وافق وزراء النفط والطاقة في منظمة الدول المصدرة للنفط «أوپيك» خلال اجتماعهم العادي الذي أنهى أعمال دورته الـ 156 امس بمقر الأمانة العامة للمنظمة الجديد في فيينا على تمديد العمل بسقف الانتاج الرسمي والبالغ 24 مليون و800 ألف برميل في اليوم (باستثناء العراق) التي لا تخضع للحصص الانتاجية.
وقال مدير دائرة الابحاث في «أوپيك» د.حسن قبازرد في تصريح لـ «كونا» ان هذا الاتفاق جاء بعد جلسة قصيرة لوزراء نفط «أوپيك» في المقر الجديد للمنظمة.
وأضاف ان «الوزراء اتفقوا على المحافظة على سقف الانتاج الحالي البالغ 24 مليونا و840 ألف برميل في اليوم بعد سلسلة من المشاورات بشأن الطلب على الخام خلال المرحلة المقبلة» مشيرا الى ان «المنظمة لاحظت ان الطلب يشهد بعض التباطؤ ومن المنتظر ان يرتفع بنهاية العام الحالي».
وأوضح قبازرد ان «الوزراء تبنوا وبتوافق الآراء التوصية التي رفعها أعضاء اللجنة الوزارية الفرعية المعنية بمراقبة السوق النفطية وتطورات الأسعار وذلك بعدما أجروا مراجعة شاملة لمجمل أوضاع السوق النفطية العالمية والتوقعات بزيادة العرض والطلب العالمي على النفط الخام خلال العام الحالي لاسيما خلال الربعين الثاني والثالث اللذين يشهدان تقليديا تراجعا على الطلب على الخام.
وأكد مدير دائرة الابحاث في «أوپيك» أن وزراء النفط والطاقة لاحظوا أن المنظمة فضلت مرة اخرى تمديد العمل بسقف الانتاج بعد ان لاحظت ان المقومات الأساسية للسوق ظلت متوازنة منذ انتهاء الاجتماع الوزاري الاستثنائي في العاصمة الانغولية لواندا اضافة الى ارتياحها لمستويات الاسعار الحالية باعتبارها تخدم مصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
من جانبه أعلن د.عبدالله البدري الأمين العام لأوپيك اليوم في تصريحات للصحافيين أن المنظمة ستجتمع في فيينا ايضا في 14 أكتوبر المقبل مما يؤخر قليلا الاجتماع الثاني للمنظمة عن موعده المعتاد في أواخر سبتمبر المقبل.
وأشار البدري الى اجتماع وزاري آخر لأوپيك سيعقد بحلول نهاية العام الحالي في الاكوادور التي ترأس المنظمة حاليا.
من جهته قال وزير النفط الشيخ احمد العبدالله ان أوضاع السوق الحالية تدعم الحفاظ على مستويات انتاج أوپيك البالغة 24.840 مليون برميل يوميا مضيفا انه «لا يوجد في الوقت الراهن ما يبرر تغيير سقف الانتاج الحالي».
ورأى أن استمرار حالة عدم الالتزام بالحصص المقررة من شأنه أن يؤدي الى زيادة الانتاج وبالتالي سيكون التأثير سلبيا على أسعار النفط، داعيا الدول غير الملتزمة بحصصها المقررة الى ابداء مزيد من الالتزام حفاظا على استقرار السوق النفطية وبقاء الأسعار في مستوياتها المقبولة والمعقولة للمنتجين والمستهلكين على حد سواء.
وردا على سؤال حول تقييمه لمستوى الأسعار الحالية التي تتراوح بين 70 و80 دولارا للبرميل وصف مستوى الأسعار بأنه مقبول ومعقول اذا ما قورن بالأوضاع الاقتصادية.
وحول ارتفاع المخزون ووصوله الى مستويات عالية رأى العبدالله أن هذه المسالة بحاجة الى بعض الوقت لحين امتصاص هذا الفائض من الانتاج في السوق اضافة الى أن نمو الاقتصاد العالمي الذي يشهد طفرة ايجابية من شأنه زيادة الطلب على الخام في المستقبل.
وحول الحوار القائم بين المنتجين والمستهلكين أكد أهمية هذا الحوار في دعم الاستقرار بالسوق النفطية مشيرا في هذا الصدد الى أن الكويت ستشارك نهاية الشهر الجاري بوفد رفيع المستوى اضافة الى متخصصين في الشؤون النفطية والبترولية في مؤتمر «كانكون» في المكسيك الذي سيكرس لدعم هذا الحوار وستكون للكويت ورقة رئيسية في هذا الاجتماع..
وتشير أرقام وكالة الطاقة الدولية الى أن الدول الـ 11 الأعضاء في أوپيك الخاضعة لنظام الحصص (باستثناء العراق) أنتجت في فبراير 26.7 مليون برميل يوميا متجاوزة سقف الانتاج الرسمي بمقدار مليون و860 ألف برميل يوميا.
وكان رئيس (أوپيك) وزير الطاقة الاكوادوري جرمانكو بينتو دعا في وقت سابق الدول الأعضاء الى اظهار «التزام اكبر بالحصص الانتاجية الحالية». وقال بينتو للصحافيين لدى وصوله الى مطار فيينا انه يجب على (أوپيك) أن تترك سقف انتاجها الرسمي البالغ 24.8 مليون برميل يوميا دون تغيير. وتوقع بينتو حدوث تحسن محدود في الطلب العالمي على النفط في وقت لاحق هذا العام وبقاء الاسعار مستقرة بدرجة معقولة.