- الرأي العام يتساءل: ما سبب سرية مجلس الإدارة الجديد وعدم إعلان قيمة الصفقة رسمياً؟
- مطلوب الإفصاح عن قيمة استئجار الطائرات لحسم جدل حماية المال العام بالعقد الجديد
- خروج طائرات من الخدمة يعود إلى تكلفة الصيانة المرتفعة وليس من قبل مطارات أوروبا
- بورسلي: لا يوجد وسطاء بالصفقة وهي مباشرة مع شركة الإيرباص ولا يحتوي العقد على شروط جزائية
مسعد حسني_ أحمد مغربي_ وكونا
أصدر وزير المواصلات عيسى الكندري قرارا وزاريا يقضي بإعادة تشكيل مجلس ادارة الخطوط الجوية الكويتية وتعيين رشا عبدالعزيز الرومي رئيسا لمجلس الإدارة كأول امرأة تتسلم هذا المنصب.
وذكرت الوزارة ان القرار تضمن تعيين جسار عبدالرزاق الجسار نائبا لرئيس مجلس الإدارة وعضوية كل من خالد عبدالعزيز بشارة ونبيلة مبارك العنجري ود.عبدالله عبدالصمد معرفي ورجاء روضان الروضان.
وقالت المستشارة المالية والإدارية للإدارة العليا في الخطوط الجوية الكويتية د.أماني بورسلي في مؤتمر صحافي عقدته الشركة أمس للإعلان عن تفاصيل صفقة شراء وتأجير 37 طائرة من شركة ايرباص: ان تمويل صفقة الطائرات سيكون وفق ممارسات القطاع الخاص وهيكل رأسمال الشركة، بحيث سيكون هناك جزء مديونية وجزء آخر من رأسمال الشركة، وسيكون هناك إصدار سندات أو صكوك، وذلك على حسب قرار مجلس الإدارة وتوصية الجهات المالية والفنية لهندسة الصفقة من خلال كونسيرتيوم بنوك محلية وعالمية، كاشفة عن أن العقد النهائي سيتم توقيعه بعد شهر من الآن. وذكرت انه لا يوجد أي وسطاء بالصفقة وهي مباشرة مع شركة الايرباص ولا يحتوي العقد على شروط جزائية.
ولم يتم الإفصاح عن مبلغ الصفقة رسميا، حيث قالت بورسلي ان ذلك عائدا الى التزام بين الطرفين.
وعلمت «الأنباء» من مصدر مطلع أن اجمالي المبلغ المبدئي للصفقة تجاوز المليار دينار، لكن المفاوضات جارية لتقليصه الى مليار دينار.
من ناحية أخرى، قال مصدر آخر، ان الأهم في هذه الصفقة حاليا هو معرفة قيمة استئجار الطائرات الـ 12 لمقارنتها بالعرض الذي أتى به مجلس الإدارة السابق، لحسم الجدل بشأن وجود إضرار بالمال العام من عدمه بعدما شهدته القضية من تطورات وتحديد من يتحمل المسؤولية، علما ان هناك استغرابا أبداه الرأي العام من تمسك مجلس الإدارة الجديد بمبدأ السرية بدلا من الشفافية المفترضة في هذا التوقيت الحساس.
من رشا الرومي؟
تعد رشا الرومي أول سيدة تتسلم قيادة الخطوط الجوية الكويتية على مدار تاريخها.
وهي من القيادات النسائية التي عملت في منصب مديرة للإدارة القانونية بالتكليف لمدة 14 عاما قبل أن تتخذ قرارا بترك الشركة والتقاعد.
وتقلدت الرومي سابقا منصب مساعد مدير دائرة المخاطر في الشركة وهي عضوة في برنامج التأمين المشترك للناقلات الخليجية، وتتمتع بخبرة كبيرة وعلاقات مباشرة مع شركات التأمين العالمية في مجال التأمين على الطائرات، وهو ما يخدم توجهات الشركة واستراتيجيتها خلال المرحلة الانتقالية التي تشهدها حاليا.
إصدار سندات مطروح.. وتوقيع العقد بعد شهر
وفي مزيد من التفاصيل وتأكيدا لما انفردت «الأنباء» بنشره أمس حول توقيع شركة الخطوط الجوية الكويتية مذكرة تفاهم لشراء وتأجير 37 طائرة جديدة من شركة ايرباص ومواعيد تسلم تلك الطائرات، عقدت الشركة مؤتمرا صحافيا أمس برئاسة رئيس مجلس الإدارة بالتكليف جسار الجسار للحديث عن الصفقة ومساعي الشركة لتحديث الأسطول عقب قرار وقف شراء 5 طائرات مستعملة من قبل شركة جت ايرويز الهندية.
