- دشتي: موضوع الوحدة الوطنية شكّل العمود الفقري لمسيرة الجمعية منذ انطلاقها
- الراشد: الإسلام يعلو وينتصر بالمحبة والتآلف والتآخي لا بقتل إخواننا في الدين وهدم دور عبادتهم بالأحزمة الناسفة
- فاطمة العبدلي: الشعب الكويتي أثبت بجدارة أنه يستحق أن يطلق عليه شعب الوحدة الوطنية سنة 1990
- الصالح: الوحدة الوطنية ليست أمراً تكاملياً بل واجب على كل مواطن كويتي
- ناصر العبدلي: علينا المحافظة على تراث أجدادنا بنبذ الطائفية والقبلية والمذهبية
- الصبر: نحتاج إلى آلية مشتركة بين جميع مكونات الشعب لتعزيز الوحدة الوطنية
- معرفي: نحتاج إلى ترسيخ القيم وتحويل الوحدة الوطنية من شعار إلى عمل جاد ودؤوب
- المعتوق: الأطروحات المتطرفة التي تنتمي لأي مذهب من المذاهب هي بعيدة كل البعد عن الإسلام
- الخواجة: العلاج الحقيقي للفرقة بين أبناء المجتمع الواحد هو الحب بين الجميع
محمود الموسوي
أقامت جمعية الثقافة الاجتماعية الملتقى الأول للوحدة الوطنية أمس الأول في صالة المرحوم ناصر الخرافي بمقر الجمعية بميدان حولي، وذلك لتكريم المتميزين الذين لهم دور كبير في إخماد الفتن والتقريب بين جميع فئات المجتمع الكويتي تحت مظلة «المواطنة».
وأشاد المتحدثون في الملتقى بالفكرة الرائدة والخطوة الكبيرة التي قام بها المؤسسون وعلى رأسهم الوزير الأسبق د.فاضل صفر، حيث أكدوا أن الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة والكويت تحتاج إلى مثل هذه الملتقيات التي تجمع ولا تفرق بين أبناء الوطن الواحد.
وأجمع المشاركون على الإشادة برمز كبير من رموز الوحدة الوطنية في البلاد وهو الفقيد الراحل جاسم الخرافي، مستذكرين دوره الكبير في إخماد الفتن بحكمته طوال السنوات الماضية.
بداية، تحدث رئيس جمعية الثقافة الاجتماعية أحمد دشتي قائلا: «إن إقامة هذا الملتقى ومنطقتنا تمر بظروف استثنائية صعبة تستدعي تضافر الجهود لتعزيز الوحدة الوطنية وصيانة المجتمع من السقوط في مستنقع الخلاف والحروب والتشرذم، وما محاولتنا في هذه الأمسية إلا جهد بسيط يصب في ترسيخ المواطنة وتخفيف الاحتقان الطائفي من خلال توسيع الجهود التي قام بها من سنقوم بتكريمهم الليلة من أبناء المجتمع الكويتي الذي ارتضى بالأصالة والوحدة والتقارب والتآلف ورفض العنف والكراهية واعتبرها حالة طارئة وسحابة صيف تنتهي بانتهاء أسبابها»، مؤكدا أن موضوع الوحدة الوطنية قد شكل العمود الفقري لمسيرة جمعية الثقافة الاجتماعية منذ انطلاقها ومن منطلقها الفكري وأهدافها ومبادئها، وخرجت تيارات وتوجهات وطنية عديدة وخصص لها العديد من الندوات والمهرجانات والأنشطة.
أساس للبناء
من جهته، قال النائب السابق علي الراشد ان ديننا الحنيف دائما يؤكد على التماسك والتكاتف، والالتفاف حول راية التوحيد، وألا نتمايز عن بعضنا البعض وعلى بعضنا إلا بالتقوى والورع وفعل الخير، مضيفا انه اذا كان هذا من موجبات صحيح الدين فإنه خير منطلق وأساس نبني عليه قواعد الوحدة الوطنية كي لا يختلف ولا ينفرط عقدها وتضعف أركانها وتتهدم جدرانها أمام ضربات معاول الفتن الطائفية والنعرات القبلية والنزعات الفئوية.
