أحمد الفضلي
بعد النجاح الكبير الذي حققه مسلسل «رحلة شقا» عبر شاشة تلفزيون أبوظبي في رمضان الفائت يعود مرة أخرى المسلسل الى الواجهة، ويعرض حاليا في تلفزيون قطر كعرض ثان ولقد حقق المسلسل نسبة مشاهدة عالية وحظي بمتابعة، نظرا لطرحه عدة قضايا وأهمها قضية «البدون» وابعادها الاجتماعية ومدى المعاناة التي يعيشها «البدون» في دول الخليج.
ولقد نجح تلفزيون أبوظبي في عرض هذا المسلسل الاجتماعي الرائع حصريا على شاشته في شهر رمضان، ولقد لفت الانتباه من بداية حلقاته الأولى وذلك لتبنيه قضية كويتية - خليجية بكل ابعادها السياسية والاجتماعية ووصف المعاناة وكيفية التعامل مع القدر.
وتألق الكاتب ضيف الله زيد في شرح هذه القضية من خلال عدة خطوط درامية، ولقد لامس الواقع من خلال اطلاقه صرخة مدوية من اجل حل هذه القضية والمشكلات الانسانية التي يعيشها أبناء هذه الفئة، وكان في السيناريو و«الحتوتة» نوع قوي من الترابط تماشيا مع احداث المسلسل.
واستطاع الفنان القدير سعد الفرج ان يؤدي الدور التراجيدي بكل واقعية معلنا عودة «ابوبدر» الى الساحة بقوة تتناسب وقدراته الفنية العالية من خلال تجسيده دور «ابوعبدالله» الذي عانى من الحرمان وسحب جنسيته وظل يكافح من اجل ابنائه وليحافظ على مستقبلهم، وعلى الرغم من الظروف الصعبة إلا انه ظل متماسكا حتى يستطيع تكملة مشوار الحياة.
وسجل الفنان القدير سعد الفرج نقطة مضيئة في مشواره الفني الطويل من خلال القضية الانسانية وشرح الألم والمعاناة بعمل درامي تراجيدي توافرت له جميع العناصر الفنية ويحمل اهدافا سامية.
وقد حقق المسلسل في استفتاء النقاد العرب المركز الثاني مناصفة مع المسلسل المصري «يتربى في عزو» للفنان يحيى الفخراني كأفضل الاعمال الدرامية التي تم عرضها في رمضان، وذلك من خلال الاستفتاء الذي اجرته صحيفة «الخليج الاماراتية» على مستوى جميع الاعمال الرمضانية.
أما الفنان ناصر كرماني فجسد دور سليمان فاستطاع ان يقنع من خلال دوره ان هناك اشخاصا كثيرين يملؤهم الطمع وحب الذات وحتى لو كان على حساب تدمير حياة الآخرين، ولقد ابدع «كرماني» في هذا الدور حتى اننا شعرنا من خلال مشاهدتنا بأنه فعلا انسان «أناني» «فبراڤو ناصر» أبدعت وتألقت.
الفنانة هدى الخطيب بدورها أثبتت من خلال دور «شريفة» التي جسدته انها نجمة كبيرة تستطيع ان تتعامل مع جميع الأدوار بشكل متزن وتعيش الحالة الفنية الحقيقية للدور، لاسيما ان هناك ابعادا نفسية موجودة فيه وكيفية تعاملها مع اشقائها الذين اساءوا لشقيقها «بوعبدالله» فتألقت الخطيب وتعاملت مع كل هذه الابعاد.
نجح الممثلون الشباب واولهم النجم الشاب عبدالله الباروني الذي يمتلك طاقات فنية رائعة تحتاج من يوظفها ويخرجها بنفس الشكل والدور الذي جسده «عبدالله» الشاب الذي تعامل مع الظروف بكل واقعية.
اما النجمة الشابة المتألقة شوق فقد اذهلتنا من خلال دور «دلال» ومن يشاهد شوق فلابد من ان يقول لهذه الفتاة الصغيرة «براڤو» وتبشرين بمولد نجمة لو استمريت بنفس هذا النهج.
«فيصل» او اسامة المزيعل من جانبه كان احد نجوم المسلسل بلا منازع وكان لديه المفتاح او الخط الرئيسي للمسلسل من خلال ارتباطه بقصة حب مع ابنة عمه «ابومحمد» وشعوره بالذنب او الندم وذلك لاحساسه بأنه هو السبب في المشكلة التي اوقع والده فيها.
كما ان الفنان عمر اليعقوب تألق في دور «فايز» ابن «شريفة» واتقن الدور واستطاع ان يتماشى مع الاحداث بشكل رائع.
وكذلك فعل الأمر نفسه جميع النجوم الذين شاركوا في المسلسل تم توظيفهم بالشكل الصحيح من خلال كاتب متمكن ونص جيد برؤية اخراجية للمبدع اياد الخزوز الذي صور لنا مدى ابعاد هذه القضية الانسانية.
ولا نريد ان ننسى دور الجندي المجهول والمسؤول الاول عن العمل الفنان والمنتج منقذ السريع ففعلا هو فنان في اشرافه وتحمله هذا العمل وطرح هذه القضية الانسانية بالشكل المطلوب لاول مرة وعلى الرغم من خطورة عدم عرض العمل لاسباب واهية فانه تحمل ذلك في اشارة واضحة لمدى الرسالة الحقيقية للفنــان.
وتألق الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر في غناء المقدمة الغنائية بصوته الشجي والتي جاءت ايضا بكلمات منقذ وألحان عادل المسيليم وتوزيع حسام حمدي.
وجاءت كل عوامل النجاح متوافرة في هذا العمل الفني الذي ابتعد عن القضايا المكررة وطرح قضية مهمة تهم جميع شرائح المجتمع.
المسلسل بطولة القدير سعد الفرج، هدى الخطيب، ناصر كرماني، عبدالله الباروني، اسامة المزيعل، شوق، تأليف ضيف الله زيد واخراج اياد الخزوز.
الصفحة الفنية في ملف ( pdf )