إن النفايات الصلبة التي تجمع من المنازل والمؤسسات والمجمعات التجارية، يمكن أن تصبح ثروة وطنية، تنافس النفط، إذا تم التخلص منها بطريقة علمية غير تقليدية، بحيث تساهم في إنتاج الكهرباء بدلا من حرق أطنان من النفط المصدر الوحيد لدخلنا في الكويت.
فهناك الكثير من التقنيات الحديثة لإنتاج الطاقة من النفايات الصلبة، كالورق والبلاستيك، والنفايات العضوية، ولكن التقنية الأشهر والأكثر استخداما هي: تقنية الحرق (combustion)، ويكون ذلك في أفران تعد خصيصا لهذا الغرض، وفي أوروبا تعتبر الدنمارك من أكثر الدول استخداما لهذه التقنية للحصول على الطاقة عن طريق تسع وعشرين منشأة لحرق النفايات، كما أن ألمانيا وهولندا والتشيك تعد أيضا من الدول المتقدمة في هذا المجال، وفي آسيا تمتلك اليابان ما يقارب ألفا وتسعمائة محطة تنتج الطاقة من حرق النفايات والتي تعالج 77% منها في هذه الدولة.
ويوجد في الوقت الحالي ثلاثة مواقع لردم النفايات في الكويت تشغل مساحة 15 كيلومترا مربعا تقريبا، تقع في مناطق الجهراء، جنوب الدائري السابع، وميناء عبدالله، وتم ردم مليون وأربعمائة ألف طن تقريبا من النفايات الصلبة في عام (2012) بطريقة عشوائية غير صحية، بحيث تكب النفايات في حفر غير عميقة، وتتم تغطيتها بطبقة من الرمل. والردم العشوائي للنفايات يؤدي إلى تلوث التربة، والمياه الجوفية، وانتشار الروائح الكريهة في الجو مع غاز الميثان الذي ينتج عن تحلل تلك النفايات، مما يساهم في تفاقم مشكلة الاحتباس الحراري. ومما يجدر ذكره أن هناك عدة مواقع أخرى كانت تستخدم لردم النفايات أغلقت، واستمرار هذه السياسة في التعامل مع النفايات سيقلل من مساحة الأراضي الصالحة للسكن في الكويت.
وتتميز هذه التقنية بأنها تستطيع حرق كميات كبيرة من النفايات الصلبة غير المفصولة، كالتي يتم جمعها من قبل شركات النظافة في الكويت، حيث تحتوي هذه النفايات على مزيج من مواد، كالطعام، والورق، والزجاج، وبعض المعادن التي تفصل مسبقا لغرض إعادة الاستخدام أو التدوير، وعند حرق تلك النفايات، سينتج بخار ماء يدخل إلى التوربينة لينتج الكهرباء، ومن خلال هذه العملية نستطيع توفير كميات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي المستخدمين حاليا في محطات الكهرباء وتحلية المياه، علما أن نسبة ما يستهلك يوميا من وقود في محطات القوى يعادل 12% من الإنتاج اليومي للنفط.
وإن فعلنا تقنية حرق النفايات فإنها ستساهم أيضا في معالجة أطنان النفايات الصلبة التي تردم يوميا بطريقة بدائية ومشاكل تلوث الهواء والتربة وتنشر الروائح الكريهة عند تحللها. ومن فوائد تقنية حرق النفايات أنها ستعمل على تقليل كميات الكربون المنبعثة من حرق النفط أو الغاز في محطات القوى بنسبة 35%، مما يعود بالنفع على البيئة والصحة العامة لأفراد المجتمع.
ومن هذا المنطلق نوصي بأن تضع الدولة تقنية حرق النفايات لإنتاج الكهرباء من ضمن أولوياتها في خطط التنمية حيث تكون نظم توليد طاقة مكملة لتزويد المدن الجديدة التي تنوي تشييدها لتصبح النفايات فعلا ثروة وطنية بجانب النفط قبل أن تصبح تحديا بيئيا مع مرور الوقت.