«داعش» أراد تنفيذ عمل إرهابي يهزّ الكويت قبل 20 يوماً وكلف الخلية بتفاصيل تنفيذه
المتهمون الأربعة الكويتيون والبدون وزعوا الأدوار بين مراقبة المسجد واستقبال المُفجّر الإرهابي ونقله إلى «الإمام الصادق»
اختاروا مسجد الإمام الصادق لاعتباره أكثر كثافة بالمصلين
أوقفت الخلية التي خططت وتعاونت معه وأكدت أنها ستلاحق خلايا نائمة كشف عنها الإرهابيون في التحقيقات
الإرهابي سعودي زار الكويت للمرة الأولى يوم التفجير فجراً
التعليمات بتنفيذ العملية جاءت من الخارج والمنفّذ قدم جواً
أعضاء الخلية شدوا من أزر الإرهابي خلال وضع الحزام الناسف حول بطنه وهنأوه بالشهادة التي تنتظره
ناقلو المواد المتفجرة غادروا الكويت بعد تسليمها مباشرة عائدين إلى السعودية
- السلطات السعودية أكدت تطابق عينات الإرهابي مع من تم الإعلان عن تنفيذه العملية
- مالك المركبة ذو فكر داعشي ومعلومات عن مشاركة أقارب له من الدرجة الأولى في تقطيع الرقاب
- أحد المتهمين بإيواء مرافق المفجر الإرهابي ممنوع من السفر لتطرفه والآخر سافر إلى بلدان يمكن من خلالها التسلل إلى أماكن تواجد «داعش»
- الشقيقان الكويتيان خضعا لبرامج تأهيلية لتجاوز الفكر المتطرف المترسخ فيهما وأحدهما أدين في قضية «أسود الجزيرة»
- المتهمون عاينوا المسجد لأكثر من أسبوعين قبل التنفيذ وحددوا الباب الذي سيدخل منه الإرهابي
- داعشيون تركوا لـ«البدون» الموصّل ومالك السيارة والكويتيين اختيار أفضل مكان لإحداث أكثر عدد من الضحايا
-
«الداخلية» أوقفت نحو 50 شخصاً قبل حلّ القضية والمزيد من الموقوفين قادم
المتهمون حاولوا تهريب ناقل الإرهابي إلى خارج البلاد وفشلوا للإجراءات الأمنية العاجلة
- امرأة ساهمت في ضبط الإرهابيين المشاركين والمخططين للعمل الدنيء بأوصاف المركبة
التواصل بين الداعشيين كان يتم في الغالب عبر الواتساب
الإرهابي مفجر نفسه لم يلتق من قبل ببقية أعضاء العمل الخسيس
الإرهابي القباع لم يغادر السعودية إلى العراق
الإرهابي مكث في الرقة حتى موعد التنفيذ وتحرك في الثانية عشرة وجال حول المسجد 3 مرات قبل ساعة الصفر
الإرهابي البدون وصديقاه الكويتيان هللوا وكبروا بعد أن علموا بأن الضحايا تجاوزوا الـ 13 قتيلاً مبدئياً
أمير زكي ـ هاني الظفيري ـ عبدالهادي العجمي- عبدالله قنيص ـ محمد الجلاهمة - بدر السهيل
مراحل تنفيذ العملية الإرهابية
٭الجناة أبلغوا عناصرهم في البلاد بنيتهم تنفيذ عمل «يهز الكويت» قبل 3 أسابيع
٭ مراقبة مسجد الإمام الصادق في الصوابر على مدى 3 أسابيع قبل حادث التفجير
٭ الاستقرار على استهداف المسجد عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين الجناة
٭ المتفجرات وصلت إلى الكويت عن طريق البر قبل 3 أيام من تنفيذ العملية
٭ الإرهابي منفذ التفجير لم يسبق له زيارة الكويت من قبل وحضر يوم الجمعة فجراً
٭ المخططون هنأو ا الإرهابي منفذ العملية بـ «الشهادة» قبل نقله للمسجد الساعة 12 ظهرا
في غضون أقل من 48 ساعة على وقوع التفجير الإرهابي في مسجد الإمام الصادق، وبعد مجهود جبار لأجهزة ورجال الأمن تمكنت وزارة الداخلية من فك كل خيوط الجريمة النكراء وإلقاء القبض على الخلية التي خططت وسهلت مهمة الانتحاري الإرهابي فهد سليمان عبدالمحسن القباع في تنفيذها بعدما كان قد وصل الى البلاد فجرا في نفس يوم الجريمة.
