- مركز الآراء الخليجية لاستطلاعات الرأي يؤكد: 91٫6% من المواطنين سعداء و64% يشعرون بالرضا
- ماجد التركيت: الشعور بالرضا من المؤشرات المهمة التي تسعى مراكز الإحصاء لقياسها
- 3.7% من الكويتيين ما بين غير سعداء وغير سعداء على الإطلاق
- الإناث أقل سعادة بنسبة قليلة من الذكور وأقل أيضاً رضاً عن حياتهن
أعدها للنشر: أحمد عفيفيالسعادة هي أن تملك ثلاثة أشياء، شيء تفعله، وشيء تحبه، وشيء تطمح إليه.
وقد قالت الفيلسوفة الأميركية آين راند: ان السعادة هي حالة من الإدراك التي تأتي من إنجاز قيمة.
فكلما كان الشخص قادرا على تحقيق شيء ذي قيمة كان أسعد الناس، أما الفيلسوف أرسطو فقد قال: ان السعادة هي المعنى والغرض من الحياة والهدف الكامل ونهاية الوجود الإنساني، وتكمن في الحكمة وليس السعيد في الدنيا مثل العاقل الحكيم.
والسؤال الأكثر بساطة: كيف تكون سعيدا؟ هل هناك زر في جسدك او عقلك بمجرد ان تلمسه يمنحك السعادة المرجوة؟ بالطبع لا، السعادة إذن مسألة نسبية، نرى مثلا إنسانا غاية في البساطة في معيشته، لا يدخر لغده القليل من المال الذي يطمئنه، يعيش يومه، يعمل ويجتهد قدر الاستطاعة، وإذا رجع لبيته بطعام أولاده فكأنه ملك الدنيا بما فيها، والعكس صحيح، فترى رجلا يملك من المال الكثير الكثير، لو عاش ألف عام فلن يخسر ماله من وفرته، يعيش عيشة رغدة، لا يريد شيئا إلا وجده بماله، ومع ذلك إذا نظرت الى وجهه وجدت عبوسا غير مبرر، وإذا سألته عن أحواله، ربما صدمتك إجابته، وتراه ينظر بعين الحسد الى من هو أقل منه عزوة وجاها ومالا، ولسان حاله يقول: خذ كل ما أملك وامنحني نصف ما تشعر به من سعادة.. السعادة إذن ليست في المال والجاه والسلطان.. السعادة في كلمة واحدة هي الرضا، ومثلما قال الشاعر المصري الكبير سيد حجاب «ومنين بيجي السواد.. من الطمع والعناد.. ومنين بيجي الرضا.. من الإيمان بالقدر..». اختصر الرجل الأمر كله وأوضحه في كلمتين، ارض بقدر الله خير وشره يأتك الرضا وتسكن السعادة جنبات قلبك.
مقدمة لابد منها قبل الدخول في تفاصيل دراسة قيمة بحق أعدها مركز الآراء الخليجية لاستطلاعات الرأي والإحصاء، تتحدث هذه الدراسة أو هذا التقرير ـ لا فرق ـ عن مؤشر الرضا والسعادة عند الكويتيين، ليتبين لنا ان 91.6% من الكويتيين سعداء، و64% منهم يشعرون بالرضا عن حياتهم بشكل عام، وان الكويت تحتل المرتبة الخامسة عشرة عالميا من حيث مستوى الشعور بالسعادة والمرتبة التاسعة من بين 52 دولة شملها المسح شعورا بالرضا وتأتي الثانية عربيا بعد قطر في الجمع بين التوأمين «السعادة والرضا».
يحدثنا ماجد عبدالله التركيت رئيس مجلس إدارة المركز وفريق البحث في البداية قائلا: يعتبر السؤال عن الشعور بالرضا والسعادة من المؤشرات المهمة التي سعت العديد من الجهات لقياسها، سواء من خلال حياة الرفاهية، أو توافر الضروريات والكماليات، ومنها السؤال المباشر عن مدى سعادة ورضا المستجيب عن حياته، لذا جاء السؤال عن مدى الشعور بالسعادة، والرضا عن حياتك، من ضمن أسئلة المسح الخاص بالقيم العالمية «world value survey»، والذي نفذ في أكثر من 100 دولة منذ انطلاق المشروع في ثمانينيات القرن العشرين، حتى وصل هذا المشروع لمرحلته السادسة مؤخرا والتي شملت الكويت لأول مرة، ونفذها مركز الآراء الخليجية لاستطلاعات الرأي، ليقدم معلومات قيمة نعرض بعضا منها في هذا التقرير الجديد للمركز، مستوى الشعور بالرضا والسعادة لدى الفرد في المجتمع الكويتي، واثر ذلك على علاقاته مع المحيطين به ودرجة اندماجه وتفاعله مع الآخرين، وانعكاسات ذلك على المجتمع الكويتي، مقارنة ببعض الدول العربية التي شملتها الدارسة من جهة ودول العالم المختلفة من جهة أخرى.
