- أول مدرسة التحقت بها كانت روضة البنين فاختلفت المناهج وطرق التدريس عما كان سائداً عند التعليم لدى الملالي
- عام 6591/ 7591 بدأ نظام التعليم المتوسط بالكويت «فتأخرت سنة للوراء»
- اشتركت في الفريق الخاص منذ التحاقي بمدرسة الروضة وكنا نتدرب فوق سطح الفصول أيام الربيع
- خرجنا في رحلة كشفية من مدرسة عمر بن الخطاب إلى منطقة الخيران فاستخدمت ماء البحر في الطبخ لعدم وجود ملح!
- من مهام المخفر متابعة العمالة السائبة وهي تهدد أمن المناطق السكنية لعدم وجود عمل لهذه الفئة
- أول مكان عملت فيه بعد تخرجي في دورة الضباط كان مخفر المدينة.. ودور المخفر اختلف الآن عن تلك الفترة
- في طفولتي تعلمت من البحارة الصبر والتعاون ومراعاة الآخرين وكان أبناء الفريج الواحد أسرة واحدة بلا فوارق ظاهرة
- خططت للانضمام إلى الكلية الصناعية ولدى عملي بالأمن العام في العطلة الصيفية غيرت رأيي وقررت الالتحاق بدورة ضباط الشرطة
- أبي كان شاعراً شعبياً يكتب «الزهيري» وهو نهام على سطح السفن الشراعية وأول زهيرية كتبتها ظنها أخي من أشعاره وكنت أقرأ لإحسان عبدالقدوس وطه حسين
- التحقت بالأندية الصيفية منذ بداية افتتاحها وكنت أشارك في المباريات بين الفرق وتعلمت الشطرنج والدانة
- عملت في مخفر الأحمدي ثم انتقلت للفحيحيل حيث كنا نراقب السواحل ونصطاد المتسللين عن طريق البحر ومسؤولين عن موانئ الشعيبة والأحمدي وأبوحليفة
باعدت المدنية المسافات بين الناس وأثرت سلبا على العلاقات الاجتماعية المترابطة فيما بينهم، فلم يعد هناك ذلك الجو العائلي الذي كان سائدا أيام أجدادنا وفرقت مظاهر الحضارة بين البيوت والأسرة وإن لم يكن ذلك عن رغبة منهم.
يستذكر ضيفنا هذا الأسبوع العميد المتقاعد عبد المحسن عبدالعزيز الدويش في هذا اللقاء أيام طفولته وشبابه وكويت الماضي الجميل عندما كان الفريج أسرة واحدة وكانت البيوت والمحلات لا تغلق أبوابها بسبب وجود الأمن والأمان، وكيف أنه تعلم من خلال ملاحظته للبحارة الصفات الجميلة التي كانوا يتسمون بها مثل الصبر والتعاون والوحدة في مواجهة الصعاب، وغير ذلك من الدروس التي ساعدت كثيرا في تكوين شخصيته وتوضيح السبيل أمامه لكيفية التعامل مع متغيرات الحياة.
بعد رحلة قصيرة إلى سني عمره الأولى وطفولته ومشاهداته في تلك المرحلة، يكلمنا عن مشواره في التعليم وكيف بدأ في مدرسة روضة البنين واختلاف التعليم في المدارس عن التعليم لدى الملا ومراحل تعليمه المختلفة وكيف كان أول من طبق عليه نظام التعليم المتوسط. بعدها يتطرق إلى نشاطه الرياضي والكشفي وفي هذا السياق يروي لنا قصة طريفة عن استخدامه لماء البحر في الطبخ بسبب عدم وجود ملح في أحد المعسكرات الكشفية التي حضرها.
ثم يتناول رغبته بعد المرحلة المتوسطة في الانضمام للكلية الصناعية وكيف غير رأيه بعد ذلك عندما التحق بالعمل في الأمن العام بالعطلة الصيفية ليلتحق بدورة لتخريج ضباط الشرطة، وهو ما تم بالفعل بعد ذلك ليتخرج ويعمل في سلك الشرطة حتى التقاعد.