وزاد: «لن نستذكر ولن نسترجع مكانة الكويت عليه ولا إلى ما وصلت إليه فمجرد الإشارة إلى صدور قانون يحمل عنوان حماية الوحدة الوطنية ونبذ الكراهية يغني عن استحضار عشرات الأمثلة والبراهين للتدليل على الحالة التي سرنا عليها، فنحن وإن اتفقنا على أهمية صدور مثل هذا القانون لأسباب تنظيمية وأخرى تواكب متطلبات التطور وتساير قوانين المجتمع الدولي إلا أننا ندرك أن ما دفعنا للتعجيل بصدور هذا القانون هو اجتراء بعض المواطنين لافتعال أحداث صاخبة وبث خطابات الكراهية وتأجيج العامة بممارسات شيطانية دخيلة على مجتمعنا زعزعت أمنه وهددت وحدته وكدرت صفوه وأنذرت بعواقب وخيمة، ولعل ما يدمي القلب ويشقي النفس أننا خلال السنوات الأخيرة شاهدنا من يقتل إخواننا في الدين ويهدم دور عبادتهم بالأحزمة الناسفة والمتفجرات ويمثل بجثثهم ويسيء إلى عقيدتهم بذريعة نصرة الإسلام وهذا بهتان عظيم، والدين منه براء، فالإسلام يعلو وينتصر بالمحبة والتآلف والتآخي والتقارب بين المذاهب وأيضا بتوحيد الجهود وتوجيهها ضد أعداء الدين والأمة لا إلى الأقربين الذين هم أولى بالمعروف والأمثلة كثيرة.
شعب الوحدة
من جانبها، قالت د.فاطمة العبدلي ان الشعب الكويتي أثبت بجدارة أنه يستحق أن يطلق عليه شعب الوحدة الوطنية سنة 1990، فعندما كادت أن تمسح دولة من على خارطة العالم بدخول عدوان كامل على شعب اختفت القيادة واختفت السلطات والمؤسسات آنذاك ولم يبقى إلا الشعب الكويتي وروحه على مدى 210 أيام تقريبا، كنا نعيش فيها الوحدة الوطنية بمعناها الحقيقي وبشكل عادي ولم نكن نتوقع أن نكرم عليها ولو حللنا الأوضاع الآن في الكويت أو في الخليج أو على ساحة العربية الإسلامية، الآن نحن متعطشون لتجدد الوحدة الوطنية.
بدوره، اكد د.خالد الصالح ان الوحدة الوطنية ليست أمرا تكامليا بل واجب على كل مواطن كويتي، لكن المشكلة أننا جميعا نستقي الوحدة الوطنية من مصادر مختلفة، ولذلك تختلف الأفكار، ولكن عندما يجتمع الشعب الكويتي على مبدأ ذي قيمة كبيرة هو أدب الحوار والتواصل والتناقش ومعرفة ما يسمى بأدب الخلاف تتقلص الفوارق وتصبح الخدمة الوطنية هي الأسمى في كل مجال، لافتا الى ان لقائنا الآن نقطة انطلاق مهمة جدا بين مجموعة من المثقفين في المجتمع الكويتي هدفهم أن يتناقشوا، يتحاوروا، يتعارفوا وعند ذلك يستطيعون أن يوحدوا رؤيتهم ويتجانسوا فيما استقوا منه المعلومات حتى نصبح جميعا في جبهة واحدة ضد من يحاول شق الصف الكويتي، مضيفا اننا جميعا ننتمي لهذا الوطن ونعشق ترابه ونتطلع لمستقبل نعيش فيه نحن وأبناؤنا وأحفادنا ونستطيع ضمان مستقبلهم ولن يحدث ذلك إلا إذا كنا جميعا في وحدة واحدة متآلفة قلوبنا.
