زينب أبوسيدو
تربية الطفل وتشجيعه على الدراسة وتنمية مواهبه وشخصيته ليست أشياء بسيطة يمكن المرور عليها مرور الكرام، بل تحتاج إضافة إلى المهارات الطبيعية التي تتحلى بها كل أم وكل أب الى إرشاد وثقافة وإطلاع ليكون سلوكنا مع أطفالنا صحيحا ومثمرا ويحقق أهدافنا العميقة بأن نرى أبناءنا سعداء وناجحين وعناصر إيجابية مبدعة في مجتمعها. كما اننا لا يمكن ان نفصل تربية الأطفال عن صحة البيئة الأسرية التي يعيش فيها الطفل ويتنفس هواءها ومشاعرها وقيمها ويأتي على رأس هذه البيئة علاقة الزوجين (الوالدين)، فإذا ما كانت هذه العلاقة أساسها المحبة والتعاطف والتراحم انتقل هذا الى نفسية الطفل وسلوكه وانعكس عليه هدوءا وثقة بالنفس وتوازنا. وفي حال كانت علاقة الزوجين متوترة تسودها الخلافات أثرت على الطفل وجعلته في عالم من التوتر والضياع والبؤس النفسي. «الأنباء» استضافت د.حسن عيدي الاستشاري النفسي والتربوي في المركز الكويتي للاستشارات النفسية والتربوية ليتلقى اتصالات القراء وأسئلتهم واستفساراتهم، وفي إجابته عن أسئلة القراء استعرض د.عيدي جملة من المشكلات التربوية والأسرية وقدم نصائحه للأمهات حول التعامل الصحيح مع أبنائهن الطلبة خلال أوقات الامتحانات، كما تطرق الى عدد من الإشكالات التي يواجهها الآباء والأمهات، كالتبول الليلي والخجل عند الأطفال وتأثير الألعاب الإلكترونية وكيفية ترغيب الطفل في القراءة، كما تطرق الى ما يتركه تأثير الخادمات على الطفل من سلبيات نفسية وسلوكية، ناصحا بشدة بفصل الخدم عن تربية الأطفال، وكذلك بمحاولة إبعاد الأطفال عن الوجبات السريعة والطعام غير الصحي.
د.حسن عيدي استشاري نفسي وتربوي حاصل على دبلوم في الطب النفسي من الاسكندرية ويواصل دراساته العليا في لندن وله مؤلفات تحت الطبع، يقضي أوقات فراغه مع ابنائه وابناء العائلة في عدة انشطة ابتدعوها قبل اربعة اشهر تقريبا ومنذ بداية العام الدراسي الجديد، وتأخير افتتاح بعض المدارس بسبب انفلونزا الخنازير، فقرر مع الأولاد والعائلة ان يستغلوا يومهم منذ بدايته، فيقومون بعد صلاة الصبح بممارسة احد الأنشطة الرياضية الى ان يحين موعد صلاة الظهر والغداء، بعدها يقومون بجولة اخرى مثل زيارة المناطق. ويخططون مساء وعلى وجبة العشاء لما سيقومون به في اليوم التالي، ومع الوقت لاحظ ان الأولاد لا يتجهون لمشاهدة التلفزيون من كثرة الأنشطة التي يمارسونها فقرروا عدم مشاهدة التلفزيون، وبدأ بعض الأولاد ممارسة موهبة الرسم، وبعضهم اتجه الى تنسيق الحديقة وزراعة بعض الخضار والفلفل والطماطم والفجل والبقدونس، فسعدوا بهذا الجانب الى جانب اهتمامهم بالحيوانات، فخرجوا من إنجاز إلى آخر وعملوا مجلة صغيرة، كتبوا بأقلامهم صفحاتها، واطلقوا على كل منهم لقبا بجانب اسمه.محمد: كيف يمكن إقناع الطفل بأهمية الدراسة لإيجاد دافع ذاتي لديه؟
نلاحظ في هذه الأيام ان الأولاد لا يحبون الدراسة وهو ما تعاني منه بعض الأسر ويعود ذلك الى طريقة التدريس في وطننا العربي، فهي مازالت غير صحيحة ولا تتماشى مع نفسية الطالب.
