- هبة مشاري: العرض أكثر من مرضٍ لي ويجعلني في حالة أمان
أميرة عزام
وسط حشد جماهيري كبير من العائلات والأطفال، أقامت شركة زين للاتصالات عرضها المسرحي الغنائي الخاص «زين الاوطان» على مسرح نادي كاظمة الرياضي بالعديلية عصر الخميس الماضي.
وقبل بداية العرض، أكدت مسؤولة المسرحية مي الصالح لـ «الأنباء» ان الجمهور شريك «زين» في العرض فهو من يمتدح أو ينتقد، شاكرة مؤلفة العمل الكاتبة هبة مشاري حمادة، ومرددة شعار العمل «ستبقى يا وطني اكبر».
من جهته، عبر مخرج المسرحية سمير عبود عن سعادته بالنص الذي كتبته هبة مشاري حمادة، لأنه جعله يحلم وهو يقرؤه، الأمر الذي جعله يترجمه الى مشاهد خلال 6 أشهر من العمل الجاد والتحضير للمسرح بشاشات «3d» والتدريب، موضحا انه لا يهتم إلا بعمل يوصل رسالة من اجل ثقافة الأجيال القادمة لأن الاجيال دون ثقافة لا تؤمن المستقبل.
من جانبها، قالت مؤلفة العمل الكاتبة القديرة هبة مشاري حمادة: «بيني وبين «زين» هناك تفاهم ضمني، فهم على مقدار التخيل، وقادرون على نقل الورق باحتراف إنتاجي عال الى رؤية مسرحية حقيقية، مرورا ببشار الشطي في التلحين وسمير عبود في الاخراج، والعرض اكثر من مرض لي ويجعلني في حالة أمان، ففي كل مرة يزيدني الاقبال الجماهيري قلقا ويشعرني بمسؤولية حقيقية، كما ان الفكرة توجه الخطوة بالنسبة لي وليس العكس».
وبالعودة للعرض المسرحي فقد بدأ بدخول الفنانة فاطمة الصفي، التي تجسد شخصية المعلمة «زين» التي يمكنها تعديل الكثير من المفاهيم والكلمات عند الصغار والكبار لتصبح الحياة افضل، ويساعدها كوكبة من النجوم في الحوار مثل ثلاثي «فرقة شياب» والطفلة حلا الترك والمطربة مروى بن صغير وممثل شخصية القعيد حمد اشكناني ويرافقه علي كاكولي، بدأ باستعراض «أعطي شيئا ليس لديك» لتكون مغيرة في الحوار المغنى العديد من الكلمات مثل «نار الى نور.. وجرح الى فرح.. وعاصفة الى عاطفة.. وقعيد الى سعيد.. وحرب الى حب.. ودبابة الى ذبابة» بعنوان «خذ نفسا طويلا، حتى تتمكن من اكتساب قلبي»، حلا ومروى اللتان فقدتا أمهما بسبب الحرب وكانتا ترفضان دخول غيرها الى المنزل.
وفي المشهد الثاني فوجئ الجمهور بدخول الفنان بشار الشطي مع صوته بعد عرض الجنود والدبابة، ليكشف للاطفال خلال عدة مقاطع مغناة ما تؤدي اليه الحروب وآثارها اللعينة من الدمار والخراب، ممثلا شخصية طيار وراوي قصة يدافع عن وطنه ضد المعتدين.
وفي المشهد الثالث، يبدع فريق «شياب» في كونهم مديري المنزل وهم من يستقبلون المعلمة «زين» وبعض الخادمات، حيث يدخلن بحقائبهن الكبيرة الى المنزل وينشغلن بتنظيف المكتبة وإزاحة الغبار الكثيف على الكتب في خلفية المشهد، كإشارة الى إهمال الثقافة وضرورة العودة اليها، اما المقدمة فيظهر فيها «الشياب» وهم يحاولون اقناع المعلمة الجديدة الصبر على الصغار بالتماس الاعذار.
وتستمر الصفي في تغيير الكلمات ذات المعنى السلبي لاستبدالها بتفاؤل وإيجابية، معللة بالمغزى الأساسي العمل وهو ان الانسان عليه ان يكون سعيدا وان لم تتوافر مقادير السعادة فليصنع ما يستطع من لا شيء ليرسم بسمته ويعيش في سلام، وان اضطر ان يقول «لا اقدر» فعليه ان يكتب بعدها «حتى الآن» أملا في غد افضل.
وفي المشهد الرابع عودة الى السلام بعد معاناة الحروب، ولكن يبدو الطيار «بشار الشطي» فاقدا بعضا من ذكرياته حين كانت له زوجة وعائلة، وتظهر معه زين «فاطمة الصفي» بفستانها الابيض كعروس وجدت مبتغاها، ولكن عندما تدخل كعكة الزفاف يفاجأ الجمهور بخروج امرأة منها تذكر الطيار بحياته القديمة وأنها «أرملته» في إشارة الى الماضي وجوانبه السلبية وتأخذه من المسرح، ثم يكتشف القعيد اشكناني انها خدعة وأنها لم تكن أرملته بل كمين من الأعداء ليأسروه ويظهر مربطا بجذع شجرة متألما مما حدث له وعندها يغني إعلان «زين» الرمضاني الأخير «لما تصير مرا قل يا ربي» وتبدأ المعلمة «زين» بمساعدة وإيجابية حلا ومروى وحمد وعلي في استعادة الطيار.
وبعد القدر الكافي من الخيال لتحقيق مزيد من التفاؤل والإيجابية، يثبت علم الكويت في الشاشات ويظهر طاقم الممثلين لاستعراض اللوحة الأخيرة برقصات مدربة لنفس أغنية إعلان «زين» الرمضاني، وعندها هب الجمهور واقفا مستشعرا حبه الكبير لوطنه خاصة مع الإيقاع الأسرع والأكثر فرحا وطربا، تحت عنوان «لما توهب وطنا قل ياربي يا حفيظ».