Note: English translation is not 100% accurate
سياحة الألف موجة تعزف على نغمات البحر المتوسط
الجمعة
2006/11/17
المصدر : الانباء
وسام حسين
لارناكا بلد كل الناس، هكذا يقول اهلها عنها لكل الضيوف الزائرين خلال مواسم الصيف والربيع حصريا، نعم انها بالتأكيد صغيرة لكن في الوقت ذاته خلابة وتجمع في طبيعتها بين سحر الجبال المرسومة تدريجيا على شواطئها الرملية ومياهها الزرقاء تمنح اكثر من 8 ملايين زائر سنويا اجواء متوسطية حقيقية، وعلى ارضها تتنوع الطبيعة بين السهول البسيطة وتنتقل تدريجيا الى الجبال والمرتفعات الآمنة، ومنها الى شواطئ «كل المواسم» من حيث دفئها وتكوينها نهاية بمياهها الزرقاوية الساحرة التي لا تبعد عن المياه العربية في شمال افريقيا اكثر من 50 دقيقة طيران.
وفي لارناكا وليماسول تستطيع ان تتعايش مع اهل البلد كأنك واحد منهم لاعتبارات تتعلق بتكوينهم المتوسطي الذي يميل عادة الى الحركة والذكاء المتقد والتفاعل مع اليوم من بدايته حتى نهايته، وهي طبيعة غريزية في جميع القبارصة من دون استثناء، وهم بالتأكيد يجيدون ذلك ويعبرون عنه بكل لغاتهم المتاحة من يونانية الأم الى الانجليزية المتداولة والعربية المحببة للبعض وكأنها قارة مستقلة مهيأة لاستقبال السائحين والزوار بدون تحفظات.
وعلى اجوائها المفتوحة ترسو السفن واليخوت في مشهد مبدع يسوق لنفسه بدون تكلفة ويفتح لهواة الرياضات البحرية مجالا للاستمتاع بواقع الشاطئ الجميل على طبيعته في مرافئ الصورة الحية بليماسول ولارناكا العالمية، ومجال آخر لهواة الصيد وسباقات اليخوت الشراعية بدون مرافق او بمرافق حسب الطلب، وقياس العامل القبرصي الفطن لطبيعة وامكانيات السائح الذي يتعامل معه من غير افتعال التذاكي او التضليل، ولكن حرصا من هذا القبرصي النشيط على سلامة السائح، وهنا لا يعدم الوسيلة في الاعتذار او ايجاد بديل مقنع بلباقة وبدون احراج.
وعندما تذهب الى المركز في نيقوسيا تنتقل من الهدوء الى الازدحام المقبول وتجد نفس الطقس النظيف ونفس الاشخاص من حيث اسلوب وطريقة التعامل، وكأنك تتعلم درسا جديدا في اجتذاب عناصر الذكاء خلال التعامل مع البشر حتى ولو كانوا من نوعية خاصة، تحتك بهم وتتعامل معهم خلال جولتك وعادة ما تجد عبر التاكسي الذي ينقلك من نيقوسيا الى لارناكا، ومنها الى ليماسول خلال طرق ومنحنيات سهلة وجبلية في حد ذاتها رحلة لا تنسى، ومجالا ثالثا لهواة التصوير الفوتوغرافي لالتقاط اكثر مناظر الطبيعة الكاملة من زهور وسهول وجبال ورمال وشواطئ الجزيرة الصغيرة، وفي نهاية الجولة تستمتع اكثر بالتفاوض مع السائق القبرصي الذي يحاول دائما ان يقنعك ان اسعاره معقولة.
اما عن التسوق فكما يقول القبارصة تماما «لكل سلعة ثمن قابل للتفاوض» ولا يختلف هذا المبدأ من الاسواق القديمة عنه في الاسواق الحديثة، فالأسلوب ثابت لا يتغير وكأنه اتفاق مسبق ينطبق على جميع البضائع التي يمكنك ان تشتريها من هناك من اول حقائب السفر والملابس الحديثة وهدايا الخزف وسلال القش حتى باص نيقوسيا التذكاري الذي يعتقد القبارصة انهم سبقوا الانجليز في صنعه كتذكار للسائحين، وفي كل الاحوال المهم انك تصل الى اتفاق مع البائع الذي تجده يتحدث بسرعة لا يبارزه فيها اي شخص وتتعدد انطباعاته بين التحفيز والاثارة والغضب والفكاهة، لا تعرف ان تميز ايا منهم تختار حتى تأخذ بضاعتك وتدفع ثمنها بالجنيه القبرصي وهو يوازي 1.56 او اقل بعض الشيء، ويمكنك ان تشتري به الكثير مع الهدايا بدون مقابل على سبيل «تعال مرة ثانية» وهذا لا يمنع ان البائع القبرصي يقبل اي عملة اخرى، المهم ان تدفع.
يتبع...
اقرأ أيضاً