كما يحدثنا أيضا عن حبه للشعر ونشأته في بيئة أدبية ساعدته كثيرا في هذا الشأن.
كل هذا وغيره من المعلومات الشيقة والذكريات يحكيها لنا العميد المتقاعد عبد المحسن الدويش في هذا اللقاء،
فإلى التفاصيل:
يشرع العميد المتقاعد عبدالمحسن عبدالعزيز الدويش في حديث الذكريات وأيام الماضي الجميل بالكلام عن مولده وسنيه الأولى في الحي القبلي فيقول: ولدت في الكويت بفريج البدر بالحي القبلي، عام 1940م، وكان بالفريج من أبناء العائلات الكويتية مجموعة كبيرة منهم أبناء البدر وأبناء البحر والمرزوق والميلم والعدواني وكثير من الشباب، وقد أدركت الكثير من الرجال كبار السن خاصة في الخمسينيات وأواخر الأربعينيات وكانوا أشخاصا ودودين وطيبين، وكنا صغارا وشبابا نحترمهم ونجلهم وهم كذلك يحنون علينا، ولم تكن موجودة الكثير من الظواهر التي دخلت علينا في غفلة من الزمن فضيعنا ما كنا عليه، كانت النفوس في ذلك الزمن طيبة وكانت الأجواء أكثر اجتماعية حتى البيوت ما كانت تغلق أبوابها لوجود الأمن والأمان، وما كانت المحلات تغلق أبوابها، حيث كان صاحب المحل يضع قطعة قماش على أغراض المحل ويذهب الى بيته في الظهيرة وكان بعض الوافدين يتواجدون بيننا ومع ذلك كان الأمن سائدا.
هكذا كنا أسرة واحدة متحابين ومتعاونين تعلمنا من أهلنا الاحترام والمحبة فكان هذا الأسلوب الذي عشنا به فكان الفريج الواحد أسرة واحدة ولم توجد فوارق ظاهرة بين أبناء الفريج الواحد من الشرق الى القبلة الى المرقاب كنا نعرف بعضنا في القبلة، كما كنا نلعب مع أبناء البحر وأبناء التويجري واني لفخور بان أكون قد زاملتك في المرحلة المتوسطة واليوم ضيف عندي لإجراء هذا اللقاء وقد تعلمت أشياء كثيرة من البحر الذي كنت أشاهده صباحا ومساء لوجود بيتنا بالقرب منه، وفي تلك المرحلة تعلمت الصبر والتحمل والتأمل، بدأت اعرف ان الحياة ليست رخاء فقط وتعلمت من البحّار هذا الإنسان البسيط إنجازاته عظيمة، فكانت السفينة الشراعية فيها مجموعة من البحارة يعملون بيد واحدة وطوال شهور وأحدهم عينه على الآخر في العمل والإخاء والتعاون وتحت أوامر النوخذة ذلك الرجل الذي يشرف على الجميع، من دون تفرقة بين البحارة مهما كانت مكانة أي منهم.
فضلا عن ذلك البحر علمنا السباحة والحداق وكنت مع أصحابي نذهب الى الجزيرة الصغيرة وكنت اركب التناك الذي كان يصنعه أخي أحمد مع عبدالوهاب اليوسف البدر وعبدالوهاب النجادة وكانوا يقيمون سباقا على ساحل البحر وداخل النقعة، والألعاب الشعبية كانوا يمارسونها بالفريق وكان ذو الـ15 سنة يعتبر رجلا كبيرا يعمل ويساعد أهله ويعتمد عليه في البيت، وفي الفريج الشاب يواجه رجل الفريج كأنه والده وكان الواحد منا يسمع كلام الكبار ونسمع منهم نصائح وسوالف الغوص والسفر والذي أعانهم الطباع التي اكتسبوها من البيئة والعمل في الغوص والسفر عمل شاق جدا فالكل متعاون مع بعضهم البعض.
