- محاكمات أفراد الجماعة الإسلامية عادلة ومن الأكثر شفافية في العالم.. والشعب انتخبنا على أساس وعدنا بملاحقة مجرمي الحرب لطي هذه الصفحة من تاريخنا
- ظلت سفارة بنغلاديش في الكويت مفتوحة حتى 19 سبتمبر 1990 متحدية أوامر النظام العراقي
- ندعو لحل مباشر وسلمي للأزمة السورية لتجنب معاناة لا مبرر لها للمدنيين
أجرى الحوار في داكا: عدنان الراشد ـ محمد الحسيني
أكدت وزيرة خارجية بنغلاديش د.ديبوموني اتخاذ جملة إجراءات جديدة لتنظيم موضوع العمالة البنغالية في الخارجية بما يضمن التزام هذه العمالة أبرزها توزيع بطاقة خاصة تتضمن تفاصيل كل عامل بحيث توثق مسيرته ولا يمكن تزويرها إضافة إلى تثقيف العمالة حول البلدان التي تتوجه إليها وتدريبها، مشيرة إلى أن ذلك سيحل كثيرا من المشاكل التي تطرح من قبل الدول التي تستقبلهم.
ولفتت الوزيرة في حديث لـ «الأنباء» الى أن دولة الكويت تحتاج إلى عمال مهاريين، موضحة أن بلادها قادرة على توفيرهم.
ودعت كل مواطني بلادها إلى الالتزام بقوانين البلدان التي يعيشون فيها، مؤكدة أنه عندما ترتكب جريمة فلا يمكن بأي شكل من الأشكال تبريرها ويجب معاقبة مرتكبها، لكن الوزيرة أشارت إلى أن العامل يقع أحيانا ضحية استغلال من قبل الكفيل الذي يحضره ويؤدي ذلك الى مشاكل.
إلى ذلك، دافعت وزيرة خارجية بنغلاديش د.ديبوموني عن موقف حكومة بلادها من محاكمة أفراد الجماعة الإسلامية عن مسؤوليتهم عن الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين خلال حرب تحرير بنغلاديش عام 1971 وراح ضحيتها نحو 3 ملايين مدني في وقت كانت الجامعة تؤيد فيه موقف باكستان الرافض لانفصال بنغلاديش عن الاتحاد واستقلالها آنذاك.
وأوضحت د.موني أن حزب عوامي بموقفه هذا يحقق ما وعد به الناخبين عام 2008 عندما حصل الحزب على 90% من المقاعد حيث تطالب الغالبية الساحقة من الشعب بملاحقة المجرمين وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب، مشيرة الى أن طي صفحة الماضي وتحقيق السلام النفسي للشعب لا يمكن أن يتم إلا من خلال محاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم.
وأشارت إلى أن محاكمتهم تتم بأعلى درجات الشفافية والعدل وقد استفادت من كل التجارب الدولية في هذا المجال ومنحت المتهمين كل المجال للدفاع عن أنفسهم بوجه التهم الموجهة إليهم.
ولفتت الوزيرة إلى أن المحاكمات بلغت مرحلة الاستئناف ولم تنته بعد، مؤكدة أنه بموجب الدستور لا يمكن إعادتها ولكن يمكن لاحقا طلب عفو من الرئيس.
فالى التفاصيل:
ما المسائل ذات الاهتمام المشترك التي وضعت على طاولة لقائكم مع المسؤولين الكويتيين؟
٭ لدينا علاقات ثنائية ممتازة مع الكويت. فقد اعترفت الكويت ببنغلاديش في نوفمبر عام 1973، عقب اللقاء التاريخي بين بانغاباندهو شيخ مجيب الرحمن، رئيس وزراء بنغلاديش وقتها، ان الكويت خلال قمة حركة عدم الانحياز في الجزائر في 1973. كذلك فإن المساندة القوية التي منحتها بنغلاديش للعرب خلال حرب 1973 قد ساهمت في تعزيز صورة بنغلاديش في الكويت.
وقد قام صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، حين كان وقتها في منصب وزير الخارجية بمهمة خاصة للتفاوض بين بنغلاديش وباكستان، وهو ما أدى إلى الاعتراف المتبادل بين الدولتين، وفتح الطريق بذلك لمشاركة بنغلاديش في قمة منظمة المؤتمر الإسلامي في لاهور عام 1974.
كما عبرت بنغلاديش بشكل لا لبس فيه عن إدانتها الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990.
وأرسلت كتيبة جنود للانضمام إلى قوات التحالف المكونة من 28 دولة لمحاربة المعتدي.
