بيروت ـ عمر حبنجر
يبدو ان الرئيس سعد الحريري فتح «تربو» السرعة لتشكيل الحكومة، على الآخر، تناغما مع الرئيس نبيه بري الذي سجل عليه «التطنيش» في موضوع تشكيل الحكومة، ويمكن من متابعة الاتصالات المتسارعة ملاحظة الاندفاعة الرسمية لتشكيل الحكومة تأكيدا على كون التعقيدات محلية وليست خارجية، واستجابة في الوقت ذاته لاشارة فرنسية بعدم تحديد موعد لزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون الى لبنان قبل ان يصبح في البلد حكومة فاعلة جديدة.
وكاد التحريك الضاغط لملف التشكيل الحكومي ان يتخطى على مستوى الاهتمام العام زيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي غادرت بيروت عصر امس بعد زيارة ليومين اتسمت بالنجاح، خصوصا على صعيد تنسيق الاجراءات الخاصة بعودة اللاجئين السوريين مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة.
وكان الرئيس الحريري تواصل هاتفيا مع الرئيس ميشال عون واتفقا على اللقاء في بعبدا بعد مغادرة الضيفة الالمانية، حيث عرض الرئيس المكلف مسودة حكومته الجديدة عن رئيس الجمهورية.
وبعد الاتصال، اجتمع الحريري بالفرقاء المشككين بحصولهم على ما يريدون من حقائب وزارية وهم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ووزراء حركة امل والقوات اللبنانية والتقدمي الاشتراكي وهم: علي حسن خليل وملحم رياشي ووائل ابوفاعور، في حين استقبل رئيس القوات د.سمير جعجع النائب الاشتراكي اكرم شهيب في معراب.
وقال الحريري لقناة «الجديد»: انا لا اتمهل كما يقول البعض، ولا اعرف لماذا نريد استعجال الامور، فهناك بعض العقد وبالحوار والوقت نحلها.
واضاف: لا احد يحاصر احدا ولا احد يضع فيتو على احد، وانا على ثقة ان الجميع متعاون.
المحيطون بالحريري نقلوا عنه انه سيقدم مسودته الحكومية الى رئيس الجمهورية وذلك خلال الساعات القليلة المقبلة وهذا الكلام صدر عصر الخميس الماضي.
وعلمت «الأنباء» تأكيدا على ذلك ان التيار الوطني الحر نزل عند اصرار القوات اللبنانية على موقع نائب رئيس مجلس الوزراء ومعه 4 وزارات غير سيادية مقابل احتفاظه بالوزارتين السياديتين المخصصتين للمسيحيين.
ووفق المصادر عينها ان المسودة تتضمن حصر التمثيل الدرزي بكتلة اللقاء الديموقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط على ان يكون اثنان منهم من اعضاء الحزب والوزير الدرزي الثالث غير ملتزم حزبيا، لكنه من الجو الجنبلاطي، ما يعني صرف النظر عن وزير طلال ارسلان من الحصة الدرزية.
ويلحظ الحل توزير سني ضمن حصة الرئيس عون، يرجح ان يكون مستشاره الاقتصادي والمالي فادي عسلي مقابل وزير مسيحي ضمن حصة الحريري يرجح ان يكون د.غطاس خوري، وسيكون للمردة وزير لكن لا تفاهم على الوزارة.
ولا خلاف على وزارات حركة امل وحزب الله، انما الجدل قد يستمر حول ابعاد حزب الكتائب والسُنة العشرة الخارجين عن تيار المستقبل وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي وقد تقرر توزير سرياني وصرف النظر عن العلوي.
وتقول المصادر لـ «الأنباء» انه اذا لم يقتنع الرئيس عون بالصيغة الجديدة، فالتأجيل ممكن حتى نهاية الشهر.
الرئيس ميشال عون قال امس انه مستمر في بذل الجهود لتأمين تمثيل السريان في السلطة والحياة السياسية، واعلن سعيه الى ولادة حكومة تعكس رغبات الشعب وتوازناته.
عون كان يتحدث من بلدة العطشانة في افتتاح المقر البطريركي لطائفة السريان الارثوذكس، وقال ان مسيحيي المشرق ليسوا طارئين على هذه الارض ولن يقبلوا بسلخهم، وكانوا في حرب الارهاب ضحية حملة منظمة لاقتلاعهم من جذورهم وسط صمت المجتمع الدولي. بالنسبة لزيارة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، فقد زارت الرئيس نبيه بري في عين التينة.
الرئيس نبيه بري ابلغ الصحافيين انه شكر للمستشارة الالمانية مشاركة البحرية الالمانية بقوات اليونيفيل المساعدة على حفظ السلام في جنوب لبنان عملا بالقرار الدولي 1701، مؤكدا تمسك لبنان بحدوده البرية والبحرية، كما تناول البحث الجالية اللبنانية الكبيرة في المانيا.
ميركل غادرت الاجتماع دون تصريح، وقد ودعها بري كما استقبلها عند مدخل المقر.