- كيونغ: استمرار الكويت في المعدل الحالي المتبع في الإنفاق على البدلات والأجور سيستنزف كل مدخراتها بحلول عام 2017
رندى مرعي
دعا سفير جمهورية كوريا الجنوبية كيم كيونغ الى تنويع مصادر الدخل الكويتي وعدم الاكتفاء بالنفط كمصدر وحيد ورئيسي للنفط خاصة أنه كما بات معروفا أن أسعار النفط المرتفعة أدت الى وجود فائض في الميزانية بلغ 15 مليار دينار في السنة ما لا يضمن استقرار الاقتصاد الكويتي، مشيرا الى أنه وبحسب صندوق النقد الدولي اذا ما استمرت الكويت في المعدل الحالي المتبع في الانفاق على البدلات والأجور فستستنزف كل مدخراتها بحلول عام 2017.
كلام كيونغ جاء خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي الذي عقد صباح أمس في فندف كورت يارد ماريوت للاعلان عن انطلاق الموسم الثالث للمشروع الوطني للتنمية المستدامة «ذخر» بحضور رئيس المبادرة جاسم الصفران وممثلين عن شركة اس كي الكورية الهندسية وشركة مونيتور ديلويت وجامعة كورنيل.
وفي كلمته أشاد كيونغ بشعار «ذخر» لهذا العام الذي يستهدف الريادة والابداع المؤسسي، مشيرا الى أهميتهما ودورهما في صناعة الدول، وطرح أوجه الشبه بين الكويت وكوريا حين كان وضع الكويت في العام 1961 أفضل من وضع كوريا بسبب وجود النفط، وقال انه في تلك الفترة توجهت كوريا الى الاقتصاد الحر واعتمدت على المشاريع والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة حتى باتت نسبة العاملين في هذا المجال تصل الى 88% من نسبة اليد العاملة الكورية.
وأعرب كيونغ عن فخره بمساهمة المؤسسات الكويتية وعدم اقتصار نشاطها في الكويت على مشاريع البناء والانشاءات. وأشاد بانجازات برنامج «ذخر» للقيادات الواعدة ورعاية شركة اس كي الكورية الهندسية له عام 2012، وقال ان هذه الاسهامات التي تقدمت بها الشركة تسهم في زرع الصداقة والمحبة في نفوس البشر بين الشعبين وتكوين علاقات انسانية.
بدوره، أعلن جاسم الصفران أن الموسم الثالث للمبادرة يحمل شعار «ذخر للريادة والابداع المؤسسي» ويستهدف 75 منتسبا وستبدأ عملية التسجيل منذ نهاية مارس حتى 30 أبريل وفي شهر مايو سيتم اختيار المشاركين وتعلن النتائج في شهر يونيو القادم، وتستكمل المراحل في شهر سبتمبر حيث سيخضع المشاركون الى المرحلة الأولى من التدريب بإشراف شركة مونيتور ديلويت العالمية وبعدها سيتم اختيار 30 مشاركا لاستكمال البرنامج في مقر جامعة كورنيل ـ نيويورك.
وشرح الصفران ان «ذخر» انطلقت عام 2010 كمبادرة وطنية لدعم جهود وخطط التنمية لدولة الكويت وسرعان ما تحولت الى المشروع الوطني للتنمية المستدامة واتخذت من جامعة كورنيل الأميركية العريقة شريكا أكاديميا يضمن تحقيق «ذخر» أعلى المستويات العالمية جودة وأكثرها تطورا في البرامج التطويرية القيادية التي تطرحها.
وتابع انه حتى اليوم لقد أنجزت «ذخر» برنامجين استفاد منهما حوالي 250 مشاركا من أصل ما يربو على ألفي متقدم تم اختيارهم بعد عملية تقييم مكثفة ومتعددة، فكان باكورة البرامج برنامج تطوير قيادات التنمية في العام 2011 فيما أنجز البرنامج الثاني تحت عنوان «برنامج القيادات الواعدة» برعاية شركة sk engineering الكورية الجنوبية عرفانا منها للكويت لما أنجزته من أعمال في البلاد منذ بداية التسعينيات.