وأيدت بنغلاديش بشكل تام قرارات الأمم المتحدة التي أدانت الغزو، وطالبت بالانسحاب غير المشروط لقوات الاحتلال.
وظلت سفارة بنغلاديش في الكويت مفتوحة حتى 19 سبتمبر 1990 متحدية أوامر النظام العراقي.
وكانت نتيجة التحدي مجزية على صعيد العلاقات الثنائية وكذلك على صعيد العلاقات الدولية لبنغلاديش.
قامت رئيسة وزراء بنغلاديش، مرتين، الشيخة حسينة، بانتهاج السياسة الخارجية نفسها، بغرض بناء علاقات طيبة مع جميع البلدان. وكانت الكويت من بين المجموعة الأولى من البلدان الآسيوية التي زارتها رئيسة الوزراء الشيخة حسينة في عام 2010.
وقد شارك رئيس بنغلاديش الراحل ظل الرحمن في أول مؤتمر قمة دول «حوار التعاون الآسيوي» الذي عقد في الكويت، بغرض تجديد أواصر الصداقة مع الكويت، في أكتوبر 2012.
وبنغلاديش هي أحد الأعضاء المؤسسين لمؤتمر حوار التعاون الآسيوي.
وتعتبر عضوية بنغلاديش في هذا المنتدى بمثابة وسيلة فعالة لبنغلاديش لتوثيق التكامل مع بقية الدول الآسيوية والتي تعتبر ذات طبيعة متنوعة لولا هذا المنتدى. وكانت هذه القمة الأولى لحوار التعاون الآسيوي ذات أهمية خاصة، ليس فقط لكونها الملتقى الوحيد لجميع زعماء آسيا، ولكن أيضا لتعزيز مكانتها وتفعيل أنشطتها في المستقبل.
وسيكون من المهم الحفاظ على زخم هذه القمة من خلال تعزيز التزام الدول الأعضاء في عملية حوار التعاون الآسيوي.
على هامش مؤتمر القمة، التقى الرئيس الموقر لبنغلاديش مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وكان النقاش مثمرا للغاية حول المصالح المتبادلة. وأشار سمو أمير الكويت للعلاقات الثنائية الودية العميقة الجذور بين البلدين الشقيقين. كما قد التقيت أيضا بالسيد ئيس وزراء الكويت على هامش مؤتمر القمة.
كذلك قمت بزيارة رسمية للكويت في 18 يونيو 2013، وأتيحت لي الفرصة لزيارة صاحب السمو الأمير وسمو رئيس الوزراء.
وخلال الزيارة قمنا بعقد أول اجتماع للجنة المشتركة للمرة الأولى، بحيث تضم نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، حيث ناقشنا سلسلة كاملة من القضايا الثنائية بين بلدينا الشقيقين. وكانت الزيارة ناجحة جدا، وتمكنا من التوقيع على بيان مشترك بعد الاجتماع، حيث اتفقنا على التعاون في عدد من المجالات المهمة مثل الطاقة وقطاع النفط وتطوير البنية التحتية وتنمية الموارد البشرية وانتقال الأيدي العاملة والتجارة، والتعليم، والصحة والزراعة. وسيكون هناك اجتماع لمجموعة العمل المشترك في إطار اتفاق التعاون الفني والاقتصادي بين البلدين في وقت لاحق من هذا العام، حيث ستتم مناقشة مفصلة حول كل مجالات التعاون تلك حتى نتمكن من طرح بعض المشاريع الاستثمارية، مثل إنشاء مصفاة لتكرير النفط في بنغلاديش في إطار تعاون حكومي ـ حكومي (g2g).
التعاون الاقتصادي
على الجانب الاقتصادي، رأيكم في القضايا التي تحتاج إلى مزيد من التركيز بين الكويت وبنغلاديش؟
٭ كما أسلفت، نحن بحاجة إلى التركيز على التعاون الاستثماري بين بلدينا. بنغلاديش لديها نظام استثماري ممتاز، ولديها إمدادات موثوق بها من العمالة بسعر تنافسي. وقد بدأت بلدان مختلفة بالفعل، بما في ذلك الصين وكوريا، في إقامة عدد من المشاريع الموجهة نحو الإنتاج في مختلف مناطق مجهزة للصادرات وأماكن أخرى.
ويمكن للمستثمرين من القطاعين العام والخاص الكويتي الحضور إلى بنغلاديش بما سيؤدي إلى منفعة متبادلة لكلا البلدين.
لدينا اتفاق للتبادل التجاري بين بلدينا ونحن بحاجة إلى تحسين التعاون في التجارة والتبادل التجاري. لأن بنغلاديش لديها سلة صادرات عالمية عالية الجودة في صناعة الملابس الجاهزة، والمستحضرات الصيدلانية، والأسماك والخضراوات المجمدة، واللحوم الحلال، والسيراميك، ومنتجات الميلامين، والحرف اليدوية، الخ.