وقال الجسار في كلمته ان مذكرة التفاهم التي تم توقيعها أمس الأول مع شركة ايرباص تعد الأفضل ماليا وفنيا وهي تختص بشراء 25 طائرة جديدة وتأجير 12 طائرة جديدة أخرى تتسلمها «الكويتية» اعتبارا من الربع الأخير من العام 2014، مشيرا إلى أن قرار شراء وتأجير هذه المجموعة من الطائرات تم في الأشهر الأولى من تعيين مجلس الإدارة بالتزامن مع إجراءات تحويلها إلى شركة، مضيفا: «لا يخفى على احد الوضع السيئ والخطير للطائرات وما تتعرض له الشركة من ضغط من جهات تأمينية أو من مطارات الدول حول مختلف العالم».
وشدد الجسار في كلمته على أن الجميع لابد أن يعلم أن الشركة تعمل بطريقة مؤسسية لا يتوقف العمل فيها ولا بد أن نضع مصلحة الكويت والخطوط الجوية الكويتية في صدارة اهتمامنا، فالوقت ليس في صالح الشركة ولذلك بعد أن كان العمل جاريا على قدم وساق وحدث ما حدث قام مجلس الإدارة بتوقيف صفقة الطيارات المزمع شراؤها من جت ايرويز وكان لابد من الذهاب إلى بقية الخطة الموضوعة لتدارك توقيف لطائرات «الكويتية».
وأضاف الجسار قائلا: «نحن أمام أزمة ومفترق طرق والكل كان ينتظر القيادة السياسية والرأي العام، الأمر الذي كان لابد من إجراء سريع ولذلك تم عرض الصفقة بعد الحصول على الموافقات الحكومية اللازمة وتنفيذ جميع الإجراءات بتعاون مثمر بين كل المؤسسات والوزارات ذات الصلة».
الرقابة المسبقة
من جانبها، قالت المستشارة المالية والإدارية للإدارة العليا في الخطوط الجوية الكويتية أماني بورسلي، انه وفقا لمذكرة التفاهم التي وقعت أمس الأول مع ايرباص فإنه لن يكون هناك إفصاح عن القيمة المالية الإجمالية للصفقة بناء على الالتزام بين الطرفين، مؤكدة على ان الدراسة اعتمدت على نفس العروض السابقة المقدمة من ايرباص، وتم تعديل عدد الطائرات خلال المرحلة الانتقالية وفق خطة الاياتا، مبينة أن العرض لايزال يعتمد تقديم حل شامل لتغطية الفترة الانتقالية (التأجير) والفترة المستقبلية(الشراء) وفق قرار مجلس الإدارة.
وأشارت إلى أن العرض يحتوي على شراء 25 طائرة جديدة بالإضافة إلى خيار إضافة 10 طائرات وستبدأ «الكويتية» في تسلمها في عام 2019 حتى عام 2022، مبينة أن الـ 25 طائرة الجديدة هي من طراز a320_neo وبعدد 15 طائرة و10 طائرات من طراز a350-900، وتم تأجير 12 طائرة حديثة 7 منها طراز a320 و5 طائرات طراز a330-200.
وقالت انه لا يوجد أي وسطاء بالصفقة وهي مباشرة مع شركة الايرباص ولا يحتوي العقد على شروط جزائية وسيتم تسليم الطائرات الواردة تحت بند التأجير في نهاية 2014 وخلال عام 2015، مشيرة إلى أن فترة السداد تمتد من تاريخ التوقيع حتى تسليم الطائرات خلال الفترة 2013-2022 وتم منح خصم على الأسعار الأولية عن السعر المعلن الأولي والأسعار تشمل قيم محركات الطائرة.
وحول تمويل الصفقة قالت بورسلي انه سيكون وفق ممارسات القطاع الخاص وهيكل رأسمال الشركة بحيث سيكون هناك جزء مديونية وجزء آخر من رأسمال الشركة، وسيكون هناك إصدار سندات أو صكوك وذلك على حسب قرار مجلس الإدارة وتوصية الجهات المالية والفنية لهندسة الصفقة من خلال كونسرتيوم بنوك محلية وعالمية، كاشفة عن أن العقد النهائي سوف يتم توقيعه بعد شهر من الآن.
وذكرت أن «الكويتية» طلبت من شركة ايرباص وضع خطة للمرحلة الانتقالية وتم الطلب رسميا بضرورة تقديم حل حول الطائرات التي ستخرج من الخدمة في شهر ابريل المقبل.