أما عن التقرير فقد كانت الأسئلة التي تضمنتها استمارة مسح القيم العالمي عن الرضا والسعادة هي: هل أنت سعيد في حياتك؟ وقدمت لهم خيارات الإجابة (سعيد جدا، سعيد، غير سعيد، غير سعيد على الإطلاق)، ثم سؤال: هل أنت راض عن حياتك؟ ولقد أعطيت الإجابات مقياسا متدرجا من 1 الى 10، بحيث يعني الرقم 1 أنك غير راض إطلاقا، ويعني الرقم 10 أنك راض بشكل كلي، ولقد تم تكويد بيانات الإجابات كالتالي: (رقم واحد غير راض إطلاقا، ومن (2 ـ 4 غير راض) و(5 ـ 6 محايد)، (7 ـ 9 راض) و(10 راض تماما).. وإلى تفاصيل التقرير:
شعور الكويتيين بالسعادة والرضا عن حياتهم:
بسؤال الكويتيين عن مدى شعورهم بالسعادة عن حياتهم، تبين ان الأغلبية العظمى يشعرون بالسعادة بنسبة 91.6% (50.3% سعداء، 41.3% سعداء جدا) في حين بلغ معدل عدم الشعور بالسعادة 7.3% (6.4% غير سعداء، و0.9% غير سعداء على الإطلاق)، وهذا يدل على أن الشعور بالسعادة بين الكويتيين مرتفع جدا.
ويأتي الشعور بالرضا ليعزز النتائج الخاصة بالشعور بالسعادة لدى الكويتيين، حيث ان الشعور بالرضا لا يمكن فصله عن الشعور بالسعادة، فقد جاءت إجابات الكويتيين على سؤال «هل أنت راض عن حياتك؟»، مواكبة لحد كبير للسؤال الخاص بالشعور بالسعادة، حيث اكد 63% من الكويتيين انهم راضون عن حياتهم (23.7% راض تماما، 39.3% راض)، مقابل 8.4% من الكويتيين غير راضين عن حياتهم (2.9% غير راض تماما، 5.5% راض تماما). هذا، وقد اخذ 28.5% من الكويتيين موقف الحياد، فلم يعبروا عن الرضا او عدم الرضا عن حياتهم.
وهذا يدل على ان اغلب الأشخاص من الكويتيين يشعرون بالرضا في المرتبة الأولى، ثم يأتي في المرتبة الثانية موقف الحياد، وأخيرا نجد باقي الاشخاص غير راضين عن حياتهم.
الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة لدى الكويتيين حسب النوع:
كان من الضروري التعرف على الفروق بين الذكور والإناث عن مدى الشعور بالسعادة، فتبين ان معدل الشعور بالسعادة لدى الذكور، بلغ 93.3%، (47.8% سعداء جدا، 45.5% سعداء)، اما بخصوص معدل الشعور بالسعادة لدى الإناث فقد بلغ 91.4%، (32.3% سعداء جدا، 59.1% سعداء)، وهذا يدل على ان معدل الشعور بالسعادة لدى الذكور اعلى من الإناث بنسبة 1.9%.
وبالنظر الى الشعور بالرضا عن الحياة لدى الكويتيين، كان يجب علينا ان نتعرف على مدى الفروق بين الذكور والإناث بالشعور بالرضا عن الحياة، ولذا اتضح من النتائج ان معدل الشعور بالرضا لدى الذكور بلغ 64.9%، (26.5% راض تماما، 38.4% راض)، اما بخصوص معدل الشعور بالرضا لدى الإناث فقد بلغ 60.5%، (18.9% راض تماما، 41.6% راض)، وهذا يدل على ان الشعور بالرضا لدى الذكور أعلى من الشعور بالرضا لدى الإناث بفارق 4.4%، لصالح الذكور، كما يمكن القول ان نتائج الشعور بالرضا لدى الكويتيين من الذكور والإناث جاءت متفقة الى حد كبير مع النتائج المتعلقة بالسعادة.
الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة لدى الكويتيين حسب العمر:
اتضح من نتائج استطلاع الآراء ان اغلب الاشخاص الذين يشعرون بالسعادة ممن تقل اعمارهم عن 30 سنة، حيث بلغت نسبة السعادة لديهم 93.1%، (42.1% سعداء جدا، 51% سعداء)، بالمرتبة الأولى، ويليها الاشخاص الذين ينتمون للفئة العمرية (30-49 سنة) بنسبة 91.3%، (41.6% سعداء جدا، 51% سعداء) بالمرتبة الثانية، وأخيرا الاشخاص الذين ينتمون للفئة العمرية 50 فأكثر بنسبة 90.7%، (40% سعداء جدا، 49.7% سعداء)، بالمرتبة الثالثة، وذلك يدل على انه لا يوجد فارق كبير في مستوى الشعور بالسعادة لدى الكويتيين حسب فئات العمر، على الرغم من ان هناك تناسبا عكسيا بين العمر والشعور بالسعادة.