وبمقدور الكويت وضع تعريفة جمركية أو غير ذلك لتلك المنتجات لدخول السوق الكويتي.
كما يمكن للكويت أيضا الاستفادة من الخبرات الزراعية لبنغلاديش. فبنغلاديش تطعم ما يقرب من 160 مليون شخص باستخدام مساحة صغيرة من الأرض تصل إلى 556000 ميل مربع. وقد بدأت المشاريع الزراعية في دول العالم الثالث (وخصوصا في أفريقيا) تصبح ذات شهرة عالمية، ويمكن تنفيذها برأس مال كويتي مع قوى عاملة بنغلاديشية.
وتعلمون أن الكويت هي واحدة من الدول الكبرى في تجنيد القوى العاملة البنغلاديشية.
ونتوقع أن تقوم الكويت بتوظيف قوة عمل أكثر مهارة وكذلك عمالة نصف ماهرة من بنغلاديش. كما يمكن للكويت فتح باب التأشيرات لأسر وأطفال وأزواج وأقارب مواطني بنغلاديش المقيمين في الكويت.
الأزمة السورية
أين تقف بنغلاديش حاليا من الأزمة السورية؟
٭ تؤمن بنغلاديش بوجود حل ودي لجميع الصراعات الدولية، من خلال الوسائل الديبلوماسية والسلمية. بنغلاديش تؤكد من جديد ضرورة التوصل إلى حل فوري للأزمة في سورية لتجنب معاناة لا مبرر لها للمدنيين وبوصفها طرفا في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، فإن بنغلاديش تدين بشدة استخدام الأسلحة الكيماوية من قبل أي طرف تحت أي ظرف من الظروف ونحن نراقب عن كثب الوضع في سورية، وأود ان أؤكد على الدور المركزي للأمم المتحدة في حل الأزمة السورية مع ضرورة الوقف الفوري للقتال في سورية ووضع حد لمعاناة الشعب السوري، سواء داخل سورية أو ما يتعلق باللاجئين السوريين خارجها.
وربما تعلمون بموقف حكومة بنغلاديش المرحب بالاتفاق المفضي للتخلص من الأسلحة الكيميائية السورية والذي تم التوصل اليه بموجب المفاوضات بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي في 14 سبتمبر 2013 في جنيف والذي يهدف إلى التدمير الكامل للأسلحة الكيميائية السورية في أقرب وقت وبأسلم الطرق، وفي وقت لاحق مؤخرا، تم اعتماد قرار من مجلس الأمن الدولي في هذا الصدد.
وترى بنغلاديش ان حل الأزمة السورية، بمشاركة جميع الأطراف المعنية، التي ينبغي أن تقدر على معالجة تطلعات الشعب السوري في بلد مسالم ومستقر، وضمان السيادة الوطنية والاستقلال والوحدة الوطنية والسلامة لكامل سورية.
هل يمكن أن يكون لموقفكم فيما يتعلق بالأزمة السورية أي عواقب فيما يتعلق بعلاقتكم مع الدول الآسيوية الأخرى، مثل الصين وروسيا؟
٭ نحن لا نرى أي تغيير في العلاقات بين بنغلاديش والصين وروسيا، فيما يتعلق بالقضية السورية، فبنغلاديش تريد حلا سلميا وديبلوماسيا للأزمة في سورية، حيث على الأمم المتحدة ان تلعب دورا مركزيا، وكما ذكرت، فنحن نرحب أيضا بالاتفاق الإطاري بين الولايات المتحدة وروسيا مؤخرا لنزع وتفكيك المخزون السوري من الأسلحة الكيميائية.
مسلمو ميانمار
ما الخطوات المستقبلية، في رأيكم، التي ينبغي اتخاذها لحل أزمة مسلمي ميانمار خاصة أنكم معنيون مباشرة بهذا الملف؟
٭ في عام 1971، أثناء حركة الاستقلال الخاصة بنا، تشرد أكثر من 10 ملايين شخص في بنغلاديش وأصبح العديد منهم لاجئين في الهند المجاورة، ولذلك فنحن نفهم ونشعر، من تجربتنا السابقة، بالمعاناة التي يتعرض لها النازحون جراء العنف في أي مكان في العالم.
معاناة مسلمي ميانمار (الروهينجيا) سببت لنا الضيق الشديد دوما ومنذ مطلع التسعينيات وهم ينزحون نحو بنغلاديش هربا من العنف في ميانمار.
