بيروت ـ زينة طبّارة
أكد المرشح للرئاسة عضو اللقاء الديموقراطي النائب هنري حلو أن زيارة النائب جنبلاط لمعراب، أتت فقط في سياق استكمال الجولة الجنبلاطية على القيادات المسيحية، إلا أن أهميتها تكمن في تواصل الزعامات والقيادات اللبنانية فيما بينها لإخراج البلاد من أزماتها السياسية والأمنية الراهنة، وحماية لبنان من تداعيات ما يجري في المنطقة، واصفا نتائج الزيارة بالإيجابية جدا، بحيث التقى الرجلان في العديد من الملفات والعناوين المطروحة وتعارضا في غيرها، وهو أمر طبيعي صحي وسليم في العمل الديموقراطي الصحيح، مؤكدا ردا على سؤال أن موضوع الرئاسة لم ينل نصيبه من البحث في تفاصيله، خصوصا أن المواقف مازالت على حالها، فالدكتور جعجع واضح في خياره بأنه سيستمر في ترشحه ما لم ينسحب العماد عون من السباق الرئاسي، فيما النائب جنبلاط كان واضحا في كلامه عقب انتهاء الزيارة بأن هنري حلو مازال مرشح اللقاء الديموقراطي.
ولفت حلو في تصريح
لـ «الأنباء» الى أن الاستحقاق الرئاسي سيبقى يراوح مكانه ما لم تكن هناك مبادرات عملية حقيقية لانتشاله من النفق، معتبرا أن الإيجابيات مازالت غائبة حتى الساعة، خصوصا أن الأمور في المنطقة تزداد تعقيدا وتنعكس سلبا على الساحة اللبنانية، في وقت يجب على اللبنانيين أن يستدركوا خطورة تلك التعقيدات ويبادروا فورا الى لبننة الانتخابات الرئاسية بدلا من تركها تنجرف في نوعية العلاقات بين إيران والسعودية من جهة، وفي نتائج المفاوضات الإيرانية - الأميركية من جهة ثانية، والتي قد تأخذ سنوات للوصول الى خواتيمها، مؤكدا أن وقف المراهنات على الخارج والعودة الى الحوار بين اللبنانيين يفتح الأبواب أمام الحلول بدءا بانتخاب رئيس للجمهورية مرورا بانتخاب مجلس نيابي جديد وصولا الى تشكيل حكومة جديدة يشارك فيها كل الفرقاء اللبنانيين.
في سياق مختلف، وردا على سؤال، لفت حلو الى أن التمديد للمجلس النيابي بات أمرا واقعا في ظل الشغور في موقع الرئاسة، وذلك لاعتباره أن أي مغامرة في هذا السياق غير محسوبة النتائج ستعرّض الحياة السياسية في لبنان الى مزيد من الشلل والفراغ في السلطة وتحديدا في السلطة التنفيذية، ناهيك عن تعرضها لخروقات أمنية، معتبرا بالتالي أن الجميع يرفض من حيث المبدأ التمديد للمجلس إلا أنهم باتوا مرغمين على القبول به كونه الطريقة الأسلم لتفادي وقوع لبنان في مطبات سياسية جديدة من شأنها تعقيد الأمور وسد الأفق أمام الحلول.
وعن قراءته لعملية اصطياد عناصر الجيش في الشمال من قبل مسلحين مجهولي الهوية والانتماء، لفت حلو الى أن الخلافات السياسية بين اللبنانيين، وفي طليعتها عدم الاتفاق على رئيس للجمهورية، تشجع الإرهاب على تنفيذ اعتداءاته على الجيش، علما أن الأجهزة الأمنية مشكورة لا توفر جهدا في ملاحقتهم وتعقب أثرهم، مؤكدا أنه لا خوف على المؤسسة العسكرية من الانقسام المذهبي، لاسيما أن جميع الفرقاء السياسيين دون استثناء، أبدوا دعمهم للجيش كمؤسسة وحيدة قادرة على حماية لبنان واللبنانيين، مستدركا بالقول إن عملية تسليح الجيش مهمة جدا لتمكينه من مواجهة الأخطار المحدقة بالبلاد، إلا أنها لن تكتمل إلا بشبكة سياسية واسعة تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها.