائج: بينت الدراسة أن أولويات الهدف من الزواج بالنسبة للذكور تكوين الأسرة ثم الإشباع العاطفي ثم إنجاب الأطفال، في حين أن أولويات الهدف من الزواج بالنسبة للإناث إنجاب الأطفال ثم تكوين أسرة ثم الإشباع العاطفي، في حين يرى كل من الذكور والإناث أن الحصول على منحة الزواج ليس من أهداف الزواج.
جاءت أفضل الطرق لاختيار شريك العمر بالنسبة للذكور أن يكون الاختيار عن طريق الأهل ثم الاختيار الشخصي يليه الاختيار عن طريق المعارف، وجاءت أفضل الطرق لاختيار شريك العمر بالنسبة للإناث الاختيار الشخصي ثم الاختيار عن طريق الأهل وأخيرا الاختيار عن طريق المعارف، مما يدل على أن الاختيار الشخصي لشريك الحياة يحظى بالأولوية عند الجنسين، ولذلك يجب أن يدخل ذلك ضمن برامج التوعية التي تساعد على الاختيار الصحيح لشريك الحياة لدى الشباب.
جاء في نظر الذكور أن متوسط العمر المناسب لزواج الفتيات هو 21 عاما، والعمر المناسب للذكور 25 عاما في حين ارتفعت من وجهة نظر الإناث الأعمار المناسبة للزواج لـ 27 عاما للذكور و24 عاما للفتيات، فلا بد أن يؤخذ هذا العامل في الحسبان، حيث انه قد يكون أحد الأسباب المؤدية إلى تأخر سن الزواج عند الإناث.
جاء المتوسط العام للمهر في نظر الذكور مبلغ 5600 دينار والمتوسط العام للمؤخر مبلغ 1750 دينار، في حين كان المتوسط العام للمهر في نظر الإناث مبلغ 7500 دينار والمتوسط العام للمؤخر مبلغ 3450 دينارا.
يرى الذكور أن غلاء المهور من أهم الأسباب المؤدية للزواج المختلط (أحد طرفي الزواج غير كويتي) يليه ارتفاع تكاليف الزواج، في حين ترى الفتيات أن تأخر سن الزواج من أهم أسباب الزواج المختلط، يليه المغالاة وارتفاع قيمة المهور، ومن ذلك يتضح أن العوامل المادية من أبرز الأسباب الحقيقية وراء مشكلة تأخر سن الزواج.
ومن أهم أسباب تأخر سن الزواج الحصول على وظيفة لتوفير متطلبات الزواج، يليه الأسباب المادية وتكاليف المعيشة ثم رغبة الشاب والفتاة في إكمال الدراسة ويأتي بعدها اللامسؤولية عند الشباب ثم كثرة القضايا بين الزوجين والتي تؤدي للتردد في الإقدام على الزواج، ثم ارتفاع قيمة المهور، ثم عدم وجود شريك حياة مناسب ثم جاءت قيود العادات والتقاليد التي تحكم عملية التعارف بين الطرفين والتي تعوق إمكانية اتخاذ القرار الصحيح وأيضا رعاية وإعالة أحد الوالدين ثم إصرار الأهل على الزواج من شخص محدد ورفض الزواج ممن يرغب فيه الأبناء، ثم سهولة وجود العلاقات بين الجنسين خارج نطاق الزواج وتوافر فرص السفر بالإجازات، وأخيرا القيد على الحرية الشخصية، كما تتأثر وجهة نظر الشباب لأسباب تأخر سن الزواج تبعا لأهمية كل سبب من الأسباب السابقة حسب (المستوى التعليمي – التوزيع الجغرافي – الوضع الاجتماعي – الفئة العمرية).
أهم المعايير تأثيرا في اختيار شريك الحياة هو السمعة الحسنة والالتزام بالدين وتتأثر رؤية الشباب لتلك المعايير حسب (المستوى التعليمي – التوزيع الجغرافي – الوضع الاجتماعي الفئة العمرية).
أهم العوامل المرتبطة بالنظرة للزواج أن الزواج يجعل الشخص أكثر مسؤولية، وأيضا توافر البدائل العاطفية والجنسية بتأخير سن الزواج للكويتيين، ويليه التأثير السلبي لما يحدث في الحياة العامة على النظرة للجنس الآخر، وكذلك ما يتم معرفته عن مشاكل الزواج ما يؤدي إلى قلة الرغبة في الزواج، وتتأثر رؤية الشباب للعوامل المرتبطة بالنظرة للزواج تبعا لأهمية كل عامل من العوامل السابقة حسب (المستوى التعليمي – التوزيع الجغرافي ـ الوضع الاجتماعي – الفئة العمرية) ويجب استغلال هذه العوامل الايجابية وتجنب العوامل السلبية عند إعداد برامج مقاومة انتشار العنوسة بالمجتمع.
اتفق الشباب على أن من أهم نتائج العزوف عن الزواج هو انتشار الانحرافات السلوكية والأخلاقية لدى بعض الشباب بالمجتمع، وكذلك وجود الأمراض الخطيرة التي تنشأ من إقامته للعلاقات غير الشرعية، يليه ما يخلقه تأخر سن الزواج من انتشار أنواع أخرى من الزواج غير المعترف به رسميا، وأيضا من نتائجه وجود زيادة في معدلات الاكتئاب والقلق وفقدان التقدير الذاتي والثقة في النفس والميل للوحدة والانعزالية والعقوق والسخط على المجتمع، علما بأن الشباب قد اختلفوا بترتيب أهمية كل نتيجة من النتائج السابقة حسب (المستوى التعليمي – التوزيع الجغرافي – الوضع الاجتماعي – الفئة العمرية).
اتفق الشباب على أهم المقترحات المطروحة لحل مشكلة العزوف عن الزواج ألا وهي أهمية التوعية بموضوع مهور الزواج وعدم المغالاة بها، وقيام المؤسسات التربوية ببث روح المسؤولية والتفاؤل بالمستقبل وكذلك غرس قيم الزواج لدى الأفراد والقيام بعمل برامج ومسابقات تتعلق بأهمية الإقدام على الزواج، كما اتفقوا على ضرورة الحد من انتشار بؤر الفساد وتوعية الشباب عن طريق وسائل الإعلام لاتخاذ القرار والحث على الزواج والتبصير بأهمية التعارف والخطبة قبل الزواج، وأيضا زيادة استثمار رجال الأعمال لتحسين الوضع الاقتصادي للقضاء على البطالة، وكذلك توعية المصلين في المساجد بأهمية غرس روح المسؤولية عند أبنائهم، ودعم فكرة إنشاء صناديق دعم الزواج، وأيضا تعميم فكرة مشروع الزواج الجماعي ولكن اختلفوا في ترتيب أهمية كل نتيجة حسب (المستوى التعليمي – التوزيع الجغرافي – الوضع الاجتماعي – الفئة العمرية).