- خلال احتفال السفارة المصرية بالذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو المجيدة
- الخرافي: العلاقات الكويتية ـ المصرية في مستوى الشراكة الإستراتيجية القوني: «23 يوليو» امتد تأثيرها إلى العالم بقرار سياسي مستقل
- حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد على 3 مليارات دولار والكويت رابع أكبر المستثمرين في مصر
- الكويت تحتضن الجالية المصرية التي تأتي في المرتبة الثانية بين الجاليات المقيمة على أرضها
- ثورة يوليو دعمت حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق نهضتها دون احتلال أو استغلال
- المؤشرات تؤكد تحسن أداء الاقتصاد المصري بتحقيق الموازنة العامة أول فائض مبدئي منذ 15 عاماً
أسامة أبوالسعود
احتفلت السفارة المصرية في البلاد بالعيد الـ ٦٦ لثورة ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢، وذلك مساء امس الأول بفندق الميلينيوم بمنطقة السالمية وسط حضور حاشد من الوزراء والسفراء والديبلوماسيين وأبناء الجالية المصرية والمواطنين والمهنئين بالعيد الوطني لجمهورية مصر العربية.
بدوره، أكد وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة الكويتي ووزير الإعلام بالإنابة عادل الخرافي، أن العلاقات الكويتية - المصرية تاريخية وراسخة، مشددا على أن العلاقة بين البلدين ارتقت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية برعاية صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والرئيس عبدالفتاح السيسي.
وأشار الخرافي على هامش مشاركته في الاحتفال إلى أن تلك الشراكة الإستراتيجية تمتد إلى شتى المجالات، الســياســية، والثـــقافية، والإعــلامية، والعسكرية، والاقتصادية.
وأضاف أن العلاقة الأخوية بين مصر والكويت، شهدت عبر التاريخ العديد من صور التعاون الثنائي والتنسيق في المواقف والرؤى، مشيرا إلى أنه بهذه المناسبة، يستذكر أبناء الكويت بكل اعتزاز، حيث اختلاط دماء الشهداء من الشعبين الشقيقين في عدد من الحروب التي شهدها البلدان، خاصة 1967، و1973، وحرب تحرير الكويت.
وشدد على حرص الكويت على دعم وتعزيز علاقاتها المتنوعة مع مصر، على كل الأصعدة وفي كل المجالات، معربا عن شكره لسفير مصر لدى الكويت طارق القوني على دعوته الكريمة، وحسن الاستقبال.
وقدم وزير الدولة لشؤون مجلس الأمة تهانيه إلى الشعب المصري، بمناسبة احتفاله بالذكرى الـ 66 لثورة 23 يوليو، متمنيا لمصر قيادة وحكومة وشعبا دوام التقدم والازدهار، وأن يحفظ مصر «بيت العرب جميعا»، وأن يديم عليها نعمة الأمن والأمان، وأن تواصل جهودها في تدعيم الأمن والسلم العربي.
وتمنى الخرافي أن يدوم التكتل العربي بالشقيقة مصر، مهنئا الرئيس السيسي بحصوله على ثقة الشعب المصري لتحقيق المزيد من التعاون والأمن للبلدين الشقيقين.
حقبة جديدة
من جهته، ألقى السفير المصري طارق القوني كلمة خلال الحفل قال فيها: «يشرفني أن نحتفل سويا اليوم بالذكرى السادسة والستين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة.. تلك الثورة التي آذنت ببدء حقبة جديدة في تاريخنا المعاصر، حيث أعادت تقديم مصر للعالم كفاعل وشريك نشط لا يدخر جهدا لتحقيق الأمن والاستقرار الدوليين.
وأوضح السفير القوني أن ثورة ٢٣ يوليو مثلت مصدر إلهام للعديد من الدول في محيطيها العربي والأفريقي، وامتد تأثيرها إلى العالم بقرار سياسي مستقل وسياسات تسعى لإحداث التوازن المنشود في عالمنا، مع دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق نهضتها دون احتلال أو استغلال.
وتابع القوني قائلا: «إن مصر اليوم هي امتداد لذلك التغيير الشامل الذي أتت به ثورة يوليو وما أرسته من دعائم لدولة راسخة بعد أن أعادت صياغة علاقة المواطن بوطنه من خلال مبادئ تقوم على العدالة الاجتماعية ومشاركة المواطنين في بناء دولتهم ونهضتها، وتأسيس جيش قوي يحمي مقدرات الدولة ويقف رادعا لكل محاولات المساس بأمنها وسيادتها.
