- التنظيم يشن هجوماً بالأسلحة الثقيلة على منطقة المعبر
رغم الضربات الجوية لقوات التحالف الدولي والتي تستهدف بعض مصافي النفط المؤقتة، فإن داعش لاتزال قادرة على التربح من مبيعات النفط الخام، بما يصل إلى مليوني دولار يوميا، حسبما يفيد عاملون في مجال النفط في سورية ومسؤولون سابقون في قطاع النفط وخبراء في مجال الطاقة.
وبحسب ما تسرب من معلومات، فإن التنظيم لايزال يفتتح آبارا جديدة. وهذا ما أكده شيخ عشيرة يدعى عبدالله الجدعان، في الشحيل وهي بلدة سورية منتجة للنفط في محافظة دير الزور، قائلا إن التنظيم يبيع النفط «ويزيد عمليات التنقيب في آبار جديدة بفضل حلفاء من العشائر، ويستغل عدم القدرة على ضرب حقول النفط»، ويشتري معظم النفط تجار محليون، ويلبي الاحتياجات المحلية للمناطق التي يسيطر عليها داعش في شمال سورية، لكن بعض النفط المنخفض الجودة بعد تكريره بشكل بدائي يتم تهريبه إلى تركيا، حيث يبلغ السعر حوالي 35 دولارا للبرميل، ما أدى إلى انتعاش تجارة مربحة عبر الحدود.
إلى ذلك، واصل رجال أعمال سوريون محليون إرسال قوافل تضم ما يصل إلى ثلاثين شاحنة تحمل النفط من الآبار التي يسيطر عليها داعش عبر مناطق يسيطر عليها المتشددون بسورية في وضح النهار دون أن تستهدفهم الضربات الجوية. وسمح التنظيم للقوافل بالعبور بوتيرة أسرع عبر نقاط تفتيشية. وقال سائق شاحنات نفط ومتعامل محلي إن التنظيم شجع الزبائن على زيادة التحميل، وعرض عليهم تخفيضات وتأجيل الدفع.
كما أبلغت «إدارة النفط» التابعة للتنظيم التجار في الأسبوعين الأخيرين بأن بإمكانهم تحميل ما يريدون، ودعتهم لتخزين النفط، وهو أمر يقول تجار إنه مؤشر على أن التنظيم لايزال يعتقد أنه بالإمكان ضرب الآبار. ويقول آخرون إن خطر الهجمات دفع التنظيم لاستخدام الثروة النفطية بشكل أكثر فاعلية لتوسيع قاعدة التأييد له بين العشائر.
الى ذلك، احتدمت الاشتباكات بين تنظيم «داعش»، ومجموعات كردية، في القسم الشرقي من عين العرب «كوباني»، شمال سورية، ومحيط معبر «مرشد بينار»، الحدودي مع تركيا.
ومع شن التنظيم، الذي يسعى للسيطرة على المعبر الحدودي، هجوما بأسلحة ثقيلة على منطقة المعبر، تقاوم المجموعات الكردية من أجل المحافظة عليه، في وقت تشهد فيه المنطقة قتال شوارع بين الفينة والأخرى.
وأجرت المقاتلات التابعة لقوات التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، طلعات استطلاعية في سماء المنطقة، فيما تستمر قوات الأمن التركية باتخاذ التدابير اللازمة على طول الحدود التركية ـ السورية.
ومنذ أكثر من شهر تستمر الاشتباكات بين مسلحي «داعش»، والمجموعات الكردية في «عين العرب»، ويشن التحالف، غارات جوية على مواقع التنظيم، في المدينة، ومحيطها، لوقف تقدمه، ومنع إحكام سيطرته عليها.