وفي الوقت الراهن، وصل عددهم إلى حوالي نصف مليون لاجئ من روهينجيا ميانمار، منتشرين في جميع أنحاء بنغلاديش، ونحو 29.000 في مخيمين بالقرب من الحدود مع ميانمار.
وقد قامت فخامة رئيسة الوزراء الشيخة حسينة بزيارة رسمية إلى ميانمار في عام 2011، لحل هذه المشكلة.
وفي ذلك الوقت، وافقت حكومة ميانمار على إعادة هؤلاء اللاجئين بعد إجراء التأكيدات المناسبة، ولكن رغم ذلك فإنه خلال الهجمات العرقية والدينية التي حدثت مؤخرا في ولاية راكين ميانمار على المسلمين الروهينجيا، بدأ كثير منهم في العودة مرة أخرى إلى بنغلاديش.
وكما فعلنا معهم في الماضي، فإننا قد قمنا بإجراءات الرعاية من توفير الغذاء والدواء والمأوى لهم.
ولكن هذه المرة، بعد خفوت أعمال العنف في ميانمار، فإننا نساعدهم على العودة إلى ديارهم.
وقد قمنا بذلك لأن تجربتنا السابقة قد أظهرت أن السماح باستمرار وجودهم في بنغلاديش قد شجع على حدوث هجرات جماعية من روهينجيا ميانمار المسلمين إلى بلادنا. ولم يكن من الممكن قبول المزيد من اللاجئين في بلدنا ذي الكثافة السكانية العالية بالفعل.
لقد شعرنا بأن المشكلة التي نشأت في ميانمار يجب ان تحل من قبل حكومة ميانمار والمشكلة تكمن في التمييز العنصري والديني، فإذا تم إلغاء هذا التمييز وتم منح مسلمي روهينجيا ميانمار صفة المواطنة، كمثل الأقليات العرقية البالغة 138، فستحل هذه المسألة، وستنتهي مشكلة اللاجئين.
وقد شرحنا موقفنا هذا لحكومة ميانمار، كما طلبنا الدعم أيضا من بقية البلدان في المنطقة، وفي العالم الإسلامي، وفي جميع أنحاء العالم، فضلا عن المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة، وحركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وغيرها، لإقناع حكومة ميانمار باتخاذ هذه الخطوات لحل هذه المشكلة، ونحن مستمرون في جهودنا.
العلاقات مع باكستان
ما طبيعة علاقاتكم الخارجية مع باكستان؟ وما وجهة نظرك في سبيل تطوير العلاقات معها؟
٭ أود أن أقول إن علاقتنا مع باكستان مهمة، ويمكنها أن تصبح مصدر استفادة لمصلحة شعبينا.
ونحن نسعد بعملياتها الديموقراطية والانتقال السلس للسلطة الذي تم في الانتخابات التي أجريت مؤخرا. ولقد قمنا بتهنئة رئيس وزراء باكستان بعد توليه مهام منصبه، وأكدنا له دعم حكومتنا الكامل للمزيد من تعميق وتوطيد العلاقات الثنائية. وبالإضافة إلى حسن النية السياسية، فإن لدينا عددا من الآليات الثنائية الجاهزة للمضي قدما في تحسين العلاقة من خلال عملية مستمرة.
وبالإضافة للتعاقدات الثنائية، فإن بنغلاديش وباكستان تعملان معا في مختلف المنظمات الإقلـيمية مثل saarc، d-8 ،arf (المنتدى الإقليمي الآسيوي) وما إلى ذلك.
وفي العديد من المنظمات الدولية، بما فيها الأمم المتحدة، فإننا نسعى معا جنبا إلى جنب لتحقيق مصالح البلدان النامية.
ومع احتفاظنا بعلاقة مستقرة تركز على التعاون في مختلف المجالات بما في ذلك التجارة والتبادل التجاري، فإننا نسعى في الوقت نفسه، مع باكستان، لحل القضايا العالقة، من خلال الحل الذي سيكون له تأثير مفيد على علاقاتنا وأعتقد أننا كي نستفيد استفادة كاملة من مختلف مجالات التعاون بين بلدينا فإننا بحاجة إلى الاستفادة من الآليات المؤسسية القائمة ويجب علينا أيضا الاستفادة من النقاشات على الصعيد السياسي، فإن لبلدينا منبرا للبرلمانيين والذي لايزال يتعين الاستفادة منه بالكامل، كذلك فإن زيادة وتعميق التواصل بين الشعبين يمكن أن يلعب دورا رئيسيا في تحريك علاقاتنا إلى الأمام.