الفترة الرئاسية الثانية
وأضاف السفير المصري قائلا: «تعود إلينا الاحتفالات بثورة يوليو مصحوبة بأكثر من مناسبة سعيدة، فمنذ أسابيع قليلة احتفلت مصر ببدء الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبدالفتاح السيسي بعد تجديد الشعب الثقة به في استحقاق انتخابي كان محل إشادة من قبل المتابعين وبمشاركة أكثر من 24 مليون مواطن داخل مصر وخارجها، كما ان احتفالاتنا تأتي متزامنة مع الذكرى الخامسة لثورة الثلاثين من يونيو 2013 التي قامت بتصحيح المسار بعد أن سعت قوى الظلام إلى اختطاف إرادة الشعب وتهديد وحدته بل والتأثير على دور مصر المحوري إقليميا ودوليا.
مواجهة الإرهاب
ولفت إلى أنه لا يخفى على أحد ما مرت به مصرنا الغالية من تحديات خلال السنوات الماضية والتي زاد من جسامتها محيط إقليمي غير مستقر، وإرهاب يتربص بأمن الوطن ومصاعب اقتصادية غير مسبوقة، غير أن ما حققناه من إنجازات خلال فترة وجيزة يدعو للفخر، وهي إنجازات ما كانت لتتم إلا بالجهود الاستثنائية للقيادة السياسية، مدعومة بشعب صلب وبرجال القوات المسلحة والشرطة البواسل المستعدين دائما للتضحية والعطاء.
برنامج الإصلاح الاقتصادي
وأردف القوني قائلا: «إن ما يتحقق من نتائج يوما بعد يوم يثبت أننا نمضي في الطريق الصحيح وتشهد على ذلك التقديرات الإيجابية للمؤسسات الدولية حول كفاءة برنامج الإصلاح الاقتصادي، كما تتوالى المؤشرات عن تحسن أداء الاقتصاد بتحقيق الموازنة العامة أول فائض مبدئي منذ 15 عاما للعام المالي 2017/2018، وارتفاع احتياطي النقد الأجنبي إلى مستوى قياسي بلغ 44.3 مليار دولار، فضلا عن القفزات الكبيرة في استكشافات الغاز والبترول مع حقل ظهر للغاز وغيرها، إضافة إلى تحسن مؤشرات السياحة وإيرادات قناة السويس، وخلق المزيد من فرص العمل، لاسيما في إطار المشروعات القومية الكبرى بإنشاء المدن الجديدة وفى مقدمتها العاصمة الإدارية والتحديث المستمر للبنية التحتية.
برامج حماية اجتماعية
وتابع قائلا: «غير أن ما تقدم لا يعنى أن نركن إلى الراحة، فلازال أمامنا الكثير من العمل كي نصل للهدف الذي نطمح إليه والذي حدد معالمه الرئيس السيسي في خطاب التنصيب باستكمال بناء دولة حديثة مع إعطاء أولوية لقطاعي التعليم والصحة، والإسراع بخطى الإصلاح على جميع المستويات بجانب التصدي للمخاطر الأمنية التي تحيط بالدولة، مع إنشاء شبكة متكاملة من برامج الحماية الاجتماعية.
سجل حافل
واستعرض السفير المصري تاريخ العلاقات بين مصر والكويت، حيث قال: «منذ 57 عاما تأسست العلاقات الديبلوماسية الرسمية بين بلدينا بعد نيل الكويت استقلالها مباشرة، ولكن سبق ذلك التاريخ سجل حافل وممتد من التعاون الثقافي والتعليمي وزيارات متبادلة للنخب السياسية والتنويرية في كلا البلدين، كما تلاه تكاتف وتلاحم لحد امتزاج الدماء في الأوقات العصيبة من تاريخهما مثلما شهدنا في بطولات أبنائهما المشتركة في حربي أكتوبر 1973 وتحرير الكويت 1991.
علاقات وطيدة
وأضاف قائلا: «ولقد كانت السنوات الأخيرة جلية للعيان على مستوى العلاقات الأخوية الوطيدة بين مصر والكويت، فلا تنسى مصر قيادة وحكومة وشعبا المواقف المقدرة لصاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت الداعمة لمصر واختيارات شعبها، كما لم ينقطع التواصل المكثف بين البلدين من أجل إعادة الاستقرار للمنطقة وحل أزماتها مدعوما بتقارب في وجهات النظر يصل لحد التطابق في رؤى البلدين حيال القضايا الإقليمية والدولية.
مستوى الطموح
وتابع السفير القوني: «كذلك فقد ثبت لي أن العلاقة بين البلدين لا تعرف حدودا أو قيودا، وليس أدل على ذلك من الزيارات المتبادلة للمسؤولين منذ عام 2014، والتي بلغت خمس زيارات أميرية ورئاسية آخرها زيارة سمو الأمير لمصر في 2015 وزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت في 2017 ناهيك عن عشرات الزيارات الوزارية ودون الوزارية، ووصول حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى ما يزيد على 3 مليارات دولارا، وكون الكويت ثالث أكبر مستثمر عربي ورابع أكبر المستثمرين الأجانب في مصر، إضافة إلى احتضان الكويت لجالية مصرية تأتى في المرتبة الثانية بين الجاليات الأجنبية، ورغم أن هذه العلاقات تعد نموذجية لأي رئيس بعثة ديبلوماسية إلا أنها تخلق تحديا في دفعها إلى آفاق أرحب خاصة في المجال الاقتصادي الذي أرى أنه لم يصل بعد إلى ما يرضي طموح الجانبين.