الدراسة والتعليم
يتحول الدويش بعد حديثه عن تلك الفترة الجميلة بذكرياتها للحديث عن دراسته قائلا: أول مدرسة التحقت بها كانت مدرسة روضة البنين وكان الناظر عقاب الخطيب عام 1948م، لكن قبل ذلك تعلمت في مدرسة ملا محمد الهولي الحرمي وملا عبدالعزيز العنجري، واذكر ملا محمود وملا عبدالله وملا جاسم، وكان الجلوس على الأرض والمنهج قرآن الكريم ولكن بعد ان التحقت بالروضة تغير كل شيء كان عند الملا.. فالجلوس أصبح على الطاولة ونسميها «الرحلة» المصنوعة من الخشب ونظام وكتب ومدرسين والمنهج تغير، حيث بدأنا نتعلم اللغة العربية والحساب والدين ومدرس الألعاب منذ الصباح في الطابور يجعلنا نؤدي تمارين.
النظام التعليمي في المدرسة يختلف عن التعليم عند الملا فشعرت بالفخر والاعتزاز كوني طالبا في مدرسة نظامية ومن زملاء مدرسة الروضة علي زمامي وعبدالله السديراوي ومشاري البحر وشباب كثيرون وبعد سنوات وفي عام 1950 انتقلت الى مدرسة عمر بن الخطاب في القبلة مع بداية افتتاحها وكنت اذهب الى المدرسة مع مجموعة من الطلبة وأول خروجي من البيت كنت اذهب الى أحمد اليوسف الصقر وعبدالرزاق المباركي ومشاري البحر وفؤاد وقبل الاصطفاف نصل الى المدرسة وهذا هو النظام اليومي، وعندما التحقت بمدرسة عمر بن الخطاب كان نظام التعليمي الابتدائي، ومما اذكر ان في طابور الصباح نستمع الى نشيد «موطني موطني» باسطوانات، وكان المرحوم الاستاذ صالح شهاب مدرس اللغة الانجليزية يلقي كلمة على الطلبة في طابور الصباح ويبدأ التفتيش على الطلبة أثناء طابور الصباح على اليدين والأظافر والملابس ونظافة الجسم وكنا نستلم الملابس والأحذية والكتب والدفاتر والأكل وخاصة ريوق الصبح بعد الحصة الثانية شوربة عدس وفيها بطاط، وقد استمررت بالدراسة حتى سنة رابعة ابتدائي لكن العام الدراسي 1956 – 1957 تغير نظام التعليم ودخل علينا نظام التعليم المتوسط في تلك السنة تأخرنا سنة دراسية للوراء، اكملت المرحلة المتوسطة في «عمر بن الخطاب» وكان النظار المرحوم سعدي بدران والوكيل المرحوم يعقوب الرشيد ومن بعده محمد غيث ومن الطلبة علي جاسم الشاهين وخالد العيد الممثل ومحمد الماجد.
واذكر من الطلبة المقربين ومن زاملتهم في الدراسة أحمد يوسف الصقر واحمد عبدالمحسن الصقر وبدر الراشد وعبدالمحسن الراشد ومشاري البحر وفهد العبدالهادي ومساعد العبدالهادي وفيصل الشعيب وخالد جاسم الضاحي ومنصور الهاجري وناصر الهاجري وابناء عائلة العثمان.
النشاط الرياضي والكشفي
منذ نعومة أظفاره كان الدويش حريصا على المشاركة بالرياضة والأنشطة وعن ذلك يقول: منذ ان كنت طالبا في مدرسة الروضة الابتدائية كنت مشتركا بفريق الخاص وكان المشرف على ذلك الفريق المرحوم الأستاذ يوسف العلي واذكر انه كان يدربنا فوق سطح الفصول أيام الربيع بالملابس الرياضية، واستمررت معهم وبعدما انتقلت الى مدرسة عمر بن الخطاب أيضا كنت بالفريق الخاص، وكانت المعارف تقيم احتفالا آخر العام الدراسي بجميع المدارس التي لديها فريق الخاص على ملعب المعارف أو كما يطلق عليه ملعب شبان الوطن في شارع فهد السالم بالخلف، ولعبت كرة الطاولة على الخفيف أيضا التحقت بفريق السلة والعاب القوى والجمباز وكان المدرسون يختارون اللاعب الجيد لألعاب القوى، واستمررت بالألعاب الرياضية أيضا انتقلنا الى ملاعب ثانوية الشيوخ وكنت ممتازا في التتابع والمائتي متر وكان فيصل المطر الأول وكان ترتيبي الثاني في سباق المائة متر.
