بيروت - عمر حبنجر
الانقسام اللبناني بعد القمة كما هو قبلها، كل فريق قرأ القمة انعقادا ومقررات من زاويته، فريق الموالاة اعتبرها قمة عرجاء تمشي على ساق واحدة، وبالتالي لا خير يرتجى منها، وفريق المعارضة رأى فيها انجازا عربيا لسورية في وجه المشروع الأميركي للمنطقة.
على ان المراقبين المستقلين يرون ان اهم ما في هذه القمة هو انعقادها، ثم هنا بيت القصيد، خروج الخلافات العربية - العربية الى السطح، حيث لم يعد هناك لعب تحت الطاولة بعد مواقف السعودية ومصر والاردن.
وثمة ما هو مهم وذو دلالة في نتائج قمة دمشق، يتمثل في عدم حديث الامين العام للجامعة عمرو موسى عن زيارة منتظرة الى بيروت، وعندما لا يحدد موسى موعدا لزيارة بيروت رغم توصية القمة بتفعيل المبادرة العربية فمعنى ذلك ان دروب هذه المبادرة ليست سالكة، والراهن ان موسى اكتفى، كما يبدو، باتصال هاتفي اجراه مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قبل ظهر امس، حيث وضعه في اجواء القمة ومداولاتها ومقرراتها.
وكان موسى ابلغ صحيفة «السفير» اللبنانية ان «المنطقة على كف عفريت»، متوقعا مرحلة جديدة من العلاقات العربية - العربية، وقال ان الجميع يدرك خطورة الموقف، «لذلك لابد من اعادة النظر في مجمل العلاقات العربية - العربية»، نافيا ان يكون في وارده زيارة بيروت الآن.
مستشار السنيورة
مستشار رئيس الحكومة السفير محمد شطح قال ردا على سؤال: المطلوب التمسك بالمبادرة العربية كسقف لحل الازمة اللبنانية، والمطلوب لنجاح موسى في تحركه الجديد ان يحمل افكارا علاجية لتوفير حل بالعمق.
واضاف شطح لـ«صوت لبنان» امس ان المطلوب ايضا دعم الامين العام لإكمال مبادرته ومعالجة التأزم في العلاقة اللبنانية - السورية، بحسب قرار وزراء الخارجية العرب الذي ربط الرئيس السنيورة بين اي التأزم وتفاقم الازمة الداخلية اللبنانية، وقال ان هذا الموضوع سيكون الشق الثاني في عمل الامين العام للجامعة.
صفير: من المبكر التعليق
البطريرك الماروني نصرالله صفير ردا على سؤال عن رأيه بمقررات القمة وما رافقها، اجاب: «من المبكر التعليق».
وسئل خلال لقائه مراسلي وسائل الاعلام والصحافة في بكركي عن رأيه في القول ان التأثير السوري في لبنان بات اقوى مما كان عليه اثناء وجود سورية العسكري في لبنان، فأجاب: ان الجيش السوري ذهب من لبنان، لكن تأثيره باق ومستمر بشكل اقوى وبوسائل اقوى.
وعن اقتراح رئيس المجلس بري لطاولة الحوار، اعتبر البطريرك «ان الحوار مجد خصوصا اذا اتفق الناس على قضية لأن التحاور على طاولة الحوار اجدى من الحوار في الشارع»، املا «ألا تحصل خضات امنية، لأن الحرب دائما اولها كلام».
وجدد البطريرك صفير موقفه من الفراغ في سدة الرئاسة وما يحصل في الحكومة حيث ان بعض الوزراء مستقيلون وفي الوقت عينه يمارسون مهامهم اضافة الى اقفال المجلس النيابي منذ اكثر من سنة ومحاولات تقسيم الجيش التي بحمد الله لم تنجح بل زادته صلابة، متسائلا «عن الجدوى من ترميم الحكومة بزيادة وزير او وزيرين اليها في ظل وجود وزراء مستقيلين يمارسون مهامهم استنسابيا»، مذكرا بانه «في الماضي عندما كان البلد يمر بأزمة كان يتم اللجوء الى تأليف حكومة من 4 وزراء لتقطيع الازمة ومن ثم العمل على تشكيل حكومة مؤسسة».
وأكد «ان مسؤولية عدم انتخاب رئيس للجمهورية تبدأ بجميع المسؤولين في الداخل وتنتهي في الخارج»، مشددا على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية قبل البحث في اي شيء والمسؤولية يتحملها الجميع خاصة المسيحيين لأنهم منقسمون».
وامل «خيرا في المساعي التي يقوم بها المطران بولس مطر مع كل من العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان فرنجيه»، مشيرا الى «ان المطران مطر اطلعه على نتائج آخر ما توصلت اليه هذه المساعي».
ردود فعل متعاكسة
وعلى صعيد ردود الفعل على القمة، بدا الانقسام اللبناني جليا كالعادة فاذاعة «النور» الناطقة بلسان حزب الله اعتبرت ان القمة العربية نجحت في تجاوز دمشق لحدود التقييم للقمة في مكانها وزمانها الاستثنائيين وتوقعت الاذاعة ن تستمر هذه القمة في ضوء ما سبقها ورافقها من اجواء، قيد التفاعل سياسيا وعمليا.
دعم مبادرة بري
وزير الصحة المستقيل د.محمد جواد خليفة نوه من جهته باجماع القمة على التمسك بالمبادرة العربية حيال لبنان، وشدد في حديث اذاعي له امس على ان الوضع قبل قمة دمشق كان افضل. خليفة القريب من بري رأى ان موقف وزير الخارجية السوري وليد المعلم يحيد ازمة لبنان عن علاقات الدول العربية، مؤكدا ان الرئيس بري سيطلق التشاور وعملية الحوار مجددا، ودعا كل من يعلق على هذا الموضوع الى ان يطرح حلا افضل.
التيار الوطني الحر
سيمون ابي رميا، عضو قيادة التيارالوطني الحر، تحدث عن تشاور واسع بين اقطاب المعارضة في ضوء نتائج القمة العربية والمناخ الجديد الذي نتج عنها وكيفية تلقف الامر، خصوصا بعد تأكيد القمة على ان المبادرة العربية حيال لبنان سلة متكاملة.
وايد القيادي العوني الدعوة الى الحوارالتي اطلقها الرئيس بري، لكنه استدرك مؤكدا في حديث متلفز ان للحوار اصولا وجداول تبدأ بقبول الآخر رافضا اي ربط للحوار بانتخاب رئيس الجمهورية.
«التقدمي الاشتراكي»
على صعيد الموالاة، اعتبر مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس ان الانتقام السوري في لبنان سيستمر بعد القمة العربية ولن يتوقف، لان النظام السوري لا يعترف باستقلال لبنان الذي لم يسمه بسوى القطر الشقيق.
الصفحة في ملف ( pdf )