خيم التدهور الميداني الذي استجد على منطقة وادي بردى خزان مياه دمشق، على مفاوضات السلام السورية التي يجري التحضير لها في استانا عاصمة كازاخستان.
وفيما كان قادة الفصائل يجرون مشاورات ماراثونية مستمرة منذ يوم الثلاثاء الماضي لحسم قضية المشاركة، دعت الهيئات المدنية في الوادي هذه الفصائل لتعليق مشاركتها حتى وقف النظام لعملياته وطالبت بارسال مراقبين امميين.
وزاد من التدهور الامني، «المجزرة» التي اتهمت المعارضة قوات النظام والميليشيات المقاتلة معها بارتكابها في بلدة دير قانون في وادي بردى.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان: ان نحو 30 شخصا سقطوا بين قتيل وجريح «في قصف مدفعي لقوات النظام على قرية دير قانون في حصيلة هي الأعلى خلال يوم واحد».
وبحسب الهيئة الإعلامية في وادي بردى، استهدف القصف مركز تجمع للنازحين في القرية، وقالت شبكة «شام الاخبارية» بدورها ان المجزرة اسفرت عن 12 قتيلا و20 جريحا على الاقل بعضهم بحالة خطرة، وكانت شرارة الاشتباكات بدات بعد اغتيال مسؤول ملف التفاوض من بلدة عين الفيجة، اللواء المتقاعد احمد الغضبان.
غير أن مصدرا في وزارة المصالحة السورية قال لوكالة «فرانس برس»: انه على الرغم من اغتيال المسلحين للواء أحمد الغضبان، الا ان التسوية لم تنهر بشكل كامل في وادي بردى»، وتحدث عن «اتصالات ومساع جديدة بالتوازي مع العمل العسكري الجاري حاليا».
الا ان الناطق الرسمي باسم «الهيئة الاعلامية في وادي بردى» عمر الشامي قال لنفس الوكالة: ان «الاتفاق يعتبر ملغى بعد خرقه من النظام مرات عدة خصوصا بعد مقتل الغضبان».
واثر انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار وإصلاح منشأة مياه عين الفيجة مصدر المياه الرئيس لدمشق، اندلعت اشتباكات عنيفة في وادي بردى بين قوات النظام والفصائل المعارضة، بعد ساعات من مقتل مسؤول ملف التفاوض اللواء المتقاعد احمد الغضبان وتبادل الطرفين الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.
واتهمت المعارضة قناص أحد الحواجز التابعة للميليشيات المقاتلة الى جانب النظام والممولة إيرانيا باغتيال الغضبان، وقالت انها لم تكن راضية عن اتفاق الهدنة التي تم التوصل اليها بضغط روسي- تركي.
وقالت المؤسسات والفعاليات المدنية في قرى وبلدات وادي بردى في بيان مشترك ان «يد الغدر قامت باغتيال الغضبان عند حاجز للنظام لتقضي على كل أمل في حل سلمي يحقن الدماء».
وناشدت هذه الفعاليات فصائل المعارضة «عدم التوجه» الى مفاوضات أستانا، مطالبة بدخول «مراقبين أمميين الى وادي بردى لمراقبة وقف إطلاق النار وانسحاب (قوات) النظام» ومقاتلي حزب الله اللبناني.
في المقابل، اتهمت السلطات السورية فصائل المعارضة باغتيال الغضبان ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصادر وصفتها بأنها أهلية، قولها: «إن إرهابيين أطلقوا النار على أحمد الغضبان أحد منسقي عملية المصالحة بوادي بردى بعد خروجه من اجتماع مع متزعمي المجموعات الإرهابية المسلحة في قرية عين الفيجة» وعادة ما تصف أدبيات النظام جميع فصائل المعارضة بالإرهابية.
وجاء الاغتيال بعد أنباء عن التوصل الى اتفاق هدنة تضاربت المعلومات حول بنودها.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان بحسب وكالة فرانس برس، ان معارك عنيفة اندلعت بعد منتصف الليل قبل الماضي بين قوات النظام ومقاتلين من حزب الله اللبناني من جهة والفصائل المعارضة من جهة ثانية، بعد اقدام مسلحين قال انهم «مجهولون» على اغتيال الغضبان اثناء خروجه مع فرق الصيانة من وادي بردى.
وأشار المرصد الى ان «قوات النظام وحلفاءها حاولت التقدم الى بلدة عين الفيجة التي تضم مصادر المياه الى دمشق، كما قصفت بالرشاشات الثقيلة مناطق الاشتباك.
وكان الغضبان قد تولى مهماته قبل 24 ساعة من مقتله، اثر التوصل الى اتفاق يتيح دخول فرق الصيانة لإصلاح الأضرار اللاحقة بمصادر المياه المغذية لدمشق في مقابل وقف العمليات العسكرية وخروج المقاتلين الراغبين بمغادرة الوادي.
ومع بدء وقف إطلاق النار على الجبهات الرئيسية في سورية بموجب اتفاق تركي ـ روسي نهاية الشهر الماضي، لم تتوقف المعارك المستمرة في وادي بردى منذ 20 ديسمبر.
وأدت المعارك وفق المرصد الى انقطاع المياه عن معظم دمشق وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.