بالاضافة لأنشطة أخرى رياضية وغيرها كان الطلبة نوابغ ومجتهدين في بعض المواد وكان الاستاذ عبدالكريم عودة مدرس اللغة العربية يلاحظ اهتمامي بالقراءة وقد وجهني للقراءة ومادة الانشاء وكنت متفوقا في تلك المادة وانضممت الى فرقة الكشافة في مدرسة عمر بن الخطاب ومما اذكر اننا قمنا برحلة كشفية الى منطقة الخيران وجهزنا كل حاجاتنا الكشفية والوزارة أرسلت لنا سيارة لوري وسيارة باص لنقل الكشافة وبعدما وصلنا الى المنطقة المخصصة للمخيم نصبنا الخيام وجهزنا كل ما نحتاج له لحفل السمر. وبعد ذلك خلدنا للنوم وكل كشافين يحرسون المخيم ويتغير الدوام ويحل مكانهم اثنان من الكشافة.
وكان مشرف الكشافة المسؤول عنا الاستاذ بدران وفي الصباح بعد تحية العلم كان يلقي علينا كلمة وقال: من يعرف يطبخ الغداء؟ فقلت انا، كذلك قال يعقوب الهولي انا.
فقال المدرس عندكم كل مستلزمات الاكل وسأذهب مع الفرقة نستكشف رحلة خلوية، باشرت العمل مع يعقوب الهولي وقطعنا اللحم والبصل والبطاط وباشرنا الطبخ لكن لم نجد الملح وبدأنا نحن الاثنين نفكر كيف نطبخ من دون ملح، فكرت وقلت ليعقوب نذهب الى البحر ونأخذ ماء البحر المالح.
وكان نظيفا ورجعت الى المخيم وباشرت الطبخ وضعت العيش (الارز) واللحم وطبخنا الغداء ورجعت الفرقة بقيادة الاستاذ بدران وجدوا الاكل جاهزا وهم بحاجة للاكل من الجوع وضعنا الاكل والجميع اكل والكشافة بدؤوا يمدحون الغداء، وبعد الاكل استأذنت القائد للحديث وقلت عن قصة الملح وماء البحر.
وضحكوا وشكرونا على حسن تصرفنا، وبعد العصر جهزنا ادواتنا ورفعنا الخيام ووضعناها في السيارة اللوري وركبنا الباص ورجعنا الى بيوتنا واليوم الثاني يوم السبت انتشر الحديث عن قصة الاكل بين طلاب المدرسة، واذكر ناظر المدرسة سعدي بدران ومحمد الغيث ومن بعده يعقوب الرشيد، ومحمد زايد وعبدالكريم عودة والاستاذ سامي مدرس الرياضة وصالح شهاب مدرس الانجليزي ورشدي بيدس مدرس انجليزي والاستاذ سليمان النصرالله مدرس الدين وصالح النصرالله مدرس الاناشيد ومدرس الموسيقى فلسطيني وشاركت بفرقة الموسيقى واذكر اني انتقلت الى المدرسة القبلية في الصالحية بسبب وجود ابناء اختي فيها بدر وفيصل الطخيم، وكان هناك ايضا المرحوم يوسف ثنيان المشاري وعلي المقهوي فقلت انتقل الى القبلية، وكان من المدرسين المرحوم احمد العدواني وعبدالرحمن عبدالملك والمرحوم محمد الفوزان، ومن الطلبة احمد المشاري واحمد جعفر ود.هاني شحيبر وسليمان العسكر وسعد العليان وكان ايضا من طلبة «عمر بن الخطاب» ولكن بعد فترة انتقلت الى مدرسة عمر بن الخطاب لان اهلي قالوا المسافة بعيدة فرجعت وواصلت دراستي بعمر بن الخطاب على ساحل البحر والمدرسة القبلية في الصالحية.