فالبداية الصحيحة تكون بتحرير معلومة معينة في اي درس من العلوم وعلى الطالب ان يصل الى الاستنتاج الذاتي عن طريق عقله، عندها سيكون لديه دافع لحب المدرسة، وعلى المدرس ان يدعم الطالب ويسانده، ويرى اين مستوى ذكائه، فالوالدان عندما يحلون الواجبات للطالب يرتكبان خطأ جسيما في حقه لأنهما يقيمان حاجزا ضد هذا الطفل وضد سعادته، فالطفل لديه نوعان من السعادة: سعادة اللعب والسعادة الكبرى عندما يكتشف العلوم والمعرفة وقيم الحياة.
منيرة: ما النصائح الأساسية للأمهات أثناء فترات امتحان أبنائهن؟
أول خطوة وأهمها ان تبتعد الأم عن القلق ويكون وجهها متفائلا سمحا مشجعا مهما كان شعور الولد وإحساسه، الخطوة الثانية ان تترك الولد يكتشف الحياة ويكتشف قدراته، بعدها من المهم ان يغير الولد نفسه ويكتسب مهارات الحياة وليس مهما الدرجة او الامتحان، المهم ان يعرف قوانين الحياة، وكيف يستخدم ذكاءه وكيف يدير الوقت.
أوقات للدراسة
لولوة: هل هناك طرق للدراسة او أوقات معينة يدرس فيها التلميذ لترسيخ ما يقرأه في الذاكرة؟
نعم هناك أوقات مهمة لترسيخ المعلومة وخاصة في الصباح الباكر، لكن يفضل النوم ساعات كافية ويكون عميقا فإذا عاش هذه التجربة يوميا سيكون تحصيله جيدا، فقد ثبت بالأدلة العلمية إن المخ يعيد تنظيم المعلومات ويركزها أثناء النوم، وكذلك يبثها في الذاكرة، بمعنى أن النوم العميق المريح يذاكر للطالب اتوماتيكيا وهذه الإبداعات هي من نعم الله علينا أن أعطانا هذا المخ الذي يبدع في اليقظة ويبدع أثناء النوم.
مطلق: التشبه بالجنس الآخر يظهر في فترة معينة، ما هذه الفترة أي متى نلاحظ هذا الانحراف في شخصية الطفل؟ وماذا يفعل الوالدان إزاء هذه الحالة؟
البداية تتكون منذ الصغر عندما يلتقط ويستقبل هذا الطفل الصغير الصورة الأولى للذكر أو للانثى بمعنى أن هناك ام طريقتها وكلامها وحركاتها الجسدية انثوية مبالغ فيها، بالاضافة الى غياب صورة الرجل في ذهن هذا الطفل، كون الاب من الأباء الهادئين جدا أو المسالمين فهناك صورتان ضد الطبيعة، الرجل لا يمارس دور الرجولة الراقية وهناك امرأة تمارس دورها الانثوي اكثر من الرجل بأنوثتها وحركاتها وسيطرتها على كل الاوضاع في الاسرة، في الصغيرة والكبيرة، ونجد هذا الولد يلتصق بأمه ويخزن صورتها فيجد أنها هي الصورة المهمة والفعالة هي الصورة التي غالبا ما تنجز ما تريد، والأب لا يصطحب ابنه معه الى الخارج في قضاء حاجات المنزل أو في الذهاب إلى الديوانيات أو الرحلات، فهذه الصورة معدومة، لذلك ينشأ الخلل وعدم التوازن من خلال هذه الصورة.
أحيانا الاستعداد الهرموني عند الطفل يساعد، لكن المهم هو الصورة الأولى، فبعض الشباب نراه وسيما وناعما وهادئا، ولكنه رجل يكمل حياته كرجل.
