- جلسة التجديد لهيئات مكتب المجلس مقدمة لجلسة التمديد للمجلس النيابي
بيروت ـ زينة طبّارة
رأى عضو كتلة المستقبل النائب د.عاصم عراجي ان جلسة التجديد لهيئة مكتب المجلس واللجان النيابية، ما هي إلا مقدمة لجلسة تمديد ولاية المجلس النيابي الحالي، معتبرا ان التمديد للمجلس أصبح حتميا وغير قابل للنقاش في ظل انقضاء المهل واستمرار حزب الله والعماد عون في لعبة تعطيل الانتخابات الرئاسية، مشيرا بالتالي الى ان البلاد ستبقى سابحة في ستاتيكو سياسي معين تفرضه طهران من خلال انسحاب فريقها في لبنان من اللعبة الديموقراطية وتأدية واجبه الوطني بانتخاب رئيس للجمهورية، بمعنى آخر يعتبر عراجي ان قرار انتخاب رئيس للبنان أصبح أسير السياسة الإيرانية ولن يتم الإفراج عنه ما لم تذلل الخلافات السعودية - الإيرانية، خصوصا ان طهران تستعمل تعطيل الانتخابات الرئاسية ورقة رابحة في يدها ظنا منها ان هذه الورقة قد تمكنها من فرض شروطها على السعودية من جهة، وعلى مجموعة الـ 5 + 1 من جهة ثانية.
ولفت عراجي في تصريح لـ «الأنباء» الى ان لبنان سيبقى يدفع ثمن تبني حزب الله للأجندة الإيرانية في المنطقة، وانجرار العماد عون وراءه في سياق بحثه عن كرسي الرئاسة وعن حفنة من المراكز والمناصب السياسية، مشيرا الى ان كل الدول العربية التي تمكنت إيران من ادخال أجندتها الى مراكز القرار فيها، وهو ما يشهده العالم اليوم سواء في العراق أو في سورية أو لبنان أو اليمن أو البحرين، وذلك لاعتبار إيران ان سياسة «فرّق تسد» هي الطريق الأوحد والأقصر الذي يمكّنها من توسيع دائرة نفوذها السياسي والعسكري في المنطقة العربية، وصولا الى فرض نفسها كشرطي في المنطقة العربية لا بد من التعامل معه والقبول بشروطه كمدخل وحيد الى عالم عربي آمن ومستقر.
وعليه يعتبر عراجي ان الانتخابات الرئاسية في لبنان مازالت بعيدة عن قبضة اللبنانيين أو المجلس النيابي بتعبير أدق، لا بل انها تزداد بعدا وسوءا ليس بسبب تدهور العلاقات السعودية - الإيرانية فحسب، إنما والأخطر بسبب وجود برنامج سياسي يقضي بتغيير النظام، وهو ما أكدته بعض المصادر النيابة في قوى 8 آذار لإحدى الصحف الخليجية، أن «اتفاق الطائف انتهت صلاحيته وأصبح اللعب على المكشوف»، ما يعني ان تعطيل حزب الله وحلفائه للانتخابات الرئاسية دون أفق، هو جزء من مسار جهنمي تكشفت ملامحه في اجتماعات «سان كلو» في فرنسا من خلال كلام أحد نواب حزب الله بأن الأخير هو الناظم الأمني والسياسي في لبنان، والذي بدأت عوارضه بالظهور عمليا من خلال ما شهدته الساحة اللبنانية من ممارسات معطلة لكل استحقاق دستوري بدءا بتعطيل الانتخابات الرئاسية في العام 2008، مرورا بتعطيل تشكيل حكومة الرئيس سلام لأحد عشر شهرا، وصولا اليوم الى إفراغ قصر بعيدا من سيده.
واستطرادا، لفت عراجي الى ان ما نقلته إحدى الصحف المحلية عن أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله خلال لقائه السنوي مع «المبلّغين والعلماء» بأن «معركته في سورية هي لحماية لبنان وانها لاتزال طويلة قبل الانتصار النهائي والكبير»، يعني ان الاستقرارين الأمني والسياسي في لبنان مازالا بعيدين عن مشتهى ورغبة اللبنانيين، معتبرا ان التسلح غير الشرعي والخروج عن طوع الشرعية يفرض على لبنان ان يكون حاليا ضحية نزاعات مذهبية وصراعات إقليمية دخل عليها العامل الدولي ليزيدها تعقيدا، مؤكدا ان ما لا يريد حزب الله ان يفهمه هو ان لبنان ليس «جمهورية موز» ولا هو بأرض لا نواطير فيها ولا حراس، فهناك جيش يحمي حدوده ويذود عنه، وليس بحاجة لمن يُسانده في درء الأخطار والدفاع عن اللبنانيين.