الكلية الصناعية
بعد انتهائه من المرحلة المتوسطة خطط ضيفنا للالتحاق بالكلية الصناعية ليكمل دراسته بها وعن ذلك يقول: أكملت المرحلة المتوسطة وانتقلت الى الكلية الصناعية وكانت الدراسة تختلف عن التعليم العام وكانت الدراسة بالنسبة لي جديدة.
المهم انتقلت الى الصناعية ومعي مازن ولد الناظر سعدي بدران، ونقلت ملفاتنا واذكر قد سبقنا بعض الطلبة، وقابلت الاستاذ سعدي بدران وقال من الافضل ان تلتحقوا بالكلية الصناعية والتعليم فيها راق ويتم فيها تدريس علوم صناعية وفيها اعداد كبيرة فانت مع ابني مازن توكلوا على الله.
واخذ ملفي مع مازن وذهبنا الى دائرة المعارف الموجودة بمنطقة الصيهد وكانت ايام صيف والعطلة المدرسية قد بدأت، وبذلك الوقت كانت الدوائر الحكومية توظف الطلبة لمن يريد ولحسن حظي التحقت بالأمن العام، بعدما سلمت الملف وعينت بالوظيفة على امل ان ارجع الى الدراسة بعد فترة الصيف وتسلمت الراتب بعد مرور شهر.
اثناء عملي بالامن العام سمعت كلاما يتردد عند المسؤولين ان الأمن العام سيختارون مجموعة من الشباب ويلحقونهم بدورة تدريسية لتخريجهم ضباط شرطة فتأملت ان اكون واحدا منهم، استمررت بالعمل موظفا في الأمن العام بالفترة الصيفية على امل ان الدورة من المؤكد ستعقد وسيتم اختيار مجموعة من الموظفين للالتحاق بها.
بعد ذلك انتهت العطلة الصيفية وكانت الكلية على وشك ان تفتح واثناء وجودي في العمل سمعت صوت اخي عبدالرحمن وكان يتحدث مع عبدالله الغانم، ودخل اخي عبدالرحن علي في المكتب وقال «لماذا لم تذهب الى المدرسة؟ قوم امامي» فذهبت الى البيت ومن العادة اليومية اني كنت اذهب الى اخي عبدالله في مكتبته للقراءة في بعض الكتب، وعندما ذهبت في ذلك اليوم سألني اخي عبدالله «اليوم زعلان خير ان شاء الله؟» فأخبرته بأنه ستعقد دورة ضباط في الامن العام، واخي عبدالرحمن منعني من الذهاب الى الدوام فقال «هل انت متأكد من هذا الكلام؟ وانت راغب ان تكون ضابط شرطة؟».
وعندما تأكد أخي عبدالله من صدق رغبتي سأل بعض أصدقائه عن تلك الدورة وقال «ارجع الى عملك يوم غد» واستمررت بالعمل.
ضابط شرطة
يستطرد العميد المتقاعد عبدالمحسن الدويش في كلامه عن كيفية انضمامه لدورة ضباط الشرطة قائلا: تم اصدار قرار بطلب شباب كويتيين للانضمام الى دورة ضباط شرطة وبما اني من موظفي الأمن العام تقدمت مع مجموعة من الشباب وعقدت لجنة لاختيار مجموعة من المتقدمين، وتم اختياري من ضمن الذين تم اختيارهم، وكانت اللجنة تتكون من عبداللطيف ثويني وخليل شحيبر ومتولي مدير كلية الشرطة أول المقابلة قال: ولد عبدالعزيز الدويش، فقلت: نعم فقال «روح انتهت المقابلة».
