أحمد مغربي
في أكبر انخفاض منذ 7 سنوات، اقتربت أسعار النفط الكويتي امس من ادنى مستوى لها منذ 30 ديسمبر 2009، حيث وصل برميل النفط إلى 32.7 دولارا للبرميل، وبذلك يكون النفط الكويتي قد خسر 75% من قيمته منذ يونيو 2014 عندما سجل مستوى اعلى من 108 دولارات للبرميل.
ووفقا لأسعار النفط الحالية فإن الكويت فقدت حوالي 60 مليار دولار خلال العام 2015 جراء انخفاض اسعار النفط من أعلى مستوى سجله سعر النفط الخام الكويتي عند 108 دولارات للبرميل، على اساس متوسط للسعر عند 48 دولارا للبرميل ومستوى انتاج يبلغ 2.8 مليون برميل يوميا، وهو ما ينبئ بأسوأ تراجع في أسعار النفط الخام منذ عقود.
وفي هذا السياق، قال الخبير النفطي محمد الشطي لـ«الأنباء» ان استمرار ضعف اسعار النفط الخام يعود بالأساس الى ردة الفعل القوية لقرار منظمة «أوپيك» الاخير بالإبقاء على سقف انتاج المنظمة النفطي.
يشار هنا إلى أن إنتاج منظمة «أوپيك» يبلغ حاليا نحو 31.5 مليون برميل يوميا، في حين كان سقف الانتاج محددا عند 30 مليون برميل يوميا.
ولا تزال دول «أوپيك» بقيادة السعودية، أكبر منتجي الخام في «أوپيك»، متمسكة بإصرار بإستراتيجيتها المتمثلة في الدفاع عن الحصة السوقية للمنظمة، على أمل أن تدفع الأسعار المتدنية في نهاية المطاف المنتجين الآخرين الأعلى كلفة للتوقف عن ممارسة أنشطتهم، وخاصة منتجي النفط الصخري.
وذكر الشطي ان ردة فعل الاسواق على قرار «أوپيك» الاأخير سوف يكون لفترة قصيرة خصوصا ان اساسيات السوق لم تتغير، إذ يتوقع ان تبدأ الاسعار بالتعافي التدريجي، موضحا ان ضعف اساسيات السوق المتمثل باستمرار «أوپيك» في الانتاج عند مستويات تفوق السقف المتفق عليه سابقا عند ٣٠ مليون برميل يوميا والذي تم العمل به منذ ديسمبر ٢٠١١.
هذا ويبدو ان منظمة الأوپيك لم تعد تتحكم في الأسعار، حتى أنها ليست مسؤولة عن نصف الإنتاج العالمي من البترول، ورغم المجهودات اليائسة للتوصل إلى اتفاق من أجل خفض الإنتاج من قبل المنظمة إلا ان كافة المجهودات باءت بالفشل.
واستبعد الشطي ان يتم تغيير مستويات الانتاج الحالية لدى «أوپيك» والتي تدور حول 31.5 مليون برميل يوميا من الدول الاعضاء، حيث قال انه من غير المتوقع ان يتغير او يزيد الانتاج، مشيرا الى ان هناك مجالا لتعافي اسعار النفط خلال الأيام المقبلة بعد ان يستوعب السوق والمراقبين والمضاربين قرار «أوپيك» الاخير. وتشكل العائدات النفطية نحو 94% من الدخل العام في الكويت. وأوضح الشطي ان هناك عوامل تدعم السوق النفطية مثل الطلب الموسمي مع بدء الشتاء وارتفاع معدل تشغيل المصافي، ولكن ضعف السوق يؤكده ارتفاع مستويات المخزون الأميركي من النفط، مشيرا الى ان السوق النفطية ينتظر قرار البنك الفيدرالي الأميركي بتحديد مستويات الفائدة، حيث تدور الشكوك حاليا حول رفع مستويات الفائدة وهو ما يعني ارتفاع الدولار والذي يؤثر سلبا على اسعار النفط الخام.