فهذا هو السبب وعندما يكبر الشاب يستعين ببعض الادوية وبعض أصحاب السوء الذين يحبون أن ينضم الى مجموعتهم كجنس ناعم، وهنا الولد تأتيه افكار ومصطلحات وقيم الجنس الثالث تناصره وتسانده وتسمم أفكاره أكثر بإقناعه بأنه كولد لا ينفع ولا يصلح أن يكون عنصرا فعالا في المجتمع، وسوف يفقد شخصيته، لكنه من خلال كونه امرأة سيكون منتجا وناجحا ويستطيع ان يستمتع بالحياة أكثر.
فيتذكر الصورة الأولى وهكذا، فينشأ ويستمتع بأن يكون امرأة وبعدها لا نستطيع ان نزيل هذه الافكار، والصورة الأولى التي تكون لديه، والامثلة كثيرة فبعض الاباء سجنوا ابناءهم، ومنعوهم من الخروج من المنزل لعدة اشهر وحلقوا شعورهم، واستخدموا العنف معهم، واشتكوهم للجهات الامنية كالمخفر وغيره، ونحن كاخصائيين كنا نسأل الشاب: هل أنت تريد أن تكون رجلا؟ وكانت إجابته الرفض وبأنه يريد أن يكون امرأة.
فعلى الأباء والامهات ان يعرفوا مقومات شخصية الطفل الذكر، وما يحتاجه من قوانين الحياة الطبيعية التي يحبها ويكون صورة حقيقية طبيعية بأنه رجل وكذلك بالنسبة للطفلة الانثى فهناك مقومات ومستلزمات، وحتى العاب معينة، وحوار معين وتفكير معين لهذه البنت، حيث ترسخ وتكون الصورة الحقيقية لها، والتي تشكل نصف المجتمع وهي شخصية مهمة وضرورية وطبيعية لتكوينه.
الألعاب الإلكترونية
موضي: ما تأثير الألعاب الإلكترونية على الطفل، ولاسيما أن بعض الأطفال يقضون اوقاتا طويلة أمام هذه الألعاب.
هناك نشاط ومجهود ذهني وهناك نشاط ومجهود بدني يجب أن نعرف أن التوازن بين النشاطين البدنى والذهني ينتج انسانا سعيدا منذ بدايات الطفولة الأولى، بأن نحرر له نشاطا ذهنيا ونحرر له نشاطا آخر بدنيا لكي يعرف ويدرك ان هذين النشاطين مهمين وضروريين لحياته عندما يكبر ويكون في سن تسمح له بممارسة الالعاب الالكترونية.
فاللعبة الرياضية أيا كان نوعها يجب ان ندخلها مع هذا الجهاز الالكتروني الذي اشتريناه لأول مرة لطفلنا ونخبره بأن له وقتا يسعد فيه بهذه اللعبة الالكترونية وله وقت آخر لاصطحابه الى النادي لممارسة السباحة وغيرها من الالعاب فالطفل سوف يسعد بهذا النشاط الذهني والبدني وعندما يمارس هذا النوع من النظام المحب له سوف يكون سعيدا اكثر وقادرا على ان ينظم حياته ووقته بين النشاط الذهني وبين النشاط البدني ونكتشف مع الوقت ان الطفل بطبيعة تكوينه يحب ويميل أكثر للنشاط البدني.
والاسر التي لم تتخذ الخطوات الصحيحة النفسية منذ بدايات تكوين الطفل، الذي يلعب ساعات طويلة جدا بالالعاب الالكترونية يجب ان ندخل في حياة هذا الولد الحوار باقناعه بأن هذه الطريقة لن تفيد ونفتح ذهنه على ان السعادة ممكن أن يحصل عليها من طرق كثيرة ومن انشطة اخرى غير الالعاب الالكترونية التي تأخذ من وقته ساعات طويلة.
خجل الأطفال
ناصر: الخجل عند الطفل ما علاجه، فابني يحب الانزواء بنفسه ويحب مشاهدة التلفزيون، ولا يحب النزول الى اللعب مع أقرانه او اخوانه؟
كم عمره؟
4 سنوات؟
هل كنت تشعر بالخجل وانت صغير او امه كانت خجولة؟
نعم ولكن ليس كخجل ابني، اي كان عندنا حياء وليس خجلا.