وبعدما خرجت من اللجنة سألوني الموجودين من الشباب وبعد فترة شهر أعلنت أسماء المقبولين وكان معي حمد الهوشان وسليمان المضف ومحمد الرندي ويوسف شيمري ومحمد الدوسري وكان عددنا عشرة وهؤلاء كانوا من موظفي الأمن العام.
بعد ذلك بدأت الدورة لضباط الشرطة وكانت المواد العسكرية مكثفة وهناك قوانين ينبغي تعليمها وتدريسها ومنها قانون المرور وغيره من القوانين وبعدما أكملنا المدة المقررة للدورة تخرجنا ضباط شرطة برتبة «ملازم ثان» وكانت مدة الدورة 9 شهور ومن المدربين عايض سرور العتيبي والخميس وبدران واذكر اننا تدربنا على الدراجات النارية والخيالة والدوريات الراجلة، وحصلنا على دبلوم الشرطة ويوم التخرج كان تحت رعاية المرحوم الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح وكانت الدورة الثالثة التي عقدت في الكويت لضباط الشرطة، وباشرت العمل في أول مخفر شرطة هو مخفر المدينة حاليا مقر محافظة العاصمة، ولمدة شهرين فقط ونتبع قائد المنطقة وكان عدد أفراد الشرطة كبير في المخفر ومتكامل الأعداد فيه 3 ضباط يتناوبون على العمل كل 8 ساعات وكان عندنا الدوريات الراجلة ودوريات السيارات ودوريات الخيالة وحراسة ثابتة مثلا على البنوك وكذلك مجلس الوزراء عليه حراسات ثابتة كان المخفر يغطي تغطية كاملة وكان له دور فاعل وليس مثل الآن.
حاليا اختفت الدوريات الراجلة واختفت الخيالة، الضابط منذ ان يداوم بالمخفر حتى نهاية الدوام يباشر عمله ويستلم الدعاوى ويحولها للتحقيق، وكان عندنا في المخفر طابور الصباح ورفع العلم ودرس أسبوعي لكل من يعمل في المخفر من الشرطة عدا الذين عليهم الدوام، والضابط يرشد ويستفسر من الأفراد عن مشاهداتهم، لكن كل هذا غير موجود الآن، هذا كان دور المخفر الصحيح، وجد المخفر لضبط الأمن والأمان (نقول منع الجريمة قبل ارتكابها) حاليا أنت في بيتك وفي منطقة سكنك لا تشاهد خيالة ولا دورية في المنطقة، والعمالة الوافدة ملأت الشوارع وليس هناك من يكلمهم بسبب خروجهم من العمل أو من البيوت، والبيوت حاليا لا يوجد فيها سوى العاملات،
العمالة السائبة بالشوارع من الخدم والخدامات من المسؤول عنهم، اقول هنا ان اسباب الجريمة وجود الخادمات والخدم والسواق والعمال بالشوارع، وان الضابط والمحقق ومن يعمل في المخفر مسؤولون عن العمالة السائبة وهي ظاهرة قد انتشرت مما يدعو للخوف على بيوتنا.
العمالة السائبة تهدد امن المنطقة السكنية بسبب عدم وجود عمل لهذه الفئة مما يؤدي الى السرقة والقتل وارتكاب جرائم اخلاقية وعدم المتابعة يعني تخلي المخفر عن دوره وكانت مدينة الكويت فيها المخافر الآتية: مخفر المدينة والمرقاب والشرق القبلة، وفيما بعد مخفر المباركية، المخفر ما عنده دوريات وادارة الدوريات يجب توزيع السيارات الخاصة بالدورية بتوزيعها على المخافر للقيام بدورها، والخيالة، اعيدوا دورها نحن الآن بأمس الحاجة لهذه الدوريات لان الكويتيين يكونون جميعهم بأعمالهم عدا كبار السن والخدم الذين يبقون في البيوت.
