بيروت - عمر حبنجر
دخلت المبادرة الفرنسية المدعومة اميركيا حيز التنفيذ في بيروت أمس، مع وصول الوفد الرئاسي الفرنسي في مهمة تحديد طريقة اختيار اسماء المرشحين وربما المشاركة في غربلتها والانتقال من مواصفات التوافق الى الرئيس التوافقي، وعلاوة على التحرك الفرنسي ينتظر اللبنانيون ما يمكن ان تسفر عنه قمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس المصري حسني مبارك لدعم الملف اللبناني في شرم الشيخ اليوم، والزيارة موزعة على جولات مكوكية للمساعدة على امل الوصول الى اسم يحظى بالاجماع، وهي تشمل البطريرك نصرالله صفير ورئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب سعد الحريري.
البداية كانت في بكركي، حيث سلم الوفد الفرنسي البطريرك نصرالله صفير رسالة من الرئيس ساركوزي، لم يكشف عن مضمونها، قدمها الامين العام لرئاسة الجمهورية كلود غييان الى البطريرك بحضور أمين سر الاليزيه بوريس بوالو ومستشار وزير الخارجية كريستوف ليفون والقائم بالأعمال الفرنسي اندريه بارون.
غييان الذي لم يشأ الادلاء بأي تصريح اعلن عن رغبة الرئيس الفرنسي في زيارة لبنان، مجددا رفض فرنسا الدخول في التسميات ودعمها الرئيس العتيد وفقا للدستور وخلال المهلة الدستورية بما يحفظ سيادة واستقلال لبنان.
وردا على سؤال حول ما اذا كانت فرنسا مع انتخاب الرئيس بالنصف + 1 أو بالثلثين، قال: نحن مع التوافق على اسم الرئيس.
النصاب ذاته كان محور بيان نفى فيه مكتب رئيس تكتل المستقبل د.سعد الحريري جملة وتفصيلا ما أوردته صحيفة «السفير» اللبنانية من موقف حاسم اتخذه الحريري حيال جلسة الانتخاب، معتبرا ما قيل عن حسمه الموقف لمصلحة نصاب الثلثين نوعا من التمنيات.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «السفير» ان الموفدين الفرنسيين ابلغا الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقائهما به بانهما يأتيان الى دمشق باسم الاتحاد الاوروبي وبقرار دولي وعربي يقضي باجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري وان يتم انتخاب رئيس يتمتع بأوسع قاعدة وفاقية.
وبحسب «السفير» فان الأسد سأل الموفدين الفرنسيين عن تعارض الموقف الاوروبي القائل بانتخاب رئيس يتمتع باوسع قاعدة وفاقية مع الموقف الاميركي فكان ردهما ان الاميركيين يقولون في السر غير ما يقولونه في العلن، وانهم ابلغونا التزامهم بالتوافق.
وشدد الموفدان الفرنسيان على انتخاب رئيس غير معاد لسورية.
واستباقا للتحرك الفرنسي باتجاه لبنان لوح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط ديڤيد وولش للمعارضة ولسوريا بعواقب وخيمة في أي تدخل باجراء الانتخابات الرئاسية، في وقت يبدو تأجيل جلسة الانتخاب المقررة الاثنين واردا بحسب ما ذكرت «الأنباء» منذ ثلاثة ايام.
وولش الذي كان يدلي بشهادة حول الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ادلى بمطالعة دفاعية عن انتخاب رئيس بالغالبية العادية مستشهدا بانتخاب الرئيس سليمان فرنجية والياس سركيس اللذين فازا بغالبية بسيطة من الاصوات.
بري يعوّل على الفرنسيين
من جهته رئيس مجلس النواب نبيه بري قال انه يعول على الفرنسيين في ضوء قمة بوش - ساركوزي لكنه حذر من التشويش على هذه المساعي، واضاف ان جلسة الاثنين قائمة لكن ربما نلجأ الى تأجيلها بعد ظهر الاحد في ضوء المعطيات، مشيرا الى انه في حال حصول توافق قبل يوم الاثنين، يقدم موعد الجلسة، وكرر انه والنائب الحريري مازالا ينتظران الكلمة الفصل من بكركي وانهما يدعوانه لقول هذه الكلمة.
زوار العماد ميشال عون نقلوا عنه تفاؤله بإمكان التوافق حول الاستحقاق الرئاسي، واستنتجت اوساط عون بأن أوروبا حصلت من خلال الرئيس ساركوزي على تفويض اميركي بإيصال الاستحقاق الرئاسي اللبناني الى خيار التوافق، على ان يحمل المرشح التوافقي حلا للأزمة. وتوقعت اذاعة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله لقاء قريبا بين عون والنائب سعد الحريري مستبعدة اللقاء بين عون وبين رئيس الهيئة التنفيذية للقوات اللبنانية سمير جعجع، رغم تفاؤل الاخير الذي اكد ان الترتيبات الشكلية مستمرة. عون ابلغ تفاؤله الى سفير ايران محمد رضا شيباني الذي كرر مواقف طهران المؤيدة لتوافق اللبنانيين، مستنكرا التدخل الاميركي في الشؤون اللبنانية.
وشكك عون بانعقاد جلسة 12 نوفمبر بسبب تدفق الموفدين الدوليين على لبنان، الذين نحب ان نسمع رأيهم بعد قمتي الفاتيكان وواشنطن.
سفير إيران لا تمايز مع سورية
السفير الايراني زار أمس ايضا عضو المعارضة الوزير السابق سليمان فرنجية، حيث وضعه في اجواء الموقف الايراني من التطورات في لبنان.
وقال شيباني ان هناك تنسيقا وتطابقا في وجهات النظر بين ايران وسورية تجاه كل تطورات المنطقة، وهناك حركة مستمرة من التنسيق وتبادل وجهات النظر على اعلى المستويات.
الصفحة في ملف ( pdf )