بيان عاكوم
«نحن نطلب العدالة، وعلى تركيا أن تقبل بحادث الإبادة للشعب الأرميني»، هذا ما أكد عليه كاثوليكوس طائفة الأرمن أرام الأول كشيشيان، مشيرا إلى ان أول حالة إبادة في تاريخ البشرية هي للأرمن وكانت منظمة ومقررة من قبل الدولة العثمانية، مشددا على ضرورة أن تعترف تركيا بتلك الحادثة.
جاء ذلك على هامش حفل الغداء الذي أقامه السفير اللبناني د.بسام النعماني على شرفه ظهر أمس بمناسبة زيارته للبلاد للمشاركة في احتفالات اليوبيل الذهبي لإنشاء المدرسة الأرمينية في الكويت.
وعن الزيارة قال قداسته «جئنا للمشاركة في أنشطة الاحتفال باليوبيل الذهبي للمدرسة الأرمينية التي لها تاريخ تربوي مهم جدا يعود لخمسين عاما مضت»، مشيرا إلى أن وجودها يعتبر انجازا للطائفة الأرمينية والدليل على ذلك أن خريجيها منتشرين في مختلف أنحاء العالم.
أما عن مضمون لقاءاته بالقيادات الكويتية وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ذكر البطريرك كشيشيان أنه قدم الشكر والعرفان للكويت كما تم تداول العلاقات الجيدة بين الكويت ولبنان، مشيرا إلى انه كان على معرفة مسبقة بصاحب السمو الأمير عندما كان سموه وزيرا للخارجية وكان يلتقي به في لبنان بصفته مطرانا، مبينا انه التمس من القيادات الكويتية الانطباع الجيد لديهم عن الطائفة الأرمينية، وان الشعب الأرمني مسالم ويحب التعايش، مؤكدا على أن هذه الصفات يتمتع بها الأرمن أينما كانوا في كل أنحاء العالم وان أمانة الأرمن هي خدمة الوطن الذي يعيش فيه.
من جهته توجه السفير اللبناني د.بسام النعماني بالشكر إلى قداسة الكاثوليكوس على تشريفه في دار السفارة اللبنانية والوفد المرافق له الذي يضم المطران المعين حديثا شاهي بانوسيان والراهب مسروب سركسيان.
وأشار النعماني إلى لقاء قداسته مع صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد حيث وصفه بالودي حيث عكس مدى عمق العلاقات بين لبنان والكويت والشعب الارمني، مبينا ان سموه أبدى كل مشاعر الود والمحبة لقداسته وكل الحرص على الطائفة الأرمينية الكريمة في الكويت بكل متفرعاتها وانتماءاتها الوطنية سواء في لبنان أو سورية أو في المنطقة وكذلك في البلد الأم أرمينيا.
وأشاد النعماني بالجهود التي يقوم بها قداسته منذ سنوات عديدة على الحوار والتفاهم بين الحضارات والتواصل بين الشرق والغرب والتعايش بين الأديان والملل، مشيرا إلى ان هذا ليس ببعيد عن جوهر كل الرسالات السماوية التي يجلها الرسل الميامين في جهودهم لإرساء أسس المحبة والاحترام بين الإنسان وأخيه الإنسان.
وتوجه النعماني لقداسته بالقول أنتم «مشهود لكم بالأعمال الكبيرة التي أديتموها لكنيستكم ورعيتكم في لبنان وفي منطقة الكاثوليكوس في دنيا الاغتراب وفي رئاستكم لمجلس الكنائس العالمي وما كانت مشاركة قداستكم الأخيرة في القمة الروحية في بكركي إلا شاهدا على اتساع الفضاء اللبناني الرحب لتعايش الطوائف بل وحدتهم الروحية وترسيخها في أطر المحبة والتفاهم».
وقال النعماني ان الطائفة الأرمينية في لبنان بكل متفرعاتها تنتهج منهج الانفتاح والشفافية بحيث أصبحت الطائفة في حرصها على التضامن والتوافق اللبناني عاملا رئيسا في تمتين روابط النسيج اللبناني خاصة على ضوء ما تبديه من حكمة وجدية وعقلانية وبعد عن صخب التطرف وغلواء التعصب.