مدينة الأحمدي
بعد ذلك يتحول الدويش للحديث عن عمله بمدينة الاحمدي فيقول: بعد مخفر المدينة نقلت الى مخفر شرطة الاحمدي بنفس مقر القيادة القديمة، والاحمدي قياسا بمخفر المدينة لا توجد مشاكل لان نوعية السكان تختلف عن سكان المدينة اجانب وهنود وقليل من العرب المتعلمين والكويتيين وقائد المنطقة بذلك الوقت محمد حجيل والمفتش ناصر البدر ورئيس التحقيق ناصر علي الحوطي ورئيس المباحث علي الحمود ومن الضباط عبدالله السعودي ادركته عريفا وترقى حتى صار ضابطا وكذلك من الضباط ابودرويش فلسطيني الجنسية كان بذلك الوقت عدد الضباط قليل ولكن الاحمدي مدينة هادئة ولا توجد فيها مشاكل. كانت الاحمدي قيادة وبعد ذلك صارت محافظة والمحافظ الشيخ جابر عبدالله الجابر الصباح.
مخفر الفحيحيل
ثم انتقل بعد ذلك الى مخفر الفحيحيل وعن ذلك يقول: نقلت الى مخفر الفحيحيل والقائد بذلك الوقت الضابط هاشم بوفتين، والمساعد عبدالرزاق ابراهيم بتلك الفترة كنت ملازما اول.
والفحيحيل فيها مشاكل كثيرة بسبب مناطق العمل واذكر منطقة البدوية وفيها مشاكل كثيرة وتضم عزابا كثيرين يسكنونها.
والمخفر في الفحيحيل يعمل طوال اليوم وكذلك كنا نراقب السواحل ونصطاد المتسللين عند طريق البحر فالعمل تعب ولكن الضابط والافراد يعملون بجد واجتهاد من اجل حماية الوطن، كذلك كان مخفر الفحيحيل مسؤولا عن منطقة ميناء عبدالله وايضا ابوحليفة والمنقف حتى منطقة الفنطاس فيها مخفر ولكن كان عندنا في مخفر الفحيحيل شرطة راجلة وخيالة ودوريات سيارات ودوريات ثابتة ودوريات بحرية وجميع هؤلاء يتبعون مخفر الفحيحيل وحماية البحر مسؤولون عنها وعن الموانئ جميعها ميناء الشعيبة وميناء الاحمدي وميناء ابوحليفة.
مخفر حولي والعاصمة
وفي حلقة اخرى من سلسلة تنقلاته بين المخافر المختلفة انتقل الدويش الى مخفر حولي، وعن ذلك يستطرد قائلا: نقلت بعد ذلك الى مخفر حولي ولمدة سنة واحدة وكان المرحوم شهاب البحر مسؤولا عن حولي وبعد ذلك نقلت الى الشدادية ومنها الى حرس السفارات وبعد ذلك نقلت الى مخفر المطلاع ومنه الى مخفر الصالحية، وكان مخفر المطلاع فيه مشاكل كثيرة، وبعد مرور ثلاثين سنة خدمة في سلك الشرطة تقاعدت عن العمل برتبة عميد.
الشعر والشعراء
رغم مشاغله وقضاء معظم وقته في عمله في سلك الشرطة، كان للعميد متقاعد عبدالمحسن الدويش اهتمام بالادب والشعر قراءة وحفظا بل وحتى كتابة وعن ذلك يقول: الوالد رحمه الله كان شاعرا شعبيا وكان يكتب شعر الزهيري وهو نهام على سطح السفن الشراعية وكذلك اخي عبدالله الدويش شاعر وكان يكتب القصيدة الطويلة وشعر الزهيري وقد ابدع به وعنده مكتبة كبيرة تحتوي على مجموعة كبيرة من الكتب ودواوين الشعر وكذلك بعض الكتب التي تركها الوالد رحمه الله وعمي عمر كان شاعرا، هذا الجو الادبي هيأني نفسيا وثقافيا، وتأثرت به وكنت اسمع لاخي وأقرأ شعره والاستاذ عبدالكريم عودة في المدرسة انتبه الى اني احب الشعر فشجعني على الحفظ ايضا اخي عبدالله كان يدعوني للقراءة، وكنت اقرأ لبعض كتاب القصة مثل احسان عبدالقدوس والسباعي وطه حسين وغيرهم.
