تحدث استشاري النساء والتوليد بمستشفى الراشد (الرائد الأول لرعاية العائلة) د.نصر أحمد هيبة عن الولادة قائلا: انها آخر مراحل الحمل وتنقسم عادة الى 3 مراحل:
المرحلة الأولى: تبدأ من بداية انقباضات الرحم الحقيقية وبداية اتساع عنق الرحم وتنتهي باتساع عنق الرحم تماما وعادة تستمر (8- 14) ساعة، قد تزيد أو تقل حسب كل حالة.
المرحلة الثانية: يتم فيها نزول الجنين خلال المهبل الى الخارج، ومن الممكن أن تستمر ساعتين ولكن في معظم الحالات تستغرق من (30 - 40) دقيقة.
المرحلة الثالثة: يتم فيها نزول المشيمة وعادة لا تستغرق أكثر من 30 دقيقة، وفي معظم الحالات تستغرق (5- 10) دقائق.
وأضاف ان الولادة الطبيعية تتم بين اكتمال الأسبوع الـ 37 والأسبوع الـ 42 من الحمل، ومن الممكن أن تبدأ الولادة قبل نهاية الأسبوع الـ 37 وتسمى ولادة مبكرة، وأحيانا تتأخر الولادة بعد الأسبوع الـ 42 وتسمى ولادة متأخرة عن الموعد وتحتاج الى تدخل.
استعدادات ضرورية
وعن استعدادات ما قبل الولادة قال د.هيبة انه من المهم أن يشرح لك الطبيب ما يحدث أثناء الولادة لكي تعلمي بالمراحل التي ستمرين بها أثناء الولادة، وهناك دروس تعطى أثناء متابعة الحمل.
ويجب أن تسألي الطبيب عن إجابة جميع الأسئلة التي تدور بذهنك أثناء متابعة الحمل.
يجب أن تكون معك خطة مكتوبة لكل ما تحتاجين إليه مثل: كيف تعرفين أن ولادتك قد بدأت، بمن تستعينين ليكون بجانبك أثناء الولادة، ومن يتولى أمر الأطفال الآخرين عند غيابك عن المنزل حتى عودتك بعد الولادة، كيفية التوجه الى المستشفى عند حدوث الولادة، شراء الملابس الخاصة بالمولود الجديد، معرفة طبيب الأطفال الذي سيتولى متابعة الطفل بعد الولادة والتطعيمات اللازمة للطفل، كيفية تسجيل المولود الجديد بالمكان المختص لذلك، حددي فيما اذا كنت ترغبين في استخدام مسكنات الآلام أثناء الولادة حيث أنه من الممكن الاستغناء عنها مع التدريب على التنفس الصحيح ووجود انقباضة الرحم واحتمال هذه الانقباضة دون مسكنات.
ومن الممكن أن تمر الولادة دون مشاكل ولكن قد تحتاجين الى بعض الأدوية لتخفيف الآلام مثل:
- أدوية عن طريق الحقن - عادة عن طريق الوريد، وتستخدم عند بداية الولادة لتصل الى الجنين لكن مفعولها ينتهي قبل الولادة فلا مشاكل منها، ولكن يجب عدم استخدامها عند نهاية الولادة.
- استنشاق أكسيد النيترز (الكمام) أثناء انقباضات الرحم لتخفيف آلام الانقباضات.
- الحقن في تجويف الجافية (في العمود الفقري)، حيث يتم إدخال قسطرة من خلال العمود الفقري الى مكان الحبل الشوكي أو التجويف الذي يحيط به، ويتم حقن مخدر لتخدير الجزء الذي يشعر بآلام الولادة.
وتستخدم هذه الطريقة أيضا لإجراء عملية قيصرية، ودائما يشرح لك طبيب التخدير كل ما يتعلق بهذا النوع من التخدير.
