- القوات تأخذ «الدفاع» وكرامي شبه مقبول حريرياً والدروز يسميهم جنبلاط
بيروت - عمر حبنجر
رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري، في إجازة عائلية اعتبارا من امس السبت كما رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي سبقه إلى الإجازة الصيفية الأسبوع الفائت وطبيعي والحال هكذا، أن يأخذ تشكيل الحكومة إجازة، ومثله الأزمات المستقلة عنه أو المتصلة به، بانتظار ما ستؤول إليه الأحداث في درعا السورية، تبعا لارتباط حزب الله بتلك الأحداث.
لكن الاتصالات والمساعي ستستمر إنما بضغط منخفض لمنع المياه الحكومية من الركود، وبانتظار بلورة الاستحقاقات الإقليمية، وتاليا انتهاء الإجازات اللبنانية الرسمية.
وتركز الاتصالات على العلاقة المتوترة بين التيار الوطني الحر وبين «القوات اللبنانية» وهو ما ساهم في إعاقة تشكيل الحكومة، فبعد الوئام الذي تجسد في تفاهم معراب، ما قبل الانتخابات الرئاسية، حلّ التنابز والخصام، فرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أعلن أمس أن حزبه لن يقايض وجوده في الحكومة بالسكوت عن الهدر وقلة الإنتاجية والفساد لأن وجودنا أصلا هو لمكافحة الفساد، وليس لحفظ المواقع.
وقال في احتفال تسليم البطاقة لقواتيين جدد: زمن التحجيم ولّى وجاء زمن صحة التمثيل، وأضاف: نحن مع «اوعا خيك» لكننا ايضا مع «اوعا سيادة الدولة واوعا الهدر والفساد».
وتقول قناة «او.تي.في» (البرتقالية) الناطقة بلسان التيار الحر: سواء زار سمير جعجع بعبدا قريبا ام بعيدا، وبغض النظر عما أعاده الى الأدهان من ذكريات سود، عبر تذكيره اليوم بمقولة «أُكلت يوم أُكل الثور الأبيض» يبقى أن بلوغ مسار التأليف نهايته التأليف، يتوقف على احترام ما أفرزته الانتخابات النيابية الأخيرة من إحجام، مستغربا الاصرار على استبعاد العلوي والسرياني.
أما العلاقة بين التيار الحر والحزب التقدمي الاشتراكي، فتبدو منذ الانتخابات النيابية اكثر صعوبة وتعقيدا، في ضوء توسع التيار الحر في التأليب السياسي ضد الحزب التقدمي الاشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، والذي يمثل المرجعية السياسية الأساسية للموحدين الدروز في لبنان، تحدى من يعنيهم الأمر بأن يشكلوا حكومة من دون حزبه وقال لصحيفة «الديار»: إذا كانوا شجعانا فليفعلوا.
وسأل جنبلاط: من قال إنني تراجعت او سأتراجع عن تسمية الوزراء الدروز الثلاثة في الحكومة؟
وأضاف: لن أتراجع أبدا أبدا أبدا، لقد انتصرنا بسبعة نواب دروز ولنا الحق في التمثيل بثلاثة وزراء.
وقال جنبلاط في التصريح الذي نشره موقع «الأنباء» الناطق باسم حزبه، لا داعي لبقية الطوائف ان تحاول التدخل في أمور وشؤون الموحدين الدروز لأنني لم أتدخل بشؤون الطوائف الأخرى، سنية أو شيعية أو مسيحية، لذلك لن أسمح لأحد بالتدخل في تمثيل الطائفة الدرزية في الحكومة.
الوزير السابق وئام وهاب غرد عبر تويتر بدوره قائلا: إن اللعب بالموضوع الدرزي في الحكومة سيخلق مشكلة كبيرة وإذا حاول البعض استضعاف الدروز فسيؤسس لمشكلة كبيرة وسيدفع الثمن.
مصادر سياسية متابعة، سلمت بصعوبة الوضع السياسي وبالتالي الحكومي، لكنها اعتبرت ان بعض الصعوبات توجد من اجل التغلب عليها.
وعلى هذا الأساس، رأت المصادر لـ «الأنباء» ان التركيبة الحكومية باتت جاهزة، الا من بعض اللمسات الاستكمالية، فقد تم التوافق على إعطاء القوات اربع حقائب وزارية، بينها وزارة سيادية، هي الدفاع ويجري البحث بوزارة خدماتية غير العدلية والصحة.
وعن التمثيل الدرزي، أكدت المصادر ان الوزراء الثلاثة سيسميهم جنبلاط، أما النواب السنة غير المستقبليين فالكلام يدور حول توزير فيصل كرامي، رغم رغبة بعض القوى بأن يكون النائب عبدالرحيم مراد هو الوزير السني من خارج كتلة المستقبل.
وعن موعد نهاية المونديال الحكومي، توقعت المصادر لـ «الأنباء» أن يكون يوم غد الاثنين حدا فاصلا، والمعيار ما يجري في درعا، فإذا اندلعت معركة درعا، فلا حكومة عاجلا، وإذا نجح الحراك الروسي باتجاه المعارضة وامتدت التسويات الى هذه البقعة من جنوب سورية، قد نشهد ولادة الحكومة الحريرية هذا الأسبوع، وإن الاثنين لناظره قريب.