زعيمة المعارضة البنغلاديشية أكدت أن الحزب الوطني الذي ترأسه ومعه 18 حزباً و90% من الشعب متفقون على هذا الأمر
خالدة ضياء لـ«الأنباء»: نفتخر بمشاركتنا في تحرير الكويت ولا ننسى دورها
- الشيخة حسينة هي أول من طالب بحكومة انتقالية منذ عام 1996 وكان لها ذلك والآن ترفض هذا الأمر
- ترك انتخابات الإدارات المحلية لنا كان مناورة لإقناعنا بنزاهة الانتخابات لكننا لن نقع في هذا الفخ
- «الربيع البنغلاديشي» كان عام 1990 بإلغاء الحكومة العسكرية
- اتهامنا بالضغط على الجيش للتدخل غير حقيقي لأننا نؤمن بالحوار وضرورة الحفاظ على الديموقراطية
أجرى الحوار في داكا: عدنان الراشد ـ محمد الحسيني
|
«البيغوم» خالدة ضياء
|
|
وفد «الأنباء» في جانب من اللقاء مع السيدة خالدة ضياء بحضور السفير علي الظفيري
|
|
«البيغوم» خالدة ضياء تطلع السفير علي الظفيري على بعض الوثائق
|
|
رئيسة الوزراء السابقة تتوسط الزميلين عدنان الراشد ومحمد الحسيني
|
واحدة من أقوى الشخصيات في بلادها، تأثيرها واضح في الحياة السياسية البنغلاديشية منذ ان دخلت المعترك السياسي، بعد اغتيال زوجها السابق الرئيس ضياء الرحمن.
انها رئيسة الوزراء السابقة لبنغلاديش خالدة ضياء التي انتقلت الى صفوف المعارضة، بعد خسارة حزبها للانتخابات في عام 2008 لصالح حزب رابطة عوامي، رغم اعتقالها عدة مرات في فترة حكم الجنرال حسين ارشاد، لم يثنها ذلك عن المضي قدما في طريقها، وها هي الان تتزعم أكبر حزب معارض وهو حزب بنغلاديش الوطني.
«الأنباء» التقت خالدة ضياء، في ظل استعداد بنغلاديش لدخول مرحلة سياسية حرجة لاسيما مع الصدام القوي بين قوى المعارضة والحكومة، ومع مطالبة المعارضة باجراء الانتخابات المقبلة تحت رئاسة حكومة انتقالية محايدة ترى الحكومة قدرتها على تنظيم انتخابات نزيهة.
وفي ظل هذا الصدام اكدت ضياء ان حزبها ومعه 18 حزبا ومعارضا ونحو 90% من الشعب يصرون على الحكومة الانتقالية، لافتة الى انهم سينسحبون فورا من الانتخابات اذا اصرت الحكومة على تنظيمها بنفسها.
وتحدثت ضياء عن رؤيتها لاشراك الشباب في ادارة الدولة وخططها المقبلة للتغيير والتي تقوم على 4 مجالات رئيسية تشمل مكافحة الارهاب والفساد وتشجيع الاستثمارات الخارجية وتعليم البنات.
وفيما اشادت ضياء بالعلاقات الكويتية ـ البنغلاديشية ووصفتها بأنها أصبحت روابط دم بعد مشاركة الجيش في التحرير، ذكرت انها ستسعى للتواصل مع الدول الاسلامية للاستفادة من الكوادر البنغلاديشية.
وحول قضية الروهينجيا شددت ضياء على تعامل بلادها مع هذه القضية من منظور انساني مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك لمنحهم حقوقهم في بلادهم،
فالى التفاصيل:
نود أن نبدأ الحديث عن العلاقات الثنائية بين بنغلاديش ودولة الكويت، خاصة أنك كنت سيدة القرار في تطوير وتنمية العلاقات بين البلدين.
٭ في الواقع أغلبية سكان بنغلاديش مسلمون، والرئيس الشهيد ضياء الرحمن عندما أسس الحزب الوطني كان واضحا في رغبته في تطوير العلاقات مع الدول الاسلامية ووضع ذلك نصب عينيه، ولتحقيق هذا الهدف جعله بندا في الدستور.
أما بالنسبة الى العلاقات مع دولة الكويت فهي أكثر من علاقات صداقة وترتقي لتكون علاقات أخوية ونحن نحس بهذا الشيء في قرارة أنفسنا، ولسنا نقول ذلك من باب الديبلوماسية.
وأكبر دليل كان عندما تعرضت الكويت للاحتلال العراقي الغاشم، حيث شارك جيشنا في تحريرها وأصبحت الدماء هي ما يربطنا. وأذكر أنني بعد الغزو كنت مسافرة الى المملكة العربية السعودية ومررت وقتها بالكويت وكان الأمير الراحل صاحب السمو الشيخ جابر الأحمد قد عاد للتو ولاتزال الكويت مهدمة ومع ذلك تلقيت استقبالا حارا وقدموا لي طائرة خاصة أقلتني الى داكا.
