- النيل من تنظيم داعش ليس بالأمر اليسير
بيروت ـ اتحاد درويش
رأى نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي أنه لا قيمة لما يسمى بالتحالف الدولي الذي يوجه ضربات جوية الى تنظيم داعش، لافتا الى أن الحكومات الغربية مختزلة بالولايات المتحدة الأميركية التي هي ليست بحاجة لها، ورأى أن هذه الحكومات جزء من هذا الحراك من الزاوية المعنوية والسياسية، مشيرا الى أن الدول الخليجية التي تخوض معركة مباشرة دفاعا عن مصالحها ووجودها بعد أن أُعلنت الدولة الإسلامية لبلاد الشام والعراق، وبات هناك صراع وجودي بين دولة إسلامية بخلافة البغدادي وهذه الدول، ملاحظا أن الدولة الإسلامية إذا ما تعززت ونمت وتوسعت ستكون لها انعكاسات على موازين القوى الدولية وتهديدات للقارة الأوروبية ولمصالح العالم في المنطقة، لافتا الى أن الولايات المتحدة الأميركية كانت المبادر الى أخذ الدور في إدارة هذا الصراع وتصدره دفاعا عن مصالحها وعن هذه الدول جميعها.
وأكد الفرزلي في تصريح لـ «الأنباء» أن الولايات المتحدة الأميركية تحاول أن تستثمر الصراع في المنطقة لترتيب الأوراق فيها وإعادة إنتاج لعبة ومقاييس ومعايير جديدة، مؤكدا أن استهداف تنظيم داعش هو أمر أساسي وإستراتيجي بالنسبة للإدارة الأميركية التي لم تعد تتحمل هذا الدور الكبير لتنظيم داعش في استهداف المصالح والكيان والوجود، خصوصا بعد الاعتداء على المواطنين الأجانب والأميركيين، لافتا الى أن هذا الأمر سهّل المناخات الملائمة لدى شعوبها لهذا التدخل العسكري المباشر، معربا عن اعتقاده أن الدولة الإسلامية ساهمت بطريقة أو بأخرى بتحويل المنطقة الى كمين إستراتيجي لاستهداف هذه القوى وذلك امتدادا للعبة الانتقام الكبير لـ 11 سبتمبر 2001، مؤكدا أن الحرب على تنظيم داعش ستأخذ وقتا والمفاوضات السياسية هي أيضا ستأخذ وقتا.
متوقعا أن تكون المرحلة التالية معقدة لأن «داعش» أيضا ليس بالأمر اليسير للنيل منها، لأنها مسألة منتشرة ومسألة ثقافة ووجود. وردا على سؤال، أوضح الفرزلي أن دمشق صاحبة مصلحة كبرى في استهداف تنظيم داعش الذي يشكل بالنسبة لها تهديدا مباشرا لنظامها، مؤكدا أن هناك تقاطع مصالح موضوعيا بين الحراك العسكري الأميركي الذي يستهدف تنظيم داعش وبين دور الحكومة السورية بجيشها وقواتها العسكرية، لافتا الى تلاقي واضح بالمصالح وان التنسيق سيكون على قدم وساق، مستبعدا محاولة ضرب الجيش السوري، لافتا الى التحليلات التي تقول إن أي ضربة للجيش السوري ستعمم الفوضى في سورية وسيصبح تنظيم داعش على شواطئ البحر الابيض المتوسط، وسيكون بالتالي تهديدا مباشرا لحدود أوروبا الجنوبية.
ومن الموقف الإيراني الرافض لهذا التدخل العسكري ومعه حزب الله، رأى الفرزلي أن إيران جزء من هذه المعركة الدائرة ومعها حزب الله، لافتا الى التدخل الإيراني في «أمرلي» في العراق على الحدود الكردية ـ الإيرانية وقمع تنظيم داعش، مشددا على أن لإيران دور متقدم كما كان لها دور في دعم الجيش العراقي في الحكومة المركزية نتيجة اتفاق أميركي ـ إيراني واضح، معربا عن اعتقاده أن لإيران وروسيا مواقف مؤيدة وأيضا متورطة في الصراع، بصرف النظر عن التورط العسكري العلني أو الإعلان عن انهم جزء من حركة تقودها الولايات المتحدة الأميركية، ورأى أن الموقف الروسي والإيراني الحذر والمتحسب يحاول أن يشكل عائقا دون إمكانية أن تنقلب الولايات المتحدة باتجاه الجيش السوري نتيجة تخوفهم من مثل إقدامها على هكذا عمل.
وعن انعكاسات ما يجري في المنطقة على الملفات اللبنانية، رأى الفرزلي أن لبنان موجود فعليا في جزء من الحرب الدائرة في المنطقة والمناطق الحدودية مناطق عسكرية، لافتا الى أن لبنان ساحة تعكس بصورة مباشرة الواقع الدائر في المنطقة، ورأى أن التعقيدات التي تطرأ في المنطقة تنعكس وترمي بثقلها على لبنان، معتبرا أنه من الطبيعي جدا أن أي تطور داخلي في لبنان مرتبط بتطورات الواقع في المنطقة وعلاقات الدول بعضها ببعض.
ورأى أن لبنان ليس أولوية في الحسابات الإقليمية والدولية التي تحاول أن تبقي سقف الأحداث الدائرة عند هذا الحد، وألا تتعمم نتائج سلبية من جراء هذا الواقع نظرا لحساسية الواقع اللبناني ولأن لبنان لا يستطيع أن يتحمل بقوة كبيرة انعكاسات سلبية وخطيرة على الساحة اللبنانية، مؤكدا أنه لا اختلاط إستراتيجيا كبيرا للأوراق في لبنان، معربا عن اعتقاده أنه سيكون هناك تطور تدريجي وواضح لتيار المستقبل بشخص الرئيس سعد الحريري لإدارة الصراع في الساحة اللبنانية مع التطرف بصورة مباشرة.