وممن تم توقيفهم مالك السيارة التي أقلت الإرهابي ويدعى جراح نمر مجبل غازي (بدون) وسائقها الذي تولى نقله ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود (بدون)، كما ألقي القبض على اثنين من أبناء مالك المنزل الذي كان يؤويهما وهما كويتيان وأحدهما كان متهما في قضية أسود الجزيرة.
وقال مصدر أمني لـ«الأنباء»، ان «البدون» مالك السيارة اعترف على «بدون» آخر هو من تسلم السيارة منه لكي ينقل بها الإرهابي، ولم تمض ساعات على ضبط مالك السيارة والتي كشفت التحقيقات عن أنه أحد الداعشيين والمتورطين في القضية وساهم ذلك في الكشف لاحقا عن كامل تفاصيل العمل الإرهابي الجبان وكيفية دخول المواد المتفجرة وأين أعدت وكيف دخلت هذه المواد ومن أعد ونفذ للجريمة وضبط الإرهابي الذي أوصل زميله المفجر وكذلك توقيف من قام بإيوائهما.
بيان الفرج
ففي الواحدة من بعد منتصف الليل، صدر بيان عن وزارة الداخلية أعلنت فيه عن تمكن أجهزة الأمن المعنية من ضبط سائق المركبة الذي تولى توصيل الإرهابي إلى مسجد الإمام الصادق وفراره بعد التفجير مباشرة، ويدعى عبدالرحمن صباح عيدان سعود من مواليد 1989، وهو من المقيمين بصورة غير قانونية، حيث عثر عليه مختبئا بأحد المنازل بمنطقة الرقة.
وقد أفادت التحقيقات الأولية بأن صاحب المنزل من المؤيدين للفكر المتطرف المنحرف، فيما تواصل أجهزة الأمن جهودها للتوصل لمعرفة الشركاء والمعاونين في هذا العمل الإجرامي والوصول إلى كل الحقائق والخيوط المتعلقة بهذه الجريمة النكراء.
يشار إلى أن وزارة الداخلية طوقت المنزل الذي كان يؤوي ناقل الإرهابي وبقية المشاركين معه وألقت القبض على البدون ومواطنين شقيقين هما ابنا صاحب المنزل واللذان يعتبران شريكين في الجريمة.
البيان الكاشف
وفي بيانها الثاني كشفت وزارة الداخلية عن هوية الارهابي القاتل وجاء فيه ان منفذ التفجير الارهابي بمسجد الامام الصادق بمنطقة الصوابر سعودي الجنسية يدعى فهد سلمان عبدالمحسن القباع، وانه دخل البلاد فجر يوم الجمعة الماضي عن طريق المطار وفي الظهيرة نفذ الجريمة.
ماذا تضمنت التحقيقات؟
وحول التحقيقات التي اجريت مع المتهمين وانتماءاتهم، قال مصدر امني ان المتهمين جميعهم لديهم فكر متطرف للغاية وان احد المتهمين الاربعة كانت لديه قضايا مرتبطة بأمن الدولة وهي قضية اسود الجزيرة وأنه وشقيقه تلقيا دورات تأهيل من الفكر المتشدد، وان احد اقارب البدون مالك السيارة من القيادات الداعشية والذي لديه مجموعة من الصور والمقاطع وصور لرؤوس مقطعة.