اولا لا تقل لابنك لا تستحي، لا تخجل، او سلم على فلان او كلم علان، لا تدفعه دفعا لذلك، فهذه الكلمات عليك الا تستخدمها معه وكن طبيعيا معه، فهو بنفسه سينقذ نفسه من الخجل وهذا مبدأ عام، واريد ان اسألك: هل ضربته يوما ما؟
قد اكون ضربته مرة او مرتان.
لا يا عزيزي لا تضرب الطفل، ابتعد عن العنف ولا تنهره فقد يكون سبب خجله انتم الكبار وعليكم ان تعلموا ان الطفل لابد ان يخطئ، اعطه فرصة يكتشف الحياة وعلق على فعله بأنه جيد او غير جيد فقط دون تعنيف وشجعه باستمرار، ولا تدفعه لأن يسلم على احد.
انا توقعت عندما اقول له سلم على جدك او عمك انني ادفعه في الاتجاه الصحيح وأبعد عنه الخجل؟
هذا لا يفيد، تخيل انك ذاهب للديوانية ولا تريد ان تشارك بعض الاصدقاء في لعبة او حديث وطلبت منك ان تشارك ورفضت فأنت ستبتعد عني بشكل مباشر.
اخشى ان يكون عنده توحد؟
هل عنده توحد؟
لم اعرضه على طبيب.
عامل ابنك على ان لديه شجاعة ادبية وليس خجلا، وانه عبقري في الحديث، واجعله يتدرج في الحياة درجة درجة.
ربما أنا اشعر بذلك لان اقرانه اجتماعيون؟
لا تقارن ابنك بأي شخص من اقرانه، وعامله على انه ذكي وعبقري والشيء الثاني ان يكون الطفل عنده انجاز، اي تكون عنده ساعة يلعب فيها بألعابه وحده ثم تحاول انت اللعب معه وتحضنه وتجعل جسمك يلامس جسمه، وتسلم عليه حتى لو 5 دقائق، ولا تدللـه كثيرا من خلال الالعاب الكثيرة، بل اجلب له العابا مفيدة تنشط ذهنه، وانا اعطيك اقتراحا جميلا.
ما هو يا دكتور؟
انت تعرف جيدا قوانين الحياة مثل الصبر، مساعدة الاخرين، والتلفظ بألفاظ جميلة، قل لطفلك الصبر قانون من قوانين الحياة ولا تقل ابني لا يفهم هذا الكلام، ابني صغير، وفي وقت آخر قل له ان الذكي هو من يستخدم ذكاءه في هذه الحياة ولا نعتقد ابدا ان الطفل لا يفهم، واذا سمعت كلمة جميلة عن الرسول صلى الله عليه وسلم في التربية فأسمعها له، واشتر له سبورة بيضاء وكل اسبوع اكتب له جملة مفيدة واقرأها.
التعامل مع الطفل
هل كثرة الالعاب مفيدة ام تعتبر من الدلال الزائد؟
اذا رأيت انسانا عنده ساعات يد كثيرة او تلفونات نقالة متعددة فستجده متضايقا من الداخل، لذلك اجعل الالعاب في المناسبات ودائما احرص على محاورته فابنك عمره 4 سنوات وبعد سنتين لن تستطيع ان تربي فيه اي شيء فالتربية تبدأ من سنة وسنة ونصف فهو يراقب تصرفاتك وتصرفات والدته ومن حوله، فيكتسب من كل من حوله، وبعد ذلك يتعلم من اقرانه في المدرسة، فتربية اولادنا تعتمد على الحوار بالدرجة الاولى بدلا من ان نعطي محاضرات وكلمات بسيطة فقط، قل له انا احب ان اراك سعيدا واذا رأيته زعلان فقل له: عزيزي الحياة بها بعض الحزن، اي يجب ان تتكلم وتشاركه عندما يكون سعيدا او حزينا وألا يكون الحوار اكثر من دقيقة او دقيقتين، ودعه يعبر ويتكلم اكثر منك لانه مازال صغيرا.