وقال الصفران إن «ذخر» تسير بخطى ثابتة تجاه المساهمة في جهود التنمية للكويت من خلال اختبار كوادر متميزة وقادرة واعدادها بشكل هادف بما يرفع القدرة التنموية للمجتمع الكويتي وخصوصا الفئة الشابة. وأضاف أنه بعد تركيز «ذخر» في باكورة أعمالها على قيادة المشاريع التنموية وعلى القيادات الواعدة في ثانيها يأتي البرنامج الثالث تحت عنوان «ذخر للريادة والابداع المؤسسي» بهدف دعم الاقتصاد الكويتي في تحوله الى اقتصاد السوق الحر بدلا من الاعتماد على صرف الموارد النفطية وذلك من خلال توسعة قاعدة أنشطته بباقة من المبادرين بالأعمال الحرة أو الخروج بأفرع ربحية من مؤسسات عملهم الكبرى أو الراغبين في تحسين أداء وتوسعة الأعمال التجارية التي تملكها وتديرها عائلاتهم منذ أكثر من جيل.
وتابع الصفران أنه لانجاح المبادرات على المبادر أو المبادرة الالمام بآليات السوق وما يلائمها من أنشطة تشغيلية وتسويقية، اذ تشير الدراسات الى أن قرابة نصف المبادرات الأعمال الحرة تفشل خلال أول 3 سنوات من الانطلاق وعليه تسعى «ذخر» لانشاء شركة غير ربحية تعمل على تطوير المبادرات وتساعدها في تخطي السنوات الأولى بهدف تحقيق النجاح. وشدد الصفران على حرص «ذخر» على حقوق المتقدمين بحيث لا يطلب من أي منهم الافصاح عن الفكرة التي يرغب في تحقيقها خلال البرنامج أما الذين يتم اختيارهم للمشاركة فيتم توقيع اتفاق معهم تلتزم من خلاله «ذخر» بعدم تسريب أية معلومات عن فكرتهم لأي طرف خارجي.
بدوره اعرب جوردن ستافيكر عن سرور جامعة كورنيل بالتعاون مع المشروع الوطني للتنمية المستدامة «ذخر» في الكويت واعتزاز المسؤولين في الجامعة بخيار الشراكة الاكاديمية فيما بين الطرفين.
وأكد ان الكوادر الكويتية التي تعاملت معها الجامعة حتى الآن تبشر بإمكانات كبيرة لوطنهم الكويت، مشيرا الى انها حققت انجازات اكاديمية كل في مجال تخصصه على أعلى المستويات العالمية حتى قبل مشاركتها في برامج ذخر.
وأضاف، لا يكفي ان يتم تنوير هذه الكوادر بما توصلت اليه الدول الصناعية المتقدمة والمتنوعة الاقتصاد بل الأهم هو معرفة كيفية وصول هذه الدول الى ما وصلت إليه وكيف صنعت القرارات والخيارات وخصائص المراحل المختلفة التي مر بها مخاض التقدم وبذلك يمكن للأفراد تمييز ما هو ملائم لبلادهم وتصور كيفية السعي في تحقيقه ولفت النظر لما يفضل النأي عنه بالنسبة للحالة التنموية الكويتية وخصوصيتها.
من جانبه عبر كريستوفر مالون ممثل شركة مونيتور ديلويت الاستشارية عن سروره للتعاون مع المشروع من خلال تنفيذ الجزء التدريبي الأول للبرنامج حول إقامة وإدارة الأعمال في البيئة الكويتية.
وقال ان الاندماج الذي حصل مؤخرا فيما بين شركتي مونيتور وديلويت تمخض عنه كيان ضخم ذي موارد غير محدودة يمكن الاستفادة من خبراتها في الكثير من المجالات التي تطلب التغيير تحقيقا للتنمية الشاملة في الكويت.
وأضاف، لعل اختيار مونيتور ديلويت لتنفيذ الجزء التدريبي الأول من البرنامج والمتعلق ببيئة العمل الكويتية يرتبط بالدراسات المعمقة التي اجرتها الشركة عن هذه البيئة خلال السنوات القليلة الماضية والتي تم بناؤها بشكل عام على رؤى صاحب السمو الأمير وبرامج التنمية التي أتت ترجمة لذلك.