واشنطن ـ احمد عبدالله
علمت «الأنباء» من مصادر في الپنتاغون ان رئيس الأركان الأميركي حذر البيت الأبيض من القبول باقتراح السيناتور جون ماكين بإقامة منطقة عازلة ومحظورة الطيران على الأراضي السورية المتاخمة لتركيا.
وابلغ الپنتاغون البيت الأبيض ان مثل تلك الخطوة تعد مخاطرة هائلة وقد يصعب تطبيق حظر للطيران دون حدوث تدهور شديد في الموقف العسكري في المنطقة وتزايد احتمالات حدوث اشتباك بين قوات اميركية وروسية في شمال سورية وجنوب تركيا.
واستند البيت الأبيض الى ذلك التحذير لإبلاغ اعضاء الكونغرس البارزين في اتصالات جانبية دارت اول من امس انه يتحفظ على اقتراح السيناتور ماكين.
وعلى الرغم من رفض واشنطن تقديم معلومات استخبارية عن الأوضاع الميدانية في سورية الى روسيا بعد ان طلبت موسكو ذلك فإن البلدين دشنا مفاوضات معقدة في قنوات متعددة بشأن التواجد الروسي في سورية وطبيعة العمليات هناك والأهداف المحتملة لموسكو من تدخلها.
وكان الپنتاغون قد اعلن انه لن يقدم المعلومات التي طلبتها موسكو «اذ حتى الآن لم يصلنا اي ايضاح عن الاهداف الروسية من دخول سورية او ما يريد الروس تحقيقه بالضبط».
وبالاضافة الى التنسيق العملياتي لتجنب الاحتكاك المباشر بين قوات البلدين فإن هناك توقعات بأن يتطور ذلك مستقبلا طبقا لتطورات الأزمة ومواقف الدول الاقليمية منها.
وقالت مصادر في الپنتاغون لـ «الانباء» ان التنسيق الحالي بين القوات المسلحة في البلدين هو تنسيق فني صرف، وأضافت تلك المصادر «أسسنا قنوات اتصال عاجل وعدد من الخطوط الحمراء للتحذير المتبادل، وأوضحنا ان تكرار اقتحام المجال الجوي التركي قد يسفر عن نتائج وخيمة ولدينا الآن معرفة مبكرة بالعمليات قبل حدوثها بوقت معقول لتنسق حركة طائراتنا» ، الا ان تلك المصادر رفضت التعليق على احتمال تطور هذا التنسيق الوقائي الى تنسيق ايجابي واصفة تلك التوقعات بانها «مبكرة للغاية».
وفي مقابل تلك القناة من الاتصال بين وزارتي الدفاع في البلدين فان وزير الخارجية جون كيري على اتصال مع نظيره الروسي سيرغي لافروف.
ويحاول الوزيران الآن استكشاف احتمالات تطير الحوار بينهما في خط مواز لاتصالات البلدين بعواصم الشرق الاوسط وذلك لاستكشاف آفاق الحل السياسي للازمة السورية.
وقالت مصادر العاصمة الأميركية ان هذا الجهد «لايزال في مراحله الأولى».
وثمة تساؤلات في الپنتاغون عن طبيعة مركز التنسيق المعلوماتي الذي أسسته العراق وسورية وروسيا في بغداد لاسيما وان المعلومات المتوافرة لدى الجانب العراقي هي في شق منها معلومات مستمدة من وسائل وآليات جمع المعلومات الأميركية.
وتخشى واشنطن من استخدام تلك المعلومات للخوض في الصراعات السياسية الداخلية في العراق بدلا من توظيفها لمكافحة المنظمات الإرهابية.