نفترض انك دخلت البيت ورأيته يلعب مع اخيه وهو سعيد، او يلعب وحده او مع امه، ابدأ بالحوار معه مثلا قل له: «يا ولدي اللي قاعد تسويه هذا وايد شي حلو»، واذا صارت اي مشكلة تنفس تنفسا عميقا وكن هادئا ثم تكلم مع ابنك وحاول قلب المشكلة من سلبية الى ايجابية.
التبول الليلي
نعمة: التبول الليلي للطفل غالبا ما يكون سببه نفسيا ما اسبابه؟ وكيف نتعامل معه؟
التعامل النفسي مهم جدا فيجب الا نذكر الطفل بأنه شخص ناقص او أنه غير عادي او انه غير سليم وأن نتعامل مع نفسيته تعاملا مريحا علميا بحيث نشعره بأننا نحبه، ونقبله ونحضنه كسائر الاطفال، نهتم بهواياته وتطلعاته ونكتشف ذكاءه الخاص به وننمي هذا الذكاء على شكل هواية وعلى شكل نشاط يمارسه، بحيث يتقدم وينجز وينجح في هذا النشاط الذي يحبه ويفضله لكي يكتشف الاسرة والعالم من حوله بقدرته على تحقيق بعض الانجازات الخاصة به ونبتعد عن تذكيره بمشكلة التبول اللاإرادي او الليلي، لكن فقط نتعامل مع هذه المشكلة بأن لها حجما معينا وليست مصيبة.
خديجة: هل هناك نصائح للمرأة لتحافظ على حب زوجها لها؟
المرأة لها رصيد عاطفي تكويني طبيعي، فقط عليها ان تنتبه كيف تستغل هذا الرصيد العاطفي تجاه زوجها الذي تحبه ودائما تذهب الى الجزء الجميل والمفيد في عقله وتترك الجزء السيئ فيه.
تستخدم الهدوء والصبر وتبتعد عن اثارة اي نوع من المشاكل ولا يوجد مانع بعد ذلك أن تمرر له مطالبها العاطفية بحنان وهدوء وبصوت منخفض، فمن تأثيرات هذه الرحمة وهذا الحوار الخفيف يرتاح الرجل وحتما يؤثر عليه مستقبلا لأنه يشعر بالذنب، ويجعله يتجه الى طريق الرقة والمحبة، فلنجعل المزاح والملاطفة في حياتنا الزوجية تكون احلى واجمل من القسوة والجفاء.
غياب الأب
حنان: المرأة المطلقة، هل عليها أن تتعامل مع طفلها بأساليب خاصة لتخفيف وطأة غياب الأب؟
لا أحبذ ولا أشير ولا أميل الى ان تتعامل المرأة المطلقة مع ابنها بما يسمى التعامل الخاص بسبب حالة الطلاق، فدعوة مني لجميع المطلقات والمطلقين بأن نتفاءل ونستشعر راحة البال ونشكر الله على ان أهدانا هذا الولد أو هذه البنت وان نتعامل معهم بشكل طبيعي، وبكل انسانية وبحوار مفيد ونجعلهم يكتشفون الحياة بطريقة تسعدهم، وان عليهم ان يعتمدوا على أنفسهم في إنجاز أعمالهم، وحل المشاكل التي تواجههم فيكونون اكثر ثقة بالنفس ويتدربون على مهارات الحياة التي تساندهم وان يعرفوا كيف يختارون الأشياء التي تريح بالهم وان عليهم ان يكونوا رحماء وأقوياء وفي بعض الحالات فقط على الأم المطلقة ان تمرر لابنها قوانين الحياة وتذكر له بعضا من قيمها، عندما تواجهه بعض المشاكل وان نتخلص من حالة القلق والندم ولماذا حصل الطلاق وكان يمكن ان يحصل هذا بدل هذا وكل الكلمات السلبية التي تسبب القلق والاكتئاب والندم وان نكون أبناء اليوم وان نمارس الرياضة وألا نجعل هذا الطلاق يتسبب في هبوط ونزول نفسيتنا بل على العكس يجب ان نأخذ منه انطلاقة الى المستقبل، وان ننعم بحياتنا، وان نشكر الله على جميع النعم التي نمتلكها ونمارس حياتنا بهدوء وبروية، وبطبيعية وأن نعرف كيف نستخدم ذكاءنا.