وفي سؤال حول الاختلاف بين ما وقعته «الكويتية» في السابق مع ايرباص وبين ما تم توقيعه أمس الأول، قالت بورسلي ان ما تم توقيعه سابقا كان عبارة عن خطاب نوايا أما الآن فالتوقيع أساسي ومبدئي للصفقة والتي سيعقبها دفع جزء من قيمة الصفقة.
وضع البذرة الأولى
من جانبها، رفضت عضو مجلس الإدارة نبيلة العنجري التعقيب بخصوص الكتاب الذي تم رفعه من قبل مجلس الإدارة إلى وزير المواصلات بشأن تضليل المجلس بشأن صفقة طائرات جيت ايرويز، وتطرقت إلى أن مجلس الإدارة أناط بجهتين هما الاياتا وارنست اند يونج لعمل الدراسات الأولية بشأن تحديث الأسطول.
من جانبه نفى مدير دائرة الهندسة عبدالله الشرهان منع بعض مطارات أوروبا هبوط طائرات الكويتية، مبينا أن خروج طائرات من أسطول الشركة في شهر ابريل المقبل يعود إلى تكلفة الصيانة المرتفعة والاستهلاك العالي للوقود.
موافقة وزير المواصلات وهيئة الاستثمار
شددت عضو مجلس الادارة نبيلة العنجري على أن الصفقة لم تتم بين ليلة وضحاها وإنما مجلس الإدارة عمل عليها منذ توليه المسؤولية وعقد أكثر من 17 اجتماعا وتمت الاستعانة بكافة الإدارات المختلفة في الشركة لتنفيذ الصفقة وأخذ رأيهم الفني والمالي والقانوني.
وقالت العنجري انه تمت إحاطة وزير المواصلات عيسى الكندري بما تم منذ 3 أيام وتم عقد مقابلة مع الوزير وأخذنا موافقة كتابية من الوزير، مبينة أن الكندري بارك الصفقة بكتاب وجه إلى الشركة جاء نصه كالتالي:«نبارك خطوة الكويتية، لدواعي المصلحة العامة وتحقيقا لحلم وأمنيات أهل الكويت الذين يتطلعون فيه إلى الفخر والتباهي بوجود أسطول متطور للناقل الوطني وهو يستعيد أمجاده القديمة، مع مراعاة القانون والرجوع إلى الهيئة العامة للاستثمار وأخذ موافقتها الخطية ضمانا لسلامة الإجراءات وتحقيق الشفافية وحماية المال العام».
وذكرت العنجري أن الشركة ذهبت إلى الهيئة العامة للاستثمار وطلبت الموافقة من الهيئة وكان ردهم كالتالي: «نود التأكيد على التزام مجلس إدارة الشركة بقرار الجمعية العمومية غير العادية التي انعقدت بتاريخ 17 ابريل 2013 والمادة 3 من المرسوم بقانون»، مشيرة إلى أن رد الهيئة هو أعطاء الصلاحيات الكاملة لمجلس الإدارة في تحديث الأسطول.
لقطات من المؤتمر الصحافي
٭ تم اخذ الموافقات الرسمية الحكومية اللازمة لتنفيذ الصفقة.. والصفقة عبارة عن إحلال لأسطول الكويتية الحالي.
٭ الخطة الموضوعة هي لمدة 5 سنوات قادمة..وينبغي وضع خطة شاملة للعشر سنوات القادمة.
٭ تسلم الطائرات المؤجرة سيبدأ من الربع الأخير من 2014.
٭ استقالة الرئيس التنفيذي أحمد الكريباني لم يبت فيها إلى الآن.
٭ منع هبوط طائرات الكويتية في مطارات أوروبا.. غير صحيح.
٭ مجلس الإدارة كلف الاياتا وارنست اند يونغ بوضع دراسة جدوى محددة للصفقة.
٭ الطائرات القديمة التي ستخرج من الخدمة في ابريل القادم سيتم بيعها.
٭ الصفقة لم تتم بين ليلة وضحاها.. مجلس الإدارة عمل عليها منذ توليه المسؤولية.
٭ عقود تأجير الطائرات مكلفة للغاية وبها التزام 8 سنوات.
٭ عملية الخصخصة هدفها الحفاظ على خزينة الدولة.. المبدأ هو تعظيم الأصول.
٭ مجلس الإدارة عقد 17 اجتماعا.. والقرار ليس مفاجئا.
٭ يجب إعادة العمليات التشغيلية للشركة بشكل صحيح.. تم توجيه الشكر إلى الكابتن سامي النصف وأحمد الكريباني وعادل اليوسفي على المجهودات الكبيرة التي قاموا بها مع ايرباص.