لندن - عاصم علي
كشف استطلاع للرأي العام في بريطانيا تقدم حزب المحافظين المعارض بعشرين نقطة على حزب «العمال»، ما يعني فشل محاولة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون إعادة الاعتبار الى حزبه الحاكم عبر سياسات شعبية جديدة.
وفي هذا الاستطلاع الذي أجراه معهد «يوغوف» لصحيفة «ذي صنداي تايمز» البريطانية، حصل «المحافظون» على تأييد 45% من الناخبين في مقابل 25% فقط لحزب «العمال» الحاكم و18% للديموقراطيين الأحرار، وذلك في فارق تاريخي بين الحزبين الرئيسيين لم يُسجل منذ الفوز الساحق لرئيس الوزراء السابق توني بلير عام 1997 على زعيم «المحافظين» رئيس الوزراء السابق جون مايجور.
وقارنت الصحيفة بين ما حصل عليه براون في الاستطلاع وبين «أسوأ أيام جون مايجور» قبل هزيمته المدوية في الانتخابات العامة أمام خصمه بلير.
وستمنح هذه النتيجة في حال بقائها عند الانتخابات زعيم «المحافظين» ديڤيد كامرون أكثر من 400 مقعد نيابي في مجلس العموم (646 مقعدا)، ما يعني غالبية كبيرة وغير مسبوقة لهذا الحزب تشبه ما حصل عليه توني بلير في أول انتخابات فاز فيها.
وكان براون أمل بأن يساعد اقدامه على خفض ضريبة الدخل بـ2.7 مليار جنيه استرليني لمجموع البريطانيين، على تحسين شعبيته وحزبه قبل الانتخابات الفرعية المرتقبة في دائرة كرو ونانتويتش، والتي سيُنظر اليها على أنها نموذج عمّا ستكون عليه الانتحابات العامة. وفي حال فاز «المحافظون» بهذه الانتخابات، سيكون ذلك أول نصر لهم في اقتراع فرعي منذ 30 عاما.
ولعل النتيجة الأكثر اثارة للقلق بالنسبة الى رئيس الوزراء الحالي تتعلق بتقويم الناخبين لأدائه شخصيا وليس لأداء حزبه، إذ حصل على تأييد 17% فقط من المستطلعة آراؤهم، وهو رقم أسوأ مما حصل عليه رئيس الوزراء السابق نيفيل تشامبرلاين قبيل سقوطه عام 1940 بعد سنتين من تسليمه تشيكوسلوڤاكيا الى هتلر في اتفاق ميونيخ عام 1938.
ووفقا للاستطلاع ذاته، اعتبر 17% فقط أن أداء رئيس الوزراء جيد في مقابل 78% رأوا أنه سيئ.
يذكر أن انهيار «العمال» ومعه براون في الشارع البريطاني مرتبط في شكل رئيسي بحال الاقتصاد، لاسيما أن حاكم مصرف انجلترا حذر من أن «العقد اللطيف» اقتصاديا في بريطانيا قد ولّى في ظل تواصل انخفاض أسعار العقارات في أنحاء البلاد.