في حال أجريت الانتخابات في موعدها هناك حديث واسع عن احتمال التغيير، لكن مع ذلك تلوحون بالمقاطعة كمعارضة ما لم تلب شروطكم؟
٭ إن بنغلاديش تمر بمرحلة مواجهة في داخل الشعب المنقسم على نفسه.
الحكومة الحالية تريد الإشراف على العملية الانتخابية وإجرائها تحت سلطتها، ونحن ومعنا أحزاب في الائتلاف الحاكم نفسه نرى أنه لا بد من إجراء الانتخابات تحت سلطة حكومة انتقالية محايدة تتولى هي تصريف أعمال الدولة في هذا الوقت.
إن الشيخة حسينة هي من طالب بنظام الحكومة المحايدة عام 1996 ومعها الجماعة الاسلامية وقد أجبرونا هم آنذاك على تعديل الدستور لإيجاد هذه الحكومة. وقد أشرف هذا النوع من الحكومات المحايدة على آخر 3 انتخابات. ورغم ذلك جاءت حكومة الشيخة حسينة الآن لتقول إننا لن نقبل بهذا الوضع وهي عمليا تريد أن تسيطر الكوادر في حزبها على الانتخابات وهم ونوابهم سيخوضونها وهم يتمتعون بامتيازات تمكنهم من التحرك بأفضلية لا تتوافر للمعارضة، كما أن لجان الانتخابات تشكل من حزبيين في الفريق الحاكم والشيخة حسينة بوجودها على رأس السلطة هي من سيوجههم وبإمكانها أن تضغط عليهم وتمنيهم وذلك يؤثر حتما على النتائج.
وأنا أعطي كمثال إجراء بعض الانتخابات التكميلية بعد خلو بعض المقاعد الشاغرة، وقد فاز فيها الحزب الحاكم بسبب سيطرتهم على الأمور. أما انتخابات الادارات المحلية فقد تركوها لنا كطعم أو مناورة سياسية ليقنعونا بأن الانتخابات نزيهة لكننا لن نقع في هذا الفخ.
إن رئيسة الوزراء ستذهب لافتتاح مشاريع وتستخدم الطائرة والعسكر وإدارات الدولة في تسهيل إعادة انتخابها، وهذا لا يشكل تكافؤا في الفرص.
هل يمكن أن نتوقع ربيعا بنغلاديشيا على غرار الربيع العربي؟
٭ لا نريد المقارنة مع الأوضاع في العالم العربي وبنغلاديش لأنها مختلفة. إن شعبنا يحب الديموقراطية، وربيعنا الحقيقي كان عام 1990 عندما أعيدت الديموقراطية الى البلاد بعد إلغاء الحكومة العسكرية، وشعبنا يؤمن بأن انتقال السلطة لا بد أن يكون بطريقة ديموقراطية ولكن ما يطالب به هو الذهاب الى انتخابات تؤمن فرصا متساوية بين جميع الأطراف.
نقصد أن هناك من يقارن الأوضاع هنا بما يجري في مصر ويتوقعون أن تحشدوا كمعارضة الشارع بهدف الضغط على الجيش للتدخل، وهناك من يتهمكم بأنكم لا تمانعون تولي الجيش مرحلة انتقالية بشكل مؤقت مقابل التخلص من وجود رابطة عوامي في السلطة. فما ردكم على ذلك؟
٭ إن هذه التهم غير حقيقية بكل تأكيد لأننا نؤمن بالحوار ونرى ضرورة الحفاظ على الديموقراطية التي عملت شخصيا من أجلها لمدة 9 سنوات.
أود أن أذكركم بأن الجهات الموجودة في الحكومة الحالية هي من حاولت إقحام الجيش فكلنا نذكر مشاركتها في انتخابات 1982 التي دعا اليها الرئيس إرشاد آنذاك وهي بذلك أعطت الشرعية لهذه الانتخابات وفي 2007 حين تولى الجيش الحكومة أيضا قالوا إن التحرك كان ضدي.
إذن هم من يدعون الى تدخل الجيش.
إن فترة حكومة الشيخة حسينة تنتهي في نهاية أكتوبر ونحن نطالبها بالحوار ولم ندع لحركة سياسية تخل بالعملية الديموقراطية، والمشكلة ليست لدينا بل لدى الحكومة التي تغلق آذانها ولا تريد أن تسمع شيئا.