رشيد: خلال الاحتفالات الأخيرة خرج الكثير من المراهقين الى الشوارع وأحدثوا فوضى حتى ان بعض النواب سموا ذلك بـ «ثقافة الفوم» داعين الى مواجهة أسباب هذه الظاهرة في الكويت.
لا نقول ثقافة الفوم لأن الثقافة في النهاية هي الثقافة الإنسانية وستأتي الى المجتمعات ان شئنا أو أبينا والمجتمعات الآن تنهض وتغير من بعض الأشياء السلبية فأين تقع المسؤولية وعلى من تقع؟ نتمنى من المسؤولين في الأمن وكذلك في وزارة التجارة حلا بسيطا نافعا، وهو منع استيراد هذه العبوات منعا صارما فيه من القانون والجزاء الذي يضمن أن يحترم الكبار والشباب هذا القانون ونعلن من خلال المسؤولين في وزارة الإعلام وعلى رأسهم وزير الإعلام، وهو انسان راق، ومحب للشباب، ان يزيدوا من جرعات التثقيف والإعلام لسلوك الطرق الإنسانية الجميلة، التي يحبها الجميع، ويستطيع ان يمارسها اي إنسان على هذه الأرض ونحن نؤمن بأن الإعلام قادر على ان يوصل رسائل قصيرة وفعالة تحفز الشباب على الاحتفال بالطريقة التي يحبها أفراد المجتمع والتي يشعر من خلالها الشاب بأنه أنجز عملا ونشاطا وقدم مساعدة كبيرة للاحتفال بالعيد الوطني لبلاده واقترح تصرفا واحدا وهو: يكفي ان نحمل في أيدينا علم الكويت.
الطفل والقراءة
جاسم: كيف نشجع أطفالنا على القراءة؟
من الشيء الفعال والمجرب والعملي الذي يجعل أي انسان في هذا العالم يقرأ أو يحب القراءة هو ان يرى الطفل منذ نعومة أظفاره قدوة كالوالدين أو غيرهما، مثلا ان يرى شخصا يفتح كتابا ويقرؤه بكل قدسية، وبكل اهتمام، فهذه رسالة بسيطة تصل الى هذا الطفل، وكذلك نقرأ له قصصا مفيدة ونختار الكتاب، ونهتم بنوع القصة والصور المرسومة لأن الطفل يتأثر بها.
من المفيد تربويا كيف تقرأ للطفل؟ نقرأ له في وقت هو يحب سماع هذه القصص، ان يكون مرتاحا، وان يكون صوتنا معبرا عن القصة، ان نحب هذا الوقت الذي نقضيه مع ابننا ونكون سعداء لأن الطفل سيستشعر حالتنا فلا ينفع ان نكون قلقين او حتى مشتتي الأفكار، كما ان اصطحابه الى المكتبات ليقرأ الكتب الخاصة بالأطفال بنفسه وهو جالس على الطاولة كل هذه الأمور تشجع أطفالنا على القراءة.
سميحة: كيف نتعامل مع المراهق الذي لا يريد ان يهتم بدراسته؟
المراهق حالة خاصة، بمعنى تركيبة من شخصية ومهارات وايجابيات وسلبيات ومن تغيير جسدي هرموني وتغيير اجتماعي فعلى الوالدين ان يتعاملا مع هذه التركيبة بالكامل «مجتمعة» وألا يمسك الوالد جانبا من جوانب الحياة وينصح ابنه فيه ويصل الحوار الى نوع من الصراع والانتقاد والشد والعصبية فهذا غير مجد، عليه ان يذكر ابنه المراهق بأن لديه صفات جميلة وايجابية وان يقتنع المربي أو الوالد بقدرة هذا المراهق على الإنجاز وان يبتعد عن نقد التصرفات السلبية كاللبس وغيره.
