بيروت - عمر حبنجر
في الوقت الذي توصل فيه حزب الله الى اجراء عملية تبادل للاسرى والجثث مع اسرائيل عبر وسطاء دوليين، مازالت الوساطات تتعثر بين الموالاة والمعارضة في لبنان وحتى بين الفريقين المسيحيين في الموالاة والمعارضة حول اختيار رئيس جديد للجمهورية.
غير ان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة اكد على انه رغم المعوقات والعثرات فإن حكومته ستبقى ملتزمة بتحمل مسؤولياتها في حال لم يتم التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية عبر تأكيد التمسك بالدستور والالتزام به.
جاء كلام السنيورة ردا على تلميحات النائب محمد رعد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الى ان خيارات المعارضة جاهزة وسيتم البدء بتنفيذها في الوقت المناسب.
بدوره، توقع رئيس مجلس النواب نبيه بري اسبوعا او اسبوعين حاسمين، متهما رئيس اللقاء النيابي الديموقراطي وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع بالسعي الى عرقلة الحلول المتوقعة ووصفهما بـ «الملاكمين على كتفي رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري».
ونفى بري نيته تأجيل موعد الجلسة العامة التي دعا اليها الثلاثاء المقبل اذا لم يحصل التوافق قبلها، قائلا انه سيبقي الدعوة قائمة فاذا اكتمل النصاب بثلثي النواب فسيفتتح الجلسة والا فلن يدخل القاعة وسيعين موعدا لجلسة جديدة.
وتمنى بري، في تصريح لـ «الشرق الاوسط»، لو ان اجتماعات القوى المسيحية في بكركي خلصت الى التوافق على رئيس «بما يريح النائب سعد الحريري من الملاكين الرابضين على كتفيه»، في اشارة الى جنبلاط وجعجع ويريحه، اي بري، والنائب سعد الحريري معا من اعباء التفاوض ومن اظهار ان المسلمين السنة والشيعة يختارون اسم الرئيس المقبل الذي يجب ان يكون توافقيا ولكل اللبنانيين من دون استثناء.
اللقاء الديموقراطي
عضو اللقاء النيابي الديموقراطي النائب فؤاد السعد رد على اتهامات رئيس مجلس النواب للنائب وليد جنبلاط بوضع عراقيل امام الحل، واتهم المعارضة بالعرقلة، واستبعد ان تعقد جلسة 23 الجاري، وتساءل السعد «من اقفل المجلس النيابي طوال دورة عادية؟ ومن رفض فتح دورة استثنائية؟». ورأى ان «لا جنبلاط ولا جعجع يعرقلان ومن يعرقل تطبيق الدستور وتطبيق القوانين هو الفريق المعارض».
واشار السعد الى ان الحوار القائم والاجتماعات والمساعي بين الرئيس بري والنائب الحريري لم تصبح متقدمة بما فيه الكفاية.
واضاف «حتى المساعي التوفيقية التي تقوم بها بكركي لاتزال غير جاهزة لأي حل، وما اراه هو التأجيل».
في السياق ذاته، قال نائب اللقاء الديموقراطي اكرم شهيب في تصريح له «ان هذا الهجوم (من بري) لأنهما (جعجع - جنبلاط) حريصان على الوطن وحريصان على الا يكون تابعا لايران وسورية وحريصان على تطبيق القرارات الدولية».
واضاف «نأمل ان ينضم بري الى الملائكة ويصبح ملاكا لتستكمل الصورة ويتفق على رئيس ليس تابعا للمحور السوري - الايراني وينفذ القرارين 1559 و1757».
ورأى شهيب انه لا يمكن للرئيس بري ان يكون وسيطا وفي الوقت نفسه فريقا. وحول توقعاته عن جلسة انتخاب الرئيس التي دعا اليها الرئيس بري، قال: «اعتقد ان المعطى السياسي لا يبشر بالخير بالوصول الى انعقاد الجلسة يوم الثلاثاء المقبل، خصوصا بعد كلام الرئيس السوري وما صرح به رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد من تهديد ووعيد بعد لقائه (الرئيس اميل) لحود القابع في بعبدا».
فيلتمان: لانتخاب رئيس دون تخويف
في غضون ذلك، عاد السفير الاميركي في بيروت جيڤري فيلتمان بمناسبة عيد الفطر بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري قال: بحثنا في التطورات الاقليمية والمحلية. وحول الانتخابات الرئاسية المقبلة في لبنان قلت للرئيس نبيه بري ان سياستنا هي بسيطة وواضحة: ان الولايات المتحدة ستدعم رئيسا ينتخب بحرية - من دون تهديد أو تدخل أو تخويف من أي قوة اقليمية أو دولية - وبواسطة اعضاء البرلمان اللبناني وفقا للدستور، وتماشيا مع قرار مجلس الامن 1559، لدينا ملء الثقة في ان اعضاء مجلس النواب اللبناني سينتخبون رئيسا ملتزما بديموقراطية لبنان ووحدته واستقلاله، ويحترم القرارات الدولية، ويكون مقبولا على نطاق واسع من اللبنانيين.
واضاف: كما قلت مرات عدة لدى الولايات المتحدة التزام ثابت ودائم وغير قابل للتفاوض بشعب لبنان، وقلت لدولة الرئيس بري اليوم ان الولايات المتحدة تتطلع قدما للانضمام الى سائر اصدقاء لبنان على الصعيد الاقليمي والدولي في دعم الرئيس الجديد والعمل معه والحكومة الجديدة في بناء لبنان قوي ومتحد ومزدهر.
الصفحة في ملف ( pdf )