ألا تثقون بالقضاء وموقف المحكمة العليا في شأن الحكومة المحايدة؟
٭ أولا يجب أن يكون القضاء البنغلاديشي مستقلا. واليوم يحزننا أنه غير مستقل ونحن لا نثق به وخاصة بالمحكمة العليا لأن التعيينات الأخيرة التي جرت فيها أتت بكوادر حزبية من الحزب الحاكم.
ومع ذلك أقول انه عندما أصدرت المحكمة العليا موقفها من قرار تعديل الدستور لجهة الغاء الحكومة المحايدة في فترة الانتخابات فإنها في نفس ذلك القرار أشارت الى أنه لا بد من اعتماد هذه الحكومة في الفترتين الانتخابيتين المقبلتين وهو ما لم تلتزم به الحكومة.
أعيد وأكرر أننا نرى أن الانتقال السلس للسلطة لن يكون إلا بظل حكومة محايدة، والمشكلة التي نواجهها هي وجود من يقوم بتوجيه المحكمة التي لا تتمتع بأي استقلالية عندما تعرض عليها أمور تتعلق بالمجالات السياسية ونجد أنها تعود الى الحكومة مباشرة لأخذ رأيها وتتأثر به.
في أي تاريخ ستعلنون الانسحاب رسميا من الانتخابات؟
٭ عندما تعلن الحكومة الحالية من طرف واحد أنها مصرة على إقامة الانتخابات بنفسها فإننا سنعلن فورا عدم المشاركة.
ومن هي الأحزاب المرجح أن تنضم لكم؟
٭ إن الشعب بنسبة 90% مع فكرة الحكومة الانتقالية المحايدة التي تشرف على الانتخابات. فالاحزاب الـ 18 المتحالفة معنا حاليا متفقة على ذلك وملتزمة وهناك الرئيس السابق بدر الدجى والدكتور كمال حسين والرئيس حسين محمد ارشاد الذي أعلن أيضا عدم مشاركته ما لم يتم تغيير الحكومة، إذن يمكن القول كل الاحزاب تقريبا غير الحزب الحاكم.
الهند عادة لاعب أساسي في الانتخابات البنغلاديشية بما لها من أوراق وتأثير على الساحة السياسية وهي تميل تقليديا الى الشيخة حسينة ولكن مؤخرا سمعنا عن انفتاح هندي على الحزب الوطني، هل ذلك صحيح والى أي مدى تؤثر الهند في الانتخابات؟
٭ إن غالبية سكان بنغلاديش مسلمون ولكن هذا لا يعني أن باقي المواطنين من الأديان الأخرى لا يتمتعون بالحقوق الكاملة للمواطن، فنحن كلنا بنغلاديشيون ولا يوجد تميز لأحد على آخر.
ونحن لا نقبل بتدخل أي كان في شؤوننا سواء الهند أو غيرها ونفترض دائما مبدأ حسن الجوار معها ومع باقي جيراننا.
وأنا عندما سافرت الى الهند بدعوة من حكومتها لم أركز إلا على ضرورة تطوير العلاقات مع الشعب الهندي خاصة على المستوى التجاري، بالتأكيد هناك نقاط خلافية بيننا وبينهم وتضاد في الرؤية إزاء بعض الملفات، ولكن ذلك يجب ألا يعكر العلاقات أبدا، خاصة أن جميع المسؤولين الهنود ينفون أن تكون علاقتهم مع فئة من شعب بنغلاديشي وإنما مع الشعب البنغلاديشي بكامله لأن في ذلك مصلحة البلدين.
المتابع للساحة السياسية هنا يجد أن تراجع شعبية الائتلاف الحاكم كان بسبب الصدام مع الإسلاميين، ولكن فوزه الكاسح في الانتخابات الاخيرة كان بسبب سخط شعبي على أداء حزبكم، هل أجريتم مراجعات ذاتية، وما العوامل التي تدعو من لم يصوت لكم في المرة الماضية لأن يغير رأيه؟
٭ لدينا خطط للتغيير في 4 مجالات رئيسية، أولا محاربة الفساد وتعزيز الشفافية وثانيا محاربة الارهاب إضافة الى تشجيع الاستثمارات الخارجية وتطوير البنية التحتية وتطوير التعليم، خاصة تعليم البنات.
إن ما قامت به الحكومة الحالية هو الضغط على كل من لديه توجه إسلامي وهذا خطأ، فنحن نحترم هوية المجتمع الاسلامية ونسعى للحفاظ عليها ولن نكرر نفس الخطأ.
كما سنسعى الى التواصل مع الدول الاسلامية لمعالجة موضوع استمرار الاستفادة من الكوادر المدربة وغير المدربة في بلدنا والتي توقف إرسالها الى بلدان عديدة منها الكويت.