واشار المصدر الى ان التحقيقات مع المتهمين كشفت عن انهم تلقوا تعليمات من خارج الكويت تضمنت ان تنظيم داعش يريد القيام بعمل تهتز له الكويت، وذلك قبل نحو 20 يوما، وان المتهمين جميعهم تركت لهم مسؤولية اختيار المكان الامثل للتنفيذ وكذلك ساعة الصفر.
اختيار المسجد
ومضى المصدر بالقول: جلس المتهمون الاربعة البدون مالك السيارة و المتهم ناقل الارهابي (ف.ش) و(م.ش) واتفقوا فيما بينهم على اختيار مسجد الامام الصادق كمكان مناسب لتنفيذ العملية الارهابية، ومن ثم تم اخطار القيادات المتطرفة خارج الكويت بواسطة تقنية الواتساب وعبر البريد الالكتروني من خلال الهواتف النقالة.
وعاينوا المسجد لعدة مرات ولأكثر من اسبوعين لتحديد الباب الذي من خلاله سيدخل الارهابي وينفذ عمليته الإجرامية.
وصول المتفجرات
واشار المصدر الى ان اشخاصا موالين لتنظيم داعش في دولة مجاورة تم اخطارهم بما خلص اليه المدبرون للعمل الارهابي، حيث تم ابلاغهم بان المواد المتفجرة ستصل اليهم وان المواد المتفجرة سوف تصل حتى منزلهم وفي منطقة الرقة، حيث وصلت المواد المتفجرة قبل قرابة الثلاثة أيام في صندوق أشبه بصندوق عدة السيارات.
الرقة مكان لإخفاء المتفجرات
وأضاف المتهمون ان من تسلم صندوق المتفجرات هو البدون ناقل الإرهابي وتم الاحتفاظ بالصندوق المتفجر داخل المنزل بالرقة، ومن ثم غادر من سلم الصندوق البلاد حسب ما أفاد به الإرهابي البدون ناقل الإرهابي المتفجر، مؤكدا انه لا يعرف أي معلومات عن الأشخاص الذين نقلوا اليه الصندوق باستثناء انهم غادروا الكويت في اليوم نفسه الذي أوصلوا فيه المواد المتفجرة.
أكبر عدد من المصلين
واستطرد المتهمون في الاعترافات التفصيلية التي أدلوا بها أمام أجهزة وزارة الداخلية بأنهم سئلوا من قبل المخططين للجريمة وهم موزعون في دولة مجاورة وداخل العراق عن المكان الذي تم تحديده للتنفيذ، حيث تم ابلاغهم بأنه تم الاستقرار على مسجد الإمام الصادق وهو مسجد يرتاده أكبر عدد من المصلين وأبلغوا القيادات الداعشية بأنهم درسوا المسجد جيدا ليتم اخطارهم بأن شخصا سيأتي لتنفيذ هذه المهمة وحددوا لهم موعد وصول الإرهابي القباع.
مالك السيارة يعلم
وأشار المتهمون في التحقيقات معهم حسب المصادر الى ان البدون مالك السيارة كان على علم مسبق بما سيحدث وسلم سيارته الى البدون ناقل السعودي مساء الخميس، حيث توجه البدون الى مطار الكويت الدولي وانتظر منفذ العمل الإرهابي وذهب به الى منطقة الرقة، حيث كان صديقاه فهد ومحمد بانتظاره.
التحرك من الرقة 12 ظهراً
وكشفت التحقيقات مع ناقل الإرهابي البدون عبدالرحمن صباح عيدان انه أقل الإرهابي القباع الى منطقة الرقة ومكثا حتى الساعة الثانية عشرة ومن ثم توجها بالسيارة اليابانية الى محيط المسجد وجالا حول المسجد لـ 3 مرات قبل ان يدخل الإرهابي الى المسجد في عجالة ويفجر نفسه بعد ان دخل في أقل من دقيقتين.
الحزام الناسف حول البطن
وأشارت التحقيقات الى ان الإرهابي صباح عيدان هو من وضع الحزام الناسف حول بطن السعودي الإرهابي وهنأه هو ومرافقاه المواطنان بأنه سينال شهادة يتمنون أن يحصلوا عليها.