العلامات التي تسبق الولادة
وتطرق د.هيبة الى العلامات التي تسبق عملية الولادة، لافتا الى ان منها:
1 - الشعور بالخفة: يبدأ الشعور بتغير في شكل البطن في آخر الحمل ومع نزول الجنين في الحوض حيث تشعرين أن الجنين ليس ثقيلا كما كان سابقا، وتبدأي في الشعور بتحسن في التنفس - عما سبق - نتيجة نزول الجنين بالحوض وابتعاد الرحم عن الحجاب الحاجز، وهذا يصاحبه الشعور بالرغبة في كثرة التبول نتيجة ضغط الجنين على المثانة البولية كما كان يحدث في أول 3 شهور (نتيجة ضغط الرحم على المثانة البولية في أول 3 شهور).
هذه التغيرات تكون ملحوظة في الحمل الأول من بداية الشهر التاسع ومن الممكن ألا تشعري بها في الحمل الثاني أو ما بعده.
2 - علامة الولادة: يتكون أثناء الحمل إفراز مخاطي سميك يقفل فتحة عنق الرحم ويحمي الجنين من وصول الميكروبات الى داخل الرحم، ومع قرب الولادة ينزل هذا الافراز نتيجة التغيرات التي تحدث لعنق الرحم وعادة ما يكون مصاحبا لدم بسيط - حيث عادة ما تتكسر الأوعية الدموية الصغيرة نتيجة التغيرات التي تحدث لعنق الرحم، ونزول هذا الإفراز عادة ما يكون قبل الولادة بـ 24 ساعة ولكن يحدث - في بعض الأحيان - قبل الولادة بأيام.
3 - انقباضات الرحم: عادة ما تشعرين في الشهر الأخير بشد وارتخاء في البطن نتيجة انقباض وانبساط الرحم، وعادة ما يكون بغير انتظام عكس انقباضات الرحم الحقيقية، والبعض، خصوصا في أول حمل، يعتقد أن الولادة قد بدأت ولكن هناك فرق بين هذه الانقباضات والانقباضات التي تحدث مع الولادة.
وخاطب د.نصر هيبة المرأة الحامل قائلا: عندما تشعرين بالانقباضة الحقيقية للولادة ستجدين أنها تحدث كل 5 دقائق ثم تكثر في العدد أي كل (2- 3) دقائق، وتزيد في القوة ولا تختفي مع تغير وضعك وبالتالي يجب أن تتصلي بالطبيب حيث ان الوسيلة الأكيدة لمعرفة بدء الولادة تكون بفحص عنق الرحم، وفي بعض الأحيان يتطلب أن تبقي تحت الملاحظة بالمستشفى حتى يتأكد الطبيب من بدء الولادة.
وكثيرا ما تذهب الحامل - خصوصا في أول حمل لها - الى المستشفى على ان الولادة قد بدأت ولكن بالفحص يخبرها الطبيب أن الولادة لم تبدأ وعليها أن تعاود الرجوع بعد عدة أيام.
4 - تغييرات عنق الرحم: قبل الولادة يبدأ عنق الرحم في التغيير ويكون أقل سمكا وأكثر لينا عما سبق، ويستطيع الطبيب أن يكتشف هذه التغييرات بالفحص المهبلي، وعادة يعطي نسبة مئوية لهذه التغييرات من 0 الى 100%.
5 - اتساع عنق الرحم: كلما اقتربت الولادة كلما يبدأ عنق الرحم في الاتساع، وفي أول حمل لا يحدث اتساع عنق الرحم قبل أن تحدث التغييرات في سمك عنق الرحم ودرجة ليونته، أما في الحمل الثاني وما بعده تحدث التغييرات عادة في وقت واحد حيث يتسع عنق الرحم مع تغيرات في السمك والليونة وعادة تحدث مع الولادة.
ويستطيع الطبيب معرفة مدى اتساع عنق الرحم بقياس السنتيمتر فيكون اتساع عنق الرحم 2 سم أو أقل قبل الولادة، وعندما يكون 3 سم أو أكثر غالبا ما تكون الولادة قد بدأت ويصل الى 10 سم قبل ولادة الجنين (حيث المرحلة الثانية للولادة)، وأحيانا يستخدم الطبيب قياس عنق الرحم بالأصبع فيكون اتساع عنق الرحم (2 - 3) أصابع مع بداية الولادة ويصل الى 5 أصابع مع بداية المرحلة الثانية للولادة.