كما جاءت نتائج الشعور بالرضا لتؤكد نتائج الشعور بالسعادة، حيث كانت نسبة الشعور بالرضا بين الكويتيين الأقل من 30 عاما هي الأكبر، حيث أجاب 63.9% منهم انهم راضون عن حياتهم (راض تماما 22.8%، راض 41.1%)، بينما بلغت النسبة في الفئة العمرية 30-49 سنة 63.6% (23.7% راض تماما، 39.9% راض)، وفي الفئة العمرية 50 سنة فأكثر 57.4% (25.8% راض تماما، 31.6%)، وهي نسب متقاربة الى حد كبير، ولكنها اقل من نسبة الشعور بالسعادة الى حد كبير، وهو شيء منطقي، حيث ان الانسان قد يكون سعيدا عما حققه في حياته ولكنه غير راض عنه بشكل كامل، لأنه لم يصل لمستوى طموحه بالكامل.
وعند المقارنة بين الشعور بالرضا «راض تماما» حسب فئات العمر، نجد ان هناك تناسبا طرديا بين الشعور بالرضا التام عن الحياة والعمر، فالكويتيون في الفئة العمرية 50 سنة فأكثر يأتون في المرتبة الأولى من حيث الرضا التام عن الحياة بنسبة بلغت 25.8% ثم الفئة العمرية 30-49 سنة بنسبة 23.7%، ثم الفئة العمرية أقل من 30 سنة بنسبة 22.8%.
الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة لدى الكويتيين مقارنة بالعالم:
وبمقارنة الشعور بالسعادة لدى الكويتيين بالآخرين على المستوى العالمي ـ الـ 52 دولة المشمولة في مسح القيم العالمي في موجته السادسة ـ جاءت نسبة شعور الكويتيين بالسعادة أعلى من متوسط الشعور بالسعادة على مستوى دول العالم المشمولة بالمسح، حيث بلغت النسبة 91.6% للكويت مقابل 83.4% على المستوى العالمي، وبزيادة بلغت 8.2% وقد احتلت الكويت المرتبة الخامسة عشرة عالميا.
وبقياس مدى الشعور بالرضا لدى الكويتيين ومقارنتها بالآخرين على المستوى العالمي الـ 52 دولة مشمولة في مسح القيم العالمي في موجته السادسة اتضح ان نسبة شعور الكويتيين بالرضا اعلى من متوسط الشعور بالرضا على مستوى دول العالم، حيث بلغت نسبة 63% لدولة الكويت مقابل 60.7% على المستوى العالمي بفارق 2.3% لصالح دولة الكويت، وهذه النتيجة جاءت متوافقة مع نسبة الشعور بالسعادة لدى الكويتيين مقارنة بدول العالم (المشمولة بمسح القيم العالمي).
الشعور بالسعادة «سعيد جدا» والرضا عن الحياة «راض تماما» لدى الكويتيين مقارنة بالعالم:
لقياس درجة الشعور بالسعادة من خلال حصر النتائج لمن عبروا عن كونهم «سعداء جدا» جاءت الكويت في ترتيب متقدم جدا، حيث احتلت المرتبة الثانية عشر عالميا.
وبالنظر الى درجة الشعور بالرضا لدى الكويتيين من خلال حصر النتائج لمن عبروا عن كونهم «سعداء جدا» ومقارنتها بدرجة الشعور بالرضا لدى دول العالم، احتلت الكويت المرتبة التاسعة بين دول العالم.
مؤشر السعادة والرضا لدى الكويتيين:
وعند محاولة التعرف على رضا وسعادة الكويتيين بشكل عام، تم إيجاد المتوسط العام لكل من درجة الشعور بالسعادة والرضا عن الحياة، حيث اتضح من النتائج ان 77.3% من الكويتيين يشعرون بالرضا والسعادة، وذلك يدل على مؤشر مرتفع، بينما نجد نسبة 14.8% من الكويتيين موقفهم محايد، وأخيرا نجد نسبة 7.9% لا يشعرون بالرضا والسعادة.
فريق إعداد هذا التقرير
رئيس مجلس الإدارة : ماجد عبدالله التركيت
المدير التنفيذي : د.سامر ابو رمان
المحلل الإحصائي : أحمد عبد الجواد
الباحث : أسامة رضوان