حاجة ملحة
من جهته، قال الكاتب الصحافي ناصر العبدلي ان قضية الوحدة الوطنية لم تعد ترفا يتكلم فيها النخبة فقط بل أصبحت حاجة ملحة خاصة في هذه الأيام التي تشتعل فيها الحرائق حولنا في كل إقليم باسم الدين والمذهب والقبيلة ونكتوي بنارها في المنطقة، لافتا الى انه خلال السنوات الخمس الماضية ظهر بيننا من يعزف على وتر الطائفية، القبلية والمناطقية والعائلية من أجل الكراسي في الانتخابات، وأنتم تعرفون كيف طرحت مثل هذه الأفكار التي نختلف معها وتتعارض مع الوحدة الوطنية، وكيف أدت إلى انتكاسة على الصعيد الاجتماعي كما لاحظنا خلال الفترة الماضية، متمنيا أن نتجاوز هذه الأفكار التي أدت إلى تسميم الساحة السياسية أكثر من مرة، وأن نعود كما كنا وألا نخرب ما بنوه أجدادنا.
قامة وطنية
من جانبه، أشاد رئيس جمعية الإخاء الوطني موسى معرفي بالفقيد الراحل جاسم الخرافي ودوره الكبير في الإخاء الوطني، قائلا:« أقف أمامكم اليوم وقلبي يعتصر ألما وحزنا شديدا لفراق عزيز على قلوبنا، قامة وطنية أصيلة، صاحب ابتسامة صادقة مميزة، وقلب يفيء عشقا للوطن، وعقل سديد وحكمة صائبة ورمز من رموز الوحدة الوطنية تعلمت معه كثيرا.
وقال معرفي ان الشعب الكويتي منفتح على حضارات مختلفة، لذلك فان ما نحتاج اليه اليوم ان نرسخ القيم، والا تكون الوحدة الوطنية شعارا وانما عمل جاد ودؤوب، وهاجس كل غيور، ومسؤولية وطنية على عاتق كل مواطن شريف في هذا البلد المعطاء.
3 نقاط
من جهته، قال د.جاسم الخواجة: «ضرورة لفت الانتباه إلى الوحدة الوطنية والتأكيد على أنها المصدر الرئيسي للاستقرار وخاصة في ظل ما حدث وما يحدث في جميع أنحاء العالم وخاصة في العالم الإسلامي، أمر مهم يجب الاهتمام به، خصوصا من جمعيات النفع العام، داعيا الى عقد مثل هذه الاجتماعات باستمرار للتوعية، مبينا انه في علم النفس والاجتماع احد أهم مصادر الأساسية للوحدة الوطنية الاشتراك في اللغة والدين والمسكن، ورغم اشتراكنا في هذه النقاط الثلاث لكن لم تعمل على تقوية الوحدة الوطنية بيننا، ورأيي كمتخصص أن كل شخص يملك في قلبه الحب فهو يمتلك كل شيء ومن لا يملك الحب لا يملك أي شيء.
بدوره، قال العميد ركن محمد الصبر إن المسافة بين النظرية والتطبيق قد تبدو كبيرة وذلك هو الحال بين الشعارات والواقع ولا يعمل على تضييق هذه المسافة إلا المصلحون من الرجال وأولي الفضل من أمثال الرجل الفاضل د. فاضل صفر، مضيفا ان شعار اللحمة الوطنية التي نحن بصددها في هذا الملتقى الكريم إنما هو شعار عزيز على قلوبنا جميعا وغال على وجداننا ولكن كيف لنا أن نحوله إلى واقع ونضعه موضع التطبيق في حياتنا اليومية بعيدا عن الطائفية والحزبية والمذهبية والعرقية والقبلية والطبقية الاجتماعية؟ وكيف نكون أبناء وطن واحد نتعاون ونعمل يدا واحدة من أجل الحفاظ على هذا البلد وتعزيز بنيانه وسمو كيانه فهذه مفاهيم والقيم السامية لا ريب أنها تعتمل في صدورنا جميعا ولكننا لا نحتاج إلا الى آلية مشتركة بين جميع مكونات الشعب.وتطرق الصبر الى فقيد الكويت الراحل جاسم الخرافي ومآثره ومناقبه العالية، ومسيرته الحافلة بالعطاء طوال السنوات الماضية من عمره.
وفي الختام تحدث امين عام التحالف الاسلامي الوطني السيد حسين المعتوق مستذكرا المرحوم جاسم الخرافي الذي قدم للكويت الشيء الكثير، هذا الرجل الذي كان رجلا من رجالات الكويت الذي أسهم في حفظ الوطن واستقراره ووحدته وبنائه فهو يستحق منا كل التقدير والاحترام، تغمده الله بواسع رحمته.