لنتغافل بعض الشيء عن بعض السلبيات ونذكر الإيجابيات ونشجعه على ممارستها، فالتغيرات التي تحدث له قوية عليه ولها من القوة بمكان لأنه يعرف الصح من الخطأ، ولكنه متأثر فيجب أن نصبر الى ان يكمل دراسته، فهذا يعتبر انجازا وعندما يتخرج من الثانوية نشكر الله على هذه النعمة ونخيره على حسب المجموع الذي حصل عليه، ماذا يريد ان يدرس لكي يؤهله الى الحياة العملية.
في بعض الحالات يرفض الولد ان يكمل الدراسة رفضا باتا خصوصا عندما يشعر الوالدان بأن هذا الولد يريد ان يترك مجال الدراسة لا محالة فنقف بهدوء ونجلس معه، ونتذكر أخطاءنا معه منذ صغره وألا نبرئ أنفسنا مما وصل اليه هذا المراهق الآن وبكل بساطة وبهدوء نخيره إذا كان يريد ان يعمل فلا مانع ولعله ينجح كإنسان يمارس عمله ويكسب ويكون بذلك قد نجح في الحياة العملية، وسيكتشف اذا كان هذا العمل يليق به أم يطور نفسه من جديد لكي يصل الى تفوق اكثر.
العلاقة بين الزوجين والتربية
دعاء: ما أثر العلاقة بين الزوجين على الطفل وسلوكه بشكل عام؟
يجب أن يوجد الحب وهو شيء مقدس بين الزوجين، وان يرى الأولاد ولو جزءا من هذه المشاعر المتبادلة بين الأم والأب خصوصا القبلة على الرأس، وممكن أن يحتضنها ومن المهم جدا ان يكون هناك حواراً بينهما متسما بالرحمة والهدوء والاحترام، والغزل العفيف لأن هذه مهارات تنعكس على الأولاد لكي يستشعروا عندما يصيرون كبارا الرجولة والأبوة والحنان والمحبة للزوجة التي هي شريك في الحياة ويعرفوا كيف يختارون زوجات المستقبل ويمارسون معهن الحوار والتصرف الحضاري، وألا يختاروا زوجات لا ينسجمون معهن ويحاوروهن حوارا راقيا.
جفاف المشاعر بين الزوجين
عالية: ماذا عن الجفاف في المشاعر أو في نقلها بين الزوجين على الرغم من حبهما لبعضهما البعض.
هذا سؤال جميل، وهو متخصص وفني، أي تقصدين زوجين متحابين ولكن يحدث أحيانا جفاء في العاطفة أو عدم وجود نوع من الفن في نقل هذه المشاعر، وهنا سؤال يطرح نفسه: هل الجفاء من ناحية الرجل أكثر أم المرأة، فأنا أرى في الكثير من الأحوال ان المرأة عاطفية اكثر والرجل قد يراعينا ويبارينا ولكن الجميل أن الانسان يدعم العاطفة بالكلام.
ومن هنا اطلق دعوة للازواج فالمرأة إذا بدأت في بث هذه المشاعر، فستنعكس على المجتمع نفسه والاولاد والزوج هذه العاطفة.
وسيكون الأولاد سعداء أكثر ويستفيدون وكذلك الزوج. وأنا أقول للرجل: الا تعتقد ان كلمات الحب التي ستبثها للزوجة ستسعدها هي فقط، ويكون ذلك نوعا من الانانية، بل الكل سيستفيد وبالدرجة الأولى أنت أيها الرجل، فالرجال قوامون على النساء حتى في المبادرة في إدارة البيت، واعظم الادارات تكون في إدارة المشاعر، عندما يشعر الرجل بالهدوء وتزداد مقدرته على إدارة أي مشكلة خارجية، وستنعكس هذه العاطفة على الأولاد فيكونون أكثر محبة وأكثر عاطفة وأكثر سعادة وتفاعلا، ما يعطيهم دافعا أمام مشكلاتهم في المدرسة.