إن المشكلة الرئيسية التي أوصلتنا الى هنا هي ان الحكومة الحالية لا تتطلع الى الدول الاسلامية وإنما تفكر بطريقة منفصلة عن ذلك تماما.
وهي تنتهج التمييز بين المواطنين أيضا على المستوى الداخلي وتقوم باختيار الكوادر على أساس حزبي وليس على أساس الكفاءة، ما رسخ الفساد الاداري.
أما نحن فسننتهج العكس ونتصدى للفساد ونعيد الثقة الى المواطن.
نسبة الشباب في المجتمع كبيرة جدا، هل هناك تصور لتحديث وزيادة كوادر الشباب في الحزب، وهل قمتم بإعداد من يتولى قيادته من بعدكم؟
٭ أتفق معك بأن أغلبية أبناء شعبنا من الشباب، ولذلك فإن أولوية الحكومة المقبلة يجب أن تكون الاهتمام بهم وبتوظيفهم وإعدادهم للوظائف وتدريبهم وتأهيلهم قبل ذلك.
نحن لم نهمل الشباب يوما وحتى في المرة الماضية رشحنا مجموعة شبابية كبيرة وإنما في المرة القادمة إضافة لذلك سنعهد اليهم بالمسؤولية في إدارة الدولة. ومن ضمن الشباب في الحزب نجلي طارق الذي كان له دور بارز في تعزيز الحضور الشبابي في الحزب الوطني وهم يرون فيه شخصية جديرة ومستعدة للقيادة عندما يحين الوقت.
ما رؤيتكم لحل قضية الروهينجيا، وكيف تقيمون أداء الحكومة الحالية إزاءها؟
٭ نحن ننظر للقضية من منظور إنساني، الروهينجيا هم مواطنون من ميانمار، هم مسلمون وتربطنا معهم علاقات أخوية، ومن واجبنا أن نساعدهم لكن هذا لا يعني أن يفقدوا مواطنتهم في بلدهم.
ولا بد للمجتمع الدولي أن يتدخل لمنحهم حقوقهم وحفظها في بلدهم ميانمار. عندما كنت في الحكومة حصلت مشاكل كثيرة واستقبلنا أعدادا كبيرة منهم كلاجئين، لكننا لم نتوقف لحظة عن الضغط عبر المجتمع الدولي على حكومتهم لإعادتهم لأنه لا قدرة اقتصادية لبلدنا على تحملهم فذلك يفوق طاقة اقتصادنا ومساحتنا لا تسمح، ولأن فصلهم عن مجتمعهم أمر غير مقبول.
وللأسف فإن الحكومة الحالية لم تتبع هذه الاستراتيجية ولم تقم بما يلزم لمعالجة هذا الملف.
نبذة عن السيدة خالدة ضياء
٭ زعيمة الحزب الوطني البنغالي ورئيسة سابقة للوزراء في بنغلاديش وأرملة الرئيس الراحل ضياء الرحمن.
٭ مواليد 1945.
٭ قبل اغتيال زوجها الرئيس ضياء الرحمن لم تكن خالدة تهتم كثيرا بالحياة السياسية، واثر اغتياله دخلت معترك الحياة السياسية واصبحت نائبة لزعيم الحزب الوطني البنغالي في 1983 ثم زعيمته في 1984.
٭ تعرضت للاعتقال عدة مرات في فترة حكم الجنرال حسين محمد إرشاد.
٭ فاز حزبها بانتخابات فبراير 1991 التي وصفت بالانتخابات الحرة لتصبح اول امرأة تتولى رئاسة الحكومة البنغالية.
٭ في 1996 خسر حزب خالدة ضياء الانتخابات لصالح حزب رابطة عوامي لكنه اصبح يمثل اكبر قوة معارضة في البرلمان البنغالي بـ 116 مقعدا.
٭ في 2001 فاز حزب بغلاديش الوطني بزعامة خالدة ضياء وحدها بـ126 مقعدا ما مكنها من تشكيل الحكومة دون الحاجة لعقد تحالفات.
٭ في 2008 خسر حزبها الانتخابات لصالح رابطة عوامي فانتقلت مجدداً إلى المعارضة.
إشادة
أشادت الرئيسة خالدة ضياء بسفير دولة الكويت علي الظفيري وتواصله الدائم مع الحزب الوطني، مؤكدة أنه خير ممثل لدولة الكويت التي تحظى بمكانة كبيرة في نفوس أهل بنغلاديش الذين لا ينسون مواقفها معهم على الإطلاق.
واقرأ ايضاً:
الشيخة حسينة: في 38 سنة شهدت بنغلاديش 19 محاولة انقلاب عسكري ولن نتخلى عن الديموقراطية بعد الآن