بيروت - نادر عبدالله
قالت آخر تقديرات وضعها مصرف لبنان المركزي ان قيمة تحويلات اللبنانيين العاملين في الخارج قد ارتفعت في العام 2007، الى 6.5 مليارات دولار بزيادة 18% بالمقارنة مع ما كانت عليه في العام 2006.
ومع ان التقديرات التي أعدها مصرف لبنان لا تتضمن توزيعا لمصادر هذه التحويلات، الا ان الاعتقاد القائم هو ان دول الخليج تمثل المصدر الرئيسي لها، بل تصل لنسبة حوالي 68%، في مقابل 32% من هذه التحويلات، مصدرها دول أخرى في أوروبا الغربية وافريقيا والاميركتين.
وتشمل التحويلات المساعدات لذوي وعائلات العاملين في الخارج، بصورة شبه نظامية وتشمل أيضا التوظيف لدى المصارف اللبنانية للافادة من الفوائد المرتفعة نسبيا على الودائع لديها (زائد نقطتين بالمقارنة مع أسعار الفوائد في الأسواق الأخرى)، الى جانب الاستفادة من هذه التحويلات لتوظيفها في مجالات استثمارية متنوعة، ومن أبرزها القطاع العقاري.
وتشير تقديرات غير رسمية، الى ان العاملين في الخارج، خصوصا في دول الخليج العربي، باتوا يمثلون حاليا الهدف الأكثر أهمية لسوق البناء في لبنان، وهو ما يزيد الطلب على فئة معينة من الشقق السكنية من جهة، وتراجع الاتكال على القروض المصرفية المحلية لتمويل شراء مساكن جديدة.
ومن وجهة نظر اقتصادية، فإن تحويلات العاملين في الخارج، باتت تمثل أحد أهم أسباب النمو الاقتصادي الداخلي في موازاة ارتفاع حجم البطالة، وتراجع القدرة الشرائية للأجور المحلية اضافة الى تراجع العائدات السياحية.
وكانت المصارف اللبنانية الكبرى قد عمدت الى التوسع في معظم دول الخليج للاستفادة من ارتفاع حجم العمالة اللبنانية في هذه الدول والتي باتت تقدر بأكثر من 200 ألف شخص ينشطون في مختلف القطاعات.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )