أكد إمرسون منانغاغوا زعيم زيمبابوي الجديد الذي سيخلف الرئيس المستقيل روبرت موغابي، أن البلاد تدخل مرحلة جديدة من الديموقراطية.
وقال منانغاغوا الذي عاد من الخارج مؤخرا، أمام آلاف من مؤيديه تجمعوا خارج مقر حزب الحاكم «الاتحاد الوطني الأفريقي/ الجبهة الوطنية» الحاكم في العاصمة هراري مساء امس الاول: «الشعب قال كلمته. وأقسم انا أكون خادما لكم».
وأضاف: «نريد تنمية اقتصادنا، نريد السلام في بلدنا، نريد وظائف، وظائف، وظائف.. إرادة الشعب ستنجح دوما».
وسيؤدي منانغاغوا اليمين الدستورية، اليوم، رئيسا للبلاد بعد أن رشحه الحزب الحاكم لشغل المنصب الذي خلا باستقالة موغابي.
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة إن موغابي حصل على حصانة من الملاحقة القضائية وضمانات بتوفير الحماية له داخل البلاد في إطار اتفاق أدى لاستقالته.
وقال مصدر حكومي إن موغابي (93 عاما) قال للمفاوضين قبيل استقالته إنه يرغب في الموت في زيمبابوي ولا يخطط مطلقا للعيش في المنفى.
ويضع رحيل موغابي زيمبابوي في موقف مختلف عن عدد من الدول الأفريقية الأخرى، حيث أطيح بزعماء قدامى في انتفاضات شعبية أو عبر الانتخابات.
ويبدو أن الجيش رتب لمسار خال من المتاعب لانتقال السلطة إلى منانغاغوا الذي كان على مدى عقود مخلصا لموغابي وعضوا بدائرته المقربة. وكان مسؤولا أيضا عن الأمن الداخلي عندما قالت جماعات حقوقية إن 20 ألف مدني قتلوا في ثمانينيات القرن الماضي.
ويثير سجل منانغاغوا في ملف حقوق الإنسان حفيظة الكثير من أبناء زيمبابوي.
وقال بيرس بيجو المستشار الرفيع لشؤون جنوب القارة الأفريقية بمجموعة الأزمات الدولية «الماضي المظلم لن يختفي. سيلاحقه مثل قطعة علكة ملتصقة بكعب حذائه».
وفي السياق ذاته، قال حارس الأمن إدجار مابورانجا الذي يجلس بجوار ماكينة صراف آلي خالية من النقود «موغابي رحل لكني لا أرى أن منانغاغوا يختلف عن الرجل العجوز. ليس هذا التغيير الذي توقعته لكن دعنا نمنحه وقتا».
ويمثل استعادة ثروات البلد ومكانتها الدولية تحديا للزعيم الجديد، ودعت مزاعم بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان وانتخابات معيبة الكثير من الدول الغربية لفرض عقوبات في مطلع القرن الحادي والعشرين أثرت على الاقتصاد بشكل كبير حتى رغم الاستثمار الصيني بالبلد.
ويعد تنظيم انتخابات نزيهة في العام القادم بوابة العبور لتدفق تمويلات جديدة.
ورغم أن من شبه المؤكد أن يفوز منانغاغوا بأي انتخابات قال الممثل الخاص للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لأفريقيا جونتر نوكه إنه سيكون نصرا «للصفوة القديمة» في زيمبابوي بمساعدة الصين.
وقال نوكه لمحطة «اس.دبليو.ار 2» الألمانية «سينجح في الانتخابات مستغلا الخوف أو خدعا كثيرة وحينها سننتقل من طاغية إلى آخر».
وفي لندن، قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن بريطانيا تريد أن تعود زيمبابوي إلى المجتمع الدولي الآن بعد استقالة موغابي.