مجلس التنسيق مع السعودية ليس بديلاً لـ «التعاون»
الجارالله: اللجنة الكويتية ـ المصرية المشتركة تنعقد نهاية العام بالكويت
أعرب نائب وزير الخارجية خالد الجار الله عن سعادته الغامرة لمشاركة الأشقاء المصريين احتفالهم باليوم الوطني قائلا: «سعيد جدا بمشاركتي مع أشقائي في مصر العزيزة والحبيبة هذه الذكرى الوطنية وهي ذكرى ٢٣ يوليو وهي الثورة التي فجرت مشاعر العرب الوطنية.
وأضاف الجارالله على هامش احتفال السفارة المصرية بذكرى ثورة يوليو: نهنئ الشعب المصري الشقيق والقيادة السياسية بهذه المناسبة ونتمنى لهم دوام العز والاستقرار ودوام الازدهار ونتمنى للقيادة المصرية كل التقدم وللرئيس السيسي طول العمر والصحة وان يقود مصر من نصر إلى نصر.
وفي رده على سؤال يتعلق بزيارة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إلى الكويت أكد الجارالله ان الزيارة تأتي في إطار التشاور والتنسيق والتوقيع على مجلس التنسيق المشترك بين الكويت والمملكة.
وأضاف ان هذا المجلس معني بأطر التعاون ويسعى لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.
وحول ما إذا كان المجلس سوف يدرس إعادة تشغيل حقل النفط الحدودي بين البلدين قال الجارالله ان هناك اتصالات وبحثا متواصلا مع الأشقاء في المملكة فيما يتعلق بالمنطقة المقسومة «وسنصل الى اتفاق ان شاء الله»، موضحا ان زيارة الوزير الجبير تنحصر فقط في التوقيع على مجلس التنسيق.
ونفى الجار الله أن يكون مجلس التنسيق بين الكويت والمملكة بديلا لمجلس التعاون، مؤكدا في الوقت ذاته أن هذا المجلس التنسيقي يعد أحد أهم روافد الدعم لمجلس التعاون الخليجي.
وحول اجتماع الحكومة والبرلمان لدراسة الأوضاع في العراق قال الجارالله ان رئيس مجلس الوزراء بالإنابة وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد اجتمع مع النواب برئاسة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، حيث تم استعراض آخر التطورات في العراق والمنطقة بشكل عام، حيث تم بحث الرؤى المشتركة لمعالجة تلك الأوضاع. وفيما يخص مواعيد اللجنة الكويتية ـ المصرية المشتركة أكد الجارالله انها ستعقد نهاية هذا العام بالكويت.
الحمود: نتمنى دائماً النجاح والتوفيق لمصر العزيزة قيادة وشعباً
هنأ محافظ الفروانية الشيخ فيصل الحمود الأشقاء في مصر قائلا: «نتمنى دائما التوفيق والنجاح لمصر العزيزة قيادة وشعبا». ولفت الحمود في تصريحات للصحافيين على هامش الحفل إلى ان هذا الاحتفال بعيد ثورة ٢٣ يوليو هو خير تعبير عن مستوى العلاقات الكويتية ـ المصرية.
وقال الحمود باسما: «داعبت سعادة السفير خلال الحفل وقلت له ان هناك العلاقات الفروانية الصعيدية الخيطانية».
وتابع قائلا: «الحمد لله الأمور كلها طيبة ونتمنى التوفيق دائما لبلدينا الكويت ومصر والشعبين الكريمين».
الكشري كان حاضراً في احتفال السفارة المصرية
مثل كل احتفالات الشعوب بتقديم أشهى مأكولاتها الشعبية كجزء من تراث كل دولة وعشق أهلها لأنواع خاصة من المأكولات كان الكشري المصري بـ«الدقة» المميزة حاضرا على مائدة السفارة المصرية خلال احتفالاتها بعيد ثورة 23 يوليو المجيدة.
وحرص نائب وزير الخارجية خالد الجارالله والسفير المصري طارق القوني وجمع كبير من الحضور على تذوق الكشري المصري بتنوع خلطته وطيب مذاقه.
ومن بين مئات الأطعمة التي كانت حاضرة في فندق الميلينيوم طغى طعم الكشري على سائر المأكولات الأخرى وعبر الحضور عن سعادتهم بـ«طبق الكشري» المصري بخلطته السحرية اللذيذة.