- وزير الإعلام: الكويت أميراً وحكومة تولي اهتماماً خاصاً ببرامج الطفولة والناشئة
- سعاد عبدالله: الأعمال الكبيرة تبدأ أحلاماً ثم تصبح حقيقة بجهود أناس مخلصين
مفرح الشمري - mefrehs@
بحضور وزير الاعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب الشيخ سلمان الحمود وصاحب السمو الملكي ولي عهد مملكة بوتان الامير جيجل أوجن والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب علي اليوحة ونخبة من سفراء الدول بالكويت وكوكبة من النجوم ووسط صيحات الجماهير الغفيرة، افتتح المهرجان العربي لمسرح الطفل في دورته الأولى الذي كان حلما بعيد المنال لسنوات طويلة وكان مجرد أمنيات إلا أنه تحقق أخيرا بفضل جهود كوكبة من رجالات المسرح والفن الكويتي المخلصين الذين عملوا لشهور طويلة بإخلاص وتفان حتى اصبح الحلم حقيقة واقعة وملموسة وهو يأتي تتويجا لمسيرة مسرح الطفل في الكويت والتي انطلقت منذ عقود تزدهر أحيانا وتتعثر أحيانا أخرى!
المعرض الفني
انطلقت فقرات حفل الافتتاح بجولة وزير الاعلام وصاحب السمو الملكي ولي عهد مملكة بوتان الامير جيجل أوجن في المعرض الفني الذي صممه د.سمير شاهين والذي تضمن عرائس مسرح الماريونيت التي تحركها الخيوط بالإضافة الى فرقة الاراجوز المصري التي قدمت فقرة مميزة حول فن الاراجوز من خلال اغنية «ذهب الليل طلع الفجر والعصفور صوصو» للمطرب الراحل محمد فوزي نالت استحسان الوزير وضيفه الكريم.
ومن ثم رحب مذيع الحفل محمد المؤمن بوزير الاعلام وضيفه بعد دخولهما للمسرح ليطلب من مديرة المهرجان الفنانة القديرة سعاد عبدالله الصعود للمسرح لالقاء كلمتها والتي قالت فيها:
عندما نزرع لدى أطفالنا قيمة وهم صغار تتحول إلى أحلام يسعون لتحقيقها كبارا فما نحن إلا مجموعة من القيم زرعت فينا صغارا، فالأعمال الكبيرة تبدأ أحلاما ثم تصبح حقيقة بجهود أناس مخلصين وها نحن اليوم نحتفل ببداية الدورة الأولى للمهرجان العربي لمسرح الطفل الذي نعول عليه كثيرا، فالطفل هو عنوان مستقبل الأمة، وكما تعودنا هنا في الكويت ببذل الجهد تلو الجهد من أجل انجاح أي مشروع ثقافي ذي بعد عربي، فإننا في هذا المهرجان نعمل من أجل مسرح متميز للطفل العربي.
وتابعت قائلة: أحييكم وأدعوكم لمشاركتنا أفراح وأحلام وأعراس الطفولة وأسأل الله التوفيق لكل جهد بناء، وشكرا لكل الجهود الخيرة بقيادة صاحب السمو الأمير وولي عهده الأمين.
الاهتمام بالطفولة
من بعدها طلبت مديرة المهرجان الفنانة القديرة سعاد عبدالله من وزير الاعلام ووزير الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ سلمان الحمود الصعود لخشبة المسرح لالقاء كلمته والتي جاء فيها: أن الكويت أميرا وحكومة تولي اهتماما خاصا ببرامج الطفولة والناشئة، إيمانا منها بأن نمو الطفل في بيئة فكرية وثقافية وصحية، إنما يعني الخطوة الأولى لجيل من الأطفال والأبناء يمثل الثروة الحقيقية لأي مجتمع من المجتمعات، فهم الرهان الأهم لمستقبل البلاد.
