بالتزامن مع انباء عن تجدد الاشتباكات بين القوات الأمنية اليمنية والمتمردين الحوثيين وسقوط قتلى، نفت وزارة الدفاع اليمنية امس اتهامات الزعيم المتمرد عبدالملك الحوثي للسلطات بضرب المدنيين بواسطة الطائرات الحربية ما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من المدنيين، فيما أكد أمين عام المجلس المحلي بمحافظة «صعدة» شمال اليمن محمد العماد أن الحملة العسكرية ضد من وصفهم بعصابة التمرد الحوثية بالمحافظة تحقق أهدافها، وتتم ملاحقتهم من منطقة إلى آخرى.
وقد نفى مصدر مسؤول في وزارة الدفاع في بيان ما وصفه بمزاعم الحوثي حول قصف مخيمات النازحين واستخدام الطائرات لقنابل فوسفورية.
وقال البيان «انها مزاعم لتغطية الإرهابي الحوثي ومن معه للجرائم التي يرتكبها في حق المواطنين بصعدة».
وذكر المصدر بحرص الدولة ووزارة الدفاع والقوات المسلحة والأمن على تجنيب المواطنين أي أذى وقال «إن المهمة الأساسية للقوات المسلحة في هذه العملية هي إنقاذ المواطنين الأبرياء من إرهاب الحوثي ومن معه وحمايتهم وممتلكاتهم من النهب والتخريب والاعتداء».
وكان الحوثي قد قال في بيان «في تطور خطير يثبت استهداف المدنيين والنازحين بشكل مباشر قامت طائرات الميغ باستهداف منطقة رغافة وهو مخيم للنازحين يقع على بعد 20 كم شمال مدينة ضحيان».
تحقيق الهدف
بدوره اكد العماد ـ في تصريح له امس ـ «إن التدخل العسكري جاء لحماية المواطنين ووقف الاعتداءات من قبل عناصر عصابة التمرد والإرهاب الحوثية، كما جاء استجابة لنداءات المواطنين والمجالس المحلية في المديريات والمحافظة»، مؤكدا أن الحملة العسكرية تحقق أهدافها وأن رجال الجيش والأمن يتعقبون تلك العناصر التي تفر من منطقة إلى آخرى. وأضاف أن عصابة التمرد والإرهاب الحوثية عمدت إلى تهجير الأسر من منازلهم وكثفت خلال الأيام الماضية من اعتداءاتها على المواطنين.
وأشار إلى أن السلطة المحلية توثق تلك الجرائم في حق المواطنين والتى تشمل القتل والاختطاف وتفجير المنازل وتهجير الأسر وإعداد ملف بتلك الجرائم لتقديم المجرمين من عصابة الإرهاب الحوثية إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل.
وحول ما جاء في بيان لمنظمة الاشتراكي في صعدة عن قصف سوق في منطقة «حيدان»، قال العماد «إن تلك الأنباء عارية من الصحة ومجرد أقاويل وافتراءات لا وجود لها في الواقع»، مشيرا إلى أن عناصر التمرد والإرهاب الحوثية قامت باعتقال عدد من المواطنين واتخذتهم كدروع بشرية.
وساطة
وما بين هذا وذاك، أكدت معلومات واردة من محافظة «صعدة» شمال اليمن وجود نشاط لمساع سلمية بين السلطة اليمنية والحوثيين باستثناء خلاف حول بعض شروط اللجنة الأمنية اليمنية العليا، خاصة الشرط المتعلق بحادثة اختطاف الأجانب الألمان.
وقالت مصادر محلية مطلعة بمحافظة صعدة - في تصريح نقله الموقع الإلكتروني لحزب التجمع اليمني للإصلاح المعارض- إن تواصلا مع القيادة الميدانية لجماعة الحوثي تقوم به اللجنة اليمنية للمساعي السلمية لإحلال السلام في محافظة صعدة برئاسة فارس مناع عقب تسلمها رسالة من الحوثي بموافقته المبدئية على استئناف المفاوضات في إطار إحلال سلام شامل لكل أطراف المشكلة في المحافظة.
وأشارت المصادر إلى أن مناطق صعدة تشهد هدوءا حذرا على مختلف المحاور منذ صباح أمس الاول بعد العمليات العسكرية غير المسبوقة التي شنتها القوات الحكومية على مختلف معاقل الحوثيين.