- طهران تريد اتفاقات وامتيازات طويلة الأمد على غرار روسيا
وسط مخاوف من ترجمتها على الأرض السورية، شهدت المواجهة الإسرائيلية ـ الإيرانية تصعيدا ديبلوماسيا كبيرا كان مسرحه مؤتمر جنيف للأمن في يومه الأخير أمس.
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيران من أن الاعتداءات المسلحة التي تقوم بها ايران عبر «وكلائها» في سورية لن تبقى دون رد، ملوحا بتجاوز الرد على الوكلاء ليشمل الأصلاء أنفسهم، دون أن يوضح طبيعة هذه التهديدات.
ولتأكيد جديته، لوح نتنياهو بقطعة قال انها ما تبقى من الطائرة الإيرانية المسيرة «درون» التي أسقطتها إسرائيل الأسبوع الماضي، وكادت تشعل مواجهة واسعة في سورية. وقال «لدي رسالة للطغاة في طهران.. لا تختبروا عزم اسرائيل!».
وأشار إلى القطعة المعدنية التي حملها موضحا انها «قطعة من تلك الطائرة دون طيار ايرانية، او ما تبقى منها، بعد ان قمنا بإسقاطها».
ووجه نتنياهو أيضا سؤالا الى وزير الخارجية الايراني جواد ظريف وسأله حاملا قطعة من حطام الطائرة «سيد ظريف، هل تعرفت على هذه؟ يجب عليك ذلك، فإنها لكم».
وشن نتنياهو هجوما لاذعا على ظريف الذي وصفه بـ«المتحدث البارع باسم النظام في ايران». وقال «لا شك أن السيد ظريف سينفي بوقاحة تورط ايران في سورية»، موضحا «انه يكذب ببلاغة».
وأكد أن إسرائيل لن تسمح لإيران بالحصول على موطئ قدم دائم على حدودها. وأضاف «عبر وكلائها ـ الميليشيات الشيعية في العراق، والحوثيون في اليمن، وحزب الله في لبنان، وحماس في غزة ـ فإن إيران تلتهم مساحات شاسعة في الشرق الأوسط. إسرائيل لن تسمح لنظام ايران بلف حبل من الإرهاب حول أعناقنا».
وتابع «سنتصرف دون تردد للدفاع عن انفسنا. وسنعمل اذا لزم الأمر ليس ضد وكلاء ايران الذين يهاجموننا فحسب، بل ضد ايران ذاتها».
واعتبر أن إيران «تحاول خرق الخطوط الحمراء وتهدف لتأسيس امبراطورية» لافتا الى أن بلاده ستوقف «عدوان النظام الإيراني الخطير».
واعتبر نتنياهو أن «ايران أكبر تهديد في العالم، وسياسة الاسترضاء لا تجدي نفعا معها»، في انتقاد واضح للاتفاق الذي توصلت له القوى الكبرى مع ايران عام 2015، ونص على قصر برنامجها النووي على الاستخدامات السلمية مقابل رفع الغرب العقوبات الاقتصادية عنها.
ورد وزير الخارجية الإيراني على نتنياهو بهجوم لاذع بدوره، واصفا تهديده بأنه «سيرك هزلي».
وقال «لقد تسنى لكم مشاهدة سيرك هزلي هذا الصباح لا يستحق حتى الرد عليه».
وشدد الوزير الإيراني على أن إسقاط المقاتلة الإسرائيلية بعد قصفها موقعا إيرانيا في سورية حطم ما يقال عن أن إسرائيل «لا تقهر».
وأضاف أمام المؤتمر «إسرائيل تتخذ العدوان سياسة ضد جيرانها» متهما إياها بارتكاب «أعمال انتقام جماعية والتوغل اليومي في سورية ولبنان».
وقال مشيرا لإسرائيل «كأن كارثة تقع عندما تصبح لدى السوريين الجرأة لإسقاط إحدى طائراتها».
في سياق، آخر، دعا اللواء يحيى رحيم صفوي، مستشار المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، لعقد اتفاقيات طويلة الأمد في سورية لتعويض ما أنفقته إيران في الحرب لدعم النظام السوري.
جاء ذلك في حديث لصفوي خلال ندوة بعنوان «الأزمة السورية والتطورات الإقليمية والسياسية» نظمها معهد أعمال مستقبل العالم الإسلامي، في العاصمة طهران.
وأشار صفوي إلى عقد روسيا لاتفاقيات طويلة الأمد في سورية، قائلا: «على إيران تعويض ما أنفقته في الحرب من النفط والغاز والفوسفات السوري».
وأضاف: «الروس عقدوا اتفاقات لـ49 عاما في سورية، نالوا من خلالها قاعدة عسكرية وامتيازات سياسية واقتصادية، وإيران يمكنها عقد اتفاقات طويلة الأمد مع الحكومة السورية».
وذكر المستشار الإيراني أن بلاده تصدر الفوسفات من سورية حاليا.
وبخصوص عملية «غصن الزيتون» التي يشنها الجيش السوري الحر مع الجيش التركي على مواقع ميليشيات وحدات الحماية الكردية في منطقة عفرين، أشار صفوي إلى أن دول المنطقة «لن تغض الطرف عن قيام دولة كردية».
وقال صفوي: «إن لم يجدوا منفذا على البحر المتوسط فلن يستطيعوا تأسيس دولة كردية، وتركيا دخلت عفرين من أجل قطع الطريق أمامهم».