دين الإنسانية والرحمة
وقال المعتوق ان هناك تنظيرا ضد الوحدة الوطنية بسبب الخلافات التي حدثت في عالمنا الإسلامي وبسبب الفكر التكفيري والتصادمي في عالمنا، وعلينا أن نشير إلى أن الله عز وجل طرح لنا الدين الاسلامي على انه دين الرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) من خلال الرسول الأعظم «صلى الله عليه وسلم» حينما ذهب إلى الطائف رموه المشركون عباد الأصنام بالحجارة وسال دمه من رأسه الشريف ومن قدميه المباركتين عندما جلس ليستريح فقال رب اغفر لقومي إنهم لا يعلمون، مضيفا ان الإسلام دين الإنسانية والرحمة والمحبة وليس في أجندة المفاهيم الإنسانية الانتقام من المجتمع البشري أو الإنساني، فالإسلام دين يؤيد احترام جميع الشعوب وجميع وجهات النظر وعلاج جميع المسائل بالرؤية الإنسانية ومن خلال بناء العقل وبناء الإحساس والرحمة في نفوس الناس، لافتا الى ان الأطروحات المتطرفة التي تنتمي لأي مذهب من المذاهب هي بعيدة كل البعد عن الإسلام ولا تمت للإسلام بصلة سواء طرحها اناس يدعون للتسنن أو يدعون للتشيع فهو بريء منهم، وأمثلة العلماء الصادقين من الشيعة والسنة الذين عملوا على الوحدة الإسلامية والوطنية في بلدانهم من أمثال علماء الأزهر الشريف وعلماء النجف الأشرف كسماحة آية الله العظمى السيد السيستاني حفظه الله، وهناك أمثلة رائعة تدعو للوحدة وللرحمة والتفاؤل، والله عز وجل يرحم الناس إذا أحبوا بعضهم، فالحب مسألة مقدسة، والرحمة، والقيم الإنسانية مسألة مقدسة فلا يمكن أن نتخيل شخصا قريبا من الله عز وجل وهو إنسان قاسي القلب وبعيد عن الرحمة.
وفي الختام، قامت الجهة المنظمة في الجمعية بتكريم المتميزين من رواد الوحدة الوطنية.
أسماء المكرمين في ملتقى الوحدة الوطنية
* المرحوم جاسم محمد الخرافي ـ ابنه أنور
* ابراهيم الشيخ
* ابراهيم البغلي
* ابراهيم عبدالله ابل وينوب عنه اخوه محمود ابل
* ايهاب العرادي
* احمد لاري
* احمد المليفي
د.بدر الدويش
* جواد بوخمسين وينوب عنه انور بوخمسين
* جواد قمبر
* جواد العطار
* د.جاسم الخواجة
* جمعة الباذر
* د.جعفر العريان
* خالد المنشرح
* خليفة الخرافي
* د.خالد الصالح
* حسين البيرمي
* حسين النقي مختار الدسمة
* د.سامي ناصر خليفة وينوب عنه اخوه عادل خليفة
* سعود العنزي
* سليمان حيدر
* صلاح العسعوسي
* صادق الجمعة وينوب عنه فيصل الجمعة
* عادل الفوزان
* د.عبدالرحمن العوضي
* عبدالحسين السلطان
* عبدالله الكندري
* عبدالله المفرح
* عبداللطيف الاستاذ وينوب عنه ناصر الاستاذ
* د.عبدالهادي الصالح
* د.عبدالمحسن الصايغ
* د.عبدالمحسن جمال
* علي فهد الراشد
* علي الجزاف
* شيخ علي الجدي
* علي البغلي
* علي القطان بوحسن
* عدنان عبدالله الموسى
* عمار كاظم عبدالحسين
* د.غانم النجار
* د.كوثر الجوعان
* د.فاطمة العبدلي
* الشيخة فوزية الصباح
* فيصل الشايع
* مال الله يوسف مال الله
* محمد هاشم الصبر
* د.معصومة المبارك
* موسى معرفي
* منى الفزيع
* منصور الهاجري
* د.نواف المطيري
* ناصر العبدلي
* د.ناصر صرخوه
* نبيل المسقطي
* هاشم تقي
* يوسف الشايجي