ويبقى أن أقول ان على المرأة الذكية استخدام ذكائها فما المانع من أن تقول له: أنا أريد أن أسمع منك كلمات غزل وحب، وتقولها بأدب ولطف، وهذا يجعل الرجل أكثر حنانا وتقبلا.
فعلا، أنا أشعر بأن هذه الكلمات مثل الماء ترطب الحياة الزوجية.
نعم، الماء أكثر الأشياء مرونة فهو يتحول إلى سحاب أو غاز ويتحول إلى برد وصقيع وثلج، حتى عندما يسير بين الصخور الصلبة، تجدينه مرنا وهذا مثال جيد أنت تقولينه.
عصبية الأم
فريال: الأم العصبية، كيف تتعامل مع أولادها؟
أولا، لا دخل للأولاد في عصبية الأم أو الأب، ولنكن واقعيين. دعوة هادئة للأم العصبية أن تتقرب من نفسها، وتسأل: لم هذا الابتعاد وممارسة العصبية بلغة سطحية، الآن أيتها الأم اقتربي من نفسك، واكتشفي الكثير الذي بداخلك، فأنت تمتلكين العاطفة، تمتلكين الرحمة، تمتلكين الحنان، تمتلكين الحب وقادرة على أن تجعلي بيتك سعيدا وجميع أفراد أسرتك ينعمون ويشعرون وينامون بالسعادة. لماذا تحرمينهم من ذلك؟ ما هو السبب ودعيني اقول لك: انه لا يوجد سبب عندك ان تكوني بهذه الطريقة فأنت تضرين نفسك وجمالك بهذه العصبية، وكذلك اسرتك.
السمنة عند الأطفال
سحر: السمنة عند الأطفال ظاهرة في الكويت، كيف نتعامل مع الطفل الذي لا يريد ان يتوقف عن الأكل؟
نسبة من الأطفال يوجد عندهم خلل هرموني مما يساعد على السمنة، وهناك أطفال آخرون أصحاء، ولكن طريقة الأكل ونوعيته وكيفية تناوله هي سبب هذه السمنة، بالإضافة الى العامل النفسي وهو ان هذا الولد لا ينجز نشاطا بدنيا ولا يمارس أنواع الرياضة فيكون أسيرا للطعام غير المفيد، الى جانب الكسل، فتتوالى عليه الأيام ويصير بدينا، ايضا الدلال الزائد، بالإضافة الى طلبات الأهل الخارجية من المطاعم فينشأ هذا الولد مقلدا للكبار بطلباته للوجبات السريعة الضارة، هنا يجب ان نتدخل سريعا وان نفحص هذا الولد، ونتأكد من النسب الهرمونية الصحيحة في جسمه، ويجب ان نوقف هذه الوجبات السريعة بالنسبة لهذا الطفل لأنها ضارة وقاتلة له، وعلينا ان نلجأ الى الرياضة ولكن هنا يجب ان نخيره بين أنواع الرياضة التي يحبها.
التربية الجنسية للأطفال
عيسى: هل التربية الجنسية ضرورية وفي أي سن نبدأ بها وكيف نقوم بذلك؟
التربية الجنسية كمصطلح، ليس صحيحا هذا السؤال ليس طبيعيا كثيرا لأنه يفترض في التربية هي تربية الشخصية، فعندما ينشأ هذا الطفل بشخصية ذات ثقة بالنفس وبأنه قادر على ان ينجز ويستطيع أن يحل مشاكله الخاصة معتمدا على نفسه مدركا لمهارات وقوانين الحياة، كالصبر والمثابرة والحلم، وانه يعرف ويدرك الطريقة الصحيحة للتعبير عن مشاعره فهنا يكون لدينا إنسان متفهم للحياة وسيتفهم الرغبة الجنسية ويقننها ويضعها في صورتها المفضلة الصحيحة، والتي سوف تسعده، وتسعد شريك حياته، وهذا يكون من خلال الحب في العلاقة الزوجية بسبب الطبيعة التكوينية الهرمونية والجنسية للإنسان التي ستجعله قادرا على استقبال أولى المؤشرات للرغبة الجنسية بهدوء وبتفهم.