Note: English translation is not 100% accurate
أسهم شرق آسيا لاتزال «جذابة» للاستثمار والأرجنتين «فرصة» وأميركا «مضمونة»
الجمعة
2006/9/1
المصدر : الانباء
تامر حماد
من المعروف ان الاعتقاد السائد هو ان الاستثمار يجب ان يكون في الشركات والأسهم المحلية بدعوى ان ذلك أكثر أمنا للمال وأكثر وطنية أيضا، فان النقود والاستثمارات هي عناصر نمو الاقتصاد في أي بلد، لذا فان نزوح الأموال هو من السلبيات الاقتصادية الضارة لأي بلد، ولكن الاستثمار الجيد والحريص يتطلب التنويع والتشكيل في الاستثمارات، خاصة لمن يستثمر أمواله في بيع وشراء الأسهم، فان الاعتماد على منطقة واحدة هو مغامرة قد تكون نتائجها مؤلمة في حال وجود انهيار في الاقتصاد القومي، كما حدث في الارجنتين أو في شرق آسيا منذ خمس سنوات.
وهنا مداخلة تقلق جميع رجال الاقتصاد، فالجميع يعلم ان العالم أصبح قرية واحدة، فأي صراع أو قلاقل في أي بقعة من العالم سيلحق اثرها ان لم يكن ضررها أركان الأرض الأربع، وهذا الأمر الذي يستدعي الانكماش والبقاء في المنطقة الآمنة «الوطن غالبا» هو نفسه الذي يستدعي التنويع والانتشار، فعلى الرغم من ان المستقبل مجهول فان المغامرة على الاستقرار في منطقة واحدة هو خطأ يجب الاحتراس منه.
لذا فان النصيحة التي تقدمها بيوت الاستثمار وخبراؤها بأن على المستثمر التنويع والانتشار القاري، فان العالم وان كان قد اصبح قرية واحدة الا ان الاقتصاد والازدهار يتنقل من منطقة الى أخرى، فاذا كان هناك كساد أو اضطراب في مكان فان الأموال تهرب غالبا الى المكان الآمن، ويحدث الازدهار فيه، لذا فان تواجد تشكيلة من الاستثمارات المنوعة هو أكثر أمنا وسلامة للمال من وجودها في منطقة وفئة واحدة.
سوق الأسهم والسندات في الولايات المتحدة الأميركية هو أكبر سوق عالمي، وهو يتعرض لهزات عنيفة وكبيرة بسبب كبر السوق وضخامة حجم المعاملات فيه، لذا فان الاهتزازات التي تصيب الأسواق الأخرى قد تكون أسوأ مما يصيب السوق الأميركي، ولكن لصغر الحجم وقلة المعاملات فان الهزات الاقتصادية في هذه الأسواق لا تكون هزات مخيفة، بل انها هزات محلية ليست ذات ضرر ولا ذات انتشار خارجي والسوق الأميركي يتعرض لهزات عنيفة، الا انه دائما يعود لحالة الاتزان ويعود للانطلاق في كل دورة خاسرة أو سالبة، وهو حاليا يتعرض لدورة سالبة وسيعود بقوته مرة اخرى وقد يحتاج الى عام كامل كما تتنبأ المصادر الاقتصادية، وخبراء الاستثمار عادة ينصحون بالاستثمار في الأسواق القوية التي تستطيع تحمل النكسات، وتستطيع العودة للقوة في دورات متتالية، لذا فان الاستثمار في السوق الأميركي يعتبر من الاسواق الخبيرة بالاستثمار، وغالبا ما ينصح به، وكذلك الاستثمار في الأسواق الأوروبية، حيث الصناعات والخدمات القوية التي تحافظ على المال المستثمر.
ليست الأسواق الأميركية والأوروبية هي الملاذ الوحيد لمن يرغب في الانتشار والتنويع في استثماراته فقد عانت اسهم الشركات الماليزية والاندونيسية من فترة صعبة وتعرضت لانهيار كبير أدى الى فوضى اقتصادية وسياسية، ولكن بعد السنوات الخمس الماضية عادت الأمور الى التحسن، بل أصبحت مرة اخرى منطقة جذب عالمي للنجاح الذي تحقق لمن جالد وبقي في تلك الأسواق في عصر المحنة.
وفي دراسة قدمتها عدة دور استثمار ونشرتها جريدة الصن داي تايمز في لندن عن الاستثمارات في دول شرق آسيا، وهي اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلند، جاء ان قيمة الاسهم مقارنة بالعائد تعتبر ممتازة للمستثمر بعكس الاستثمار في أسهم الولايات المتحدة الأميركية، والتي تعتبر أكبر من قيمتها الفعلية.
وتقول الدراسة ايضا ان الانخفاض العام في قيمة الاسهم الأميركية بلغ نحو 20% خلال الاثنى عشر شهرا الماضية مقارنة بالنمو في الأسهم الاندونيسية والذي تجاوز 82% خلال الفترة نفسها.
ينبأ رجال الاقتصاد بنمو كبير في السوق الأرجنتيني بعد مرور الأزمة الاقتصادية الأخيرة، لذا فان الكثيرين من المستثمرين ينتظرون انقشاع الغبار ليستثمروا في السوق المتهدم فالأسعار في مثل هذا السوق تكون مناسبة للمشتري.
وسيكسب من يشتري في الفترة الحرجة وهي فترة تكوين الهيكل الاقتصادي الجديد والذي سيعطي الامتيازات لمن يكون حاضرا عن عودة الروح لهذا العملاق الذي سينطلق بقوة بعد ان اجريت له عمليات استئصال الأورام الخبيثة منه.
وسيكسب كل جريء وسباق حيث ان المعروض الآن هو بسعر أقل من ثمنه الحقيقي، والذي سيعود اليه بعد سنوات قليلة قد لا تزيد على أربع سنوات.
اقرأ أيضاً