وقال: أشعر بالإعزاز والرضا لافتتاح مهرجان يأتي ترجمة لمضامين النطق السامي لصاحب السمو الأمير، والذي يدعو إلى الاهتمام برعاية الطفل وإتاحة الفرصة الكاملة له للتعبير عن تطلعاته، والعمل على تنمية مواهبه في كل المجالات الإبداعية.
وتابع قائلا: لا يمكن لأحد أن ينكر ما لمسرح الطفل من أهمية في تكوين شخصية الناشئة، وفي تشكيل وعيهم عندما يصبحون كبارا مؤثرين في تحديد مسار المجتمعات التي يعيشون فيها، وفي تحديد هويتها ومكانتها بين الشعوب، فمسرح الطفل كان ولايزال وسيلة مهمة في بناء مخيلة الطفل، وفي الوصول إلى عقله ووجدانه ومداركه، فالطفل الذي يتلقى المبادئ الأولى للتعليم، والتي تزرع في ذاكرته عبر مختلف المراحل المدرسية بات من الضروري أن يتربى على حب المسرح وارتياده والمشاركة فيه والتفاعل معه.
وأكد الحمود أنه على الرغم من إدراك أن مسرح الطفل هو أحد أهم الفنون التي تؤثر في تشكيل شخصية الطفل، بسبب التفاعل المباشر بين ما يعرض على خشبة المسرح وبين الطفل المتلقي، لا يخفى على أحد أن هناك بعض العروض المسرحية الموجهة إليه، تفتقر إلى القيم التربوية والتعليمية والنفسية، ولا تهدف إلا إلى الربح على حساب هذه القيم، وربما يرجع السبب في ذلك، لعدم فهم خصوصية مسرح الطفل، أو لغياب النص المسرحي المتميز أو لعدم تطوير الآليات والمنهجيات اللازمة للوصول إلى عقول الأطفال، أو لغياب الفضائيات الخاصة بهذا النوع من المسرح، أو لغياب التنسيق والتخطيط بين المعنيين بشؤون مسرح الطفل وبين المؤسسات التعليمية والتربوية.
لجنة تقييم العروض
ثم كان إعلان أعضاء لجنة مسرح الطفل، وهي اللجنة التي عملت طوال الشهور الماضية بجد وإخلاص، وكانت الدينامو الذي حول الحلم الى حقيقة يتقدمهم د.حسين المسلم والفنان الكبير احمد الصالح والكاتبة القديرة عواطف البدر والاعلامية أمل عبدالله والنجم الفنان عبدالرحمن العقل ود.تغريد القدسي ود.علي حيدر والفنان والمخرج عبدالعزيز صفر، ليتم بعدها إعلان لجنة تقييم العروض والتي تضم في عضويتها كلا من د.هيثم الخواجة من سورية والاعلامية أمل عبدالله من الكويت ود نبيل محمد بهجت من مصر والفنان عبدالناصر الزاير من السعودية، وكان أصغر الاعضاء سنا في لجنة التقييم الطفل الفنان ضاري الرشدان.
وبعد ذلك ثم قدم الفنان والمخرج محمد الحملي عرضه المسرحي الغنائي الذي حمل عنوان «كواليس» بمشاركة فرقته باك ستيج قروب والفنانين عبدالله الخضر ومشاري المجيبل وزينب خان ونوف السلطان، وشارك فيه العديد من الاطفال من مختلف الاعمار السنية حيث تناول العرض الاستعراضي مجموعة من المسرحيات التي قدمت على خشبات المسرح في الكويت ولاتزال عالقة في اذهان الجميع مثل «ليلى والذيب» و«السندباد البحري» و«سلاحف النينجا» و«علاء الدين» و«على بابا والاربعين حرامي» وغيرها من المسرحيات التي كانت تحمل بين طياتها قيما تربوية افتقدناها حاليا في اعمالنا الموجهة للطفل، ونجح الحملي في استعراضه المبهر الذي نال استحسان الجميع واستحق عليه التصفيق كثيرا.