بعد ذلك انتقلت لقراءة دواوين الشعر وحفظ القصائد، كذلك في ديوان أخي عبدالله وكان يحضر في الديوانية الشاعر محمد عبدالمحسن الظفيري والشاعر محمد فلاح الخرافي وعبدالله الدويش وشعراء آخرون والشاعر فهد الخشرم وعندما كنت اسمع كنت احفظ من الشعر، وأما المرحلة الثانية فكنت اقرأ دواوين الشعر الموجودة في مكتبة أخي عبدالله، فالقراءة والجلوس مع الشعراء دفعاني لترك اللعب مع الشباب فكنت أتحين الفرص لوجود الشعراء في الديوانية.
وبدأت اكتب الشعر بعدد أبيات قليلة واذا كتبت اعرض على أخي عبدالله وبدأ يعلمني الأوزان وعلوم الشعر وأقول عن نفسي محظوظ لوجود أخي عبدالله وبدأت الطريق الشعري من خلال الموهبة والقراءة وأخي عبدالله.
بصفة عامة كنت اميل لشعر الفصحى والشعر العامي وشعر الزهيري لأن الوالد كان يكتب الزهيري وكذلك أخي عبدالله كان يكتب الزهيري فتأثرت بهما.
حفظت لأحمد شوقي وبشارة الخوري وحافظ إبراهيم وإيليا أبوماضي وشعراء كويتيين، وأول ما كتبت كان قبل العشرين من عمري وتعلمت علم العروض وعرفت البحور من عبدالله الدويش أخي الكبير، هكذا في مرحلة واحدة كتبت الشعر الفصيح والشعبي والزهيري وهذه زهيرية قديمة كتبتها في مرحلة الشباب أقول فيها:
درب تريده مشينا لجاهتك وخطاك
والزين لزما نسامح ذلتك وخطاك
من حيث سهم الهوى قلب الرمى ما خطاك
وحياة من حط لي حكمه وشرعه وسن
لأني فلا طاب عيشي أو غمض لي وسن
فلك الطرابه نشر عني شراعه وسن
ياليت هالقات حظي جنبه وخطاك
وهذه الزهيرية من البدايات واعطيتها لأخي عبدالله وقرأها وقال: من أعطاك إياها؟ فلم أرد عليه وقال ان هذه من الزهيريات التي كتبها الوالد، أعطاك إياها، فرددت عليها بابتسامة فقال خير إن شاء الله فضحكت وقلت له ان هذه الزهيرية كتبتها وليست للوالد، فقلت أعطني رأيك فقال اعتقد انها للوالد وانطلقت بالزهيري وكذلك انطلقت في كتابة الشعر العامي وبدأ الشاعر عبدالله الدويش يرد علي.
كثيرا ما أتذكر ما كان بيني وبين أخي عبدالله والمكتبة الخاصة به التي هي حاليا لأولاده.
أحد الأبناء يكتب الشعر ومن البنات واحدة تكتب الشعر.
الأندية الصيفية
يحدثنا العميد متقاعد عبدالمحسن الدويش عن نشاطه بالأندية الصيفية فيقول: أول ما فتحت الأندية الصيفية التحقت بها بمدرسة عمر بن الخطاب وكنت أشارك في الأنشطة التي تقام بين الأندية الصيفية وتعلمت بعض الألعاب مثل الشطرنج والدامة وشاركت في بعض الأنشطة الصيفية، وكذلك في المباريات بين فرق الأندية الصيفية واذكر فيصل المرزوق ويوسف السميط ويوسف المجيم وهو بطل سباق الدراجات.