لماذا لم يكن التنفيذ محلياً؟
ولكن لماذا لم ينفذ اي من المتهمين الجريمة بنفسه، بدلا من ان شخصا من خارج الحدود ينفذ العملية الإرهابية؟ هذا السؤال رد عليه مصدر امني بالقول: تم توجيهه الى المتهمين فقالوا انهم كانوا يأملون الشهادة، ولكن هكذا طلب منهم، وكل ما يرد من تعليمات فمن غير الواجب المناقشة بشأنه، وانه يرجح ان يكون قادة التنظيم المتطرف لا يرغبون في ان يلحق الأذى البالغ بأسر المشاركين المخططين اعتقادا منهم بأن وزارة الداخلية لن تمسك بهم وبالتالي يمكن احتياجهم والاستعانة بهم في عمليات أخرى.
هللوا بالوفيات
وحول ما حدث بعد عملية التفجير، قالت المصادر استنادا الى التحقيقات: ان البدون العيدان وصل الى الرقة مرة اخرى بعد نحو 20 دقيقة، وكان في استقباله الشقيقان، ومن ثم أخذا يتابعان إحصائية الوفيات وهللوا حينما علموا ان الوفيات المبدئية بلغت 13 قبل ان يعلموا لاحقا بتزايد عدد الوفيات.
الهروب
كما كشفت التحقيقات عن ان المتهمين الكويتيين فكرا في ان يغادرا الكويت بعد أن ادركا انهما سيضبطان عاجلا أم آجلا، ولكن كانت وزارة الداخلية لهما بالمرصاد حيث تم ضبطهم جميعا.
يذكر ان أحد الشقيقين الكويتيين ممنوع من السفر لفكره الجهادي المتشدد وانهما اي الشقيقين يخضعان لدورات تأهيل في الفكر المتطرف تتبع وزارة الأوقاف.
الخيط المهم
وأشاد المصدر بسيدة كانت لها دور مهم في القضية حيث أبلغت عمليات الداخلية عن السيارة التي انزلت الإرهابي حيث قالت إنها رصدت شخصا ينزل مسرعا إلى داخل المسجد وعقب دخوله بدقيقة أو دقيقتين حدث التفجير المروع.
لم يحضر من قبل
وحول ما إذا كان السعودي الإرهابي المنفذ سبق وحضر إلى الكويت قال المصدر: لم يثبت انه دخل البلاد من قبل من واقع السجلات، وإنما جاء الى مهمة وحيدة، وهي التنفيذ أو تنفيذ العمل الإرهابي، وأن التحقيقات وكما سبق وذكر فهما من قاما بالتخطيط واختيار البدون مالك السيارة وشريكه ناقل الإرهابي والكويتيين.
الحذر في التواصل
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين طلب منهم أن يكونوا حذرين في التواصل بينهم وبين أعضاء التنظيم وكانت عمليات التواصل تتم عبر الواتساب كما تبين من تفريغ أجهزة الهواتف المتنقلة ان المتهمين كان لديهم تواصل مع داعش من العراق وسورية.
إلى ذلك، أكدت المصادر على أن أجهزة وزارة الداخلية أوقفت ما لا يقل عن 30 شخصا وربما أكثر من ذلك ويصل العدد حسب مصدر آخر إلى 50 شخصا مشيرة إلى أن أشقاء وأقارب مالك السيارة وكذلك اشقاؤه وأقارب البدون جميعهم القي القبض عليهم للتحقيق.
وإذا ما كانت وزارة الداخلية تأكدت من أن منفذ العملية الإرهابية هو من تم الإعلان عنه قالت المصادر نعم تم التأكد من خلال العينة التي سبق وأرسلتها الداخلية إلى السلطات السعودية حيث أكدت السعودية أنها للإرهابي القباع.
البحث عن 11
إلى ذلك كشف مصدر أمني آخر أن أجهزة وزارة الداخلية تبحث عن 11 شخصا يرجح أن قدموا الدعم لأعضاء الخلية.