- 59%من الآباء والأمهات المشمولين في الدراسة لاحظوا أن أطفالهم يلجأون كثيرا إلى الاحتيال والكذب لكي يقضوا أطول فترة في استخدام الأجهزة الذكية
حنان عبدالمعبود
كشف رئيس قسم الأطفال بمستشفى الجهراء د.فهد العنزي عن دراسة تعد الأولى من نوعها عربيا على أطفال المدارس عن تأثير الأجهزة الذكية على أطفال الكويت، مبينا أن الدراسة قامت بها مجموعة البحث العلمي في قسم الأطفال بمستشفى الجهراء تحت إشرافه وهم د.خالد الجهني، ود.محمد عثمان، د.أحمد مصطفى ود.محمد هلال ود.هشام جلال.
وقال العنزي في تصريح له ان الدراسة تعد اول تعاون بين وزارة الصحة ممثلة بقسم الأطفال ووزارة التربية والتعليم، والتي شملت الفئة العمرية من 6 الى 12 سنة وذلك عن طريق توزيع استبيان خاص على هؤلاء الأطفال يتم تعبئته بواسطة أهالي الأطفال الذين أبدوا تعاونا في هذا الصدد، لافتا الى تعبئة 1156 استبيانا من أصل 1200 استبيان، وهذا يعتبر تعاونا رائعا من أهل المنطقة بكل المقاييس، حيث ساعد في انتهاء الدراسة التي استغرقت عدة أشهر من العمل إلى نتائج مهمة ومثيرة كالآتي:
٭ شملت الدراسة عدد 1156 تلميذا 46% ذكور و54% إناث في الفئة العمرية من 6-12 سنة.
٭ تبين أن 43% من الأسر الكويتية تمتلك أكثر من 10 أجهزة ذكية (تشمل آيباد، آيفون، آيبود أخرى) ولم يتجاوز الذين يمتلكون أقل من جهازين 13.8% من عدد الأسر المشمولة في الاستبيان ولاشك أن هذا يعكس ثقافة الاستهلاك الخطيرة التي وقع ضحيتها أبناء المجتمع الكويتي بسبب غياب التوعية وانعدام ثقافة الادخار.
٭ عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام هذه الأجهزة في أيام العطل جاءت على النحو التالي:
أ ـ 28%من الأطفال يقضي أكثر من 5 ساعات يوميا أمام هذه الأجهزة هؤلاء أكثر عرضة للإدمان.
ب ـ 18.6% يقضون 3-4 ساعات يوميا أمام هذه الأجهزة.
ج ـ 19.3% يقضون من 2-3 ساعات يوميا أمام هذه الأجهزة.
د ـ 26% يقضون من 1-2ساعة يوميا.
هـ ـ 8% يقضون ساعة واحدة يوميا أمام هذه الأجهزة.
ولاشك أن هذا يعكس غياب الدور الرقابي للأسرة وهذه النتائج مخزية إلى حد كبير.
٭ عدد الساعات التي يقضيها هؤلاء الأطفال أمام هذه الأجهزة في أوقات الدراسة فهي كالآتي:
6% يقضون أكثر من 5 ساعات، و10% يقضون أكثر من 3-4 ساعات، و15.4% يقضون أكثر من 2-3 ساعات، و22% يقضون أكثر من 1-2 ساعة، و47% يقضون أقل من ساعة يوميا.
٭ بالنسبة لنوعية البرامج التي يستخدمها هؤلاء الأطفال على هذه الأجهزة فالنتائج كانت مخيبة للآمال وجاءت على النحو التالي:
38% يستخدمون الأجهزة للألعاب، و26% أفلام الكارتون، و15% للانترنت، و11% للمحادثة، و10% فقط من الأطفال يستخدمون هذه الأجهزة كوسائل تعليمية.
٭ أما بالنسبة لتأثير هذه الأجهزة على هوايات الأطفال وسلوكهم فقد جاءت النتائج كالآتي:
أ ـ أظهرت النتائج أن 73%من الأطفال التي شملتهم الدراسة توقفوا تماما عن ممارسة الرياضة والأنشطة الدينية والهوايات الأخرى بعد اقتناء هذه الأجهزة الإلكترونية.
ب ـ أظهرت النتائج أن 69%من الأطفال التي شملتهم الدراسة يصرون على اصطحاب هذه الأجهزة الذكية أثناء خروجهم خارج المنزل.
٭ وبالنسبة لتأثير هذه الأجهزة على الأطفال التي شملتهم الدراسة فقد لاحظ 56%من الآباء والأمهات الذين شملهم الاستبيان أن أطفالهم يعانون من بعض الأعراض التي تصاحب استخدام الأجهزة مثل احمرار العينين وآلام الرقبة واليد والأصابع واضطرابات النوم.
٭ كما لاحظ 59%من الآباء والأمهات التي شملتهم الدراسة أن أطفالهم يلجأون كثيرا إلى الاحتيال والكذب لكي يقضوا أطول فترة في استخدام هذه الأجهزة كما تنتابهم نوبات غضب وعنف عند محاولة الوالدين وضع ضوابط لاستخدام هذه الأجهزة وقد خلصت هذه الدراسة إلى عدد من التوصيات والنصائح للآباء والأمهات ومسؤولي التربية والتعليم للحد من الآثار الخطيرة لهذه الظاهرة وهي كالآتي:
1- على الآباء والأمهات ومسؤولي التربية والتعليم الانتباه إلى الآثار السيئة والخطيرة الناتجة عن الإسراف في استخدام هذه الأجهزة بدون رقابة.
2- العمل على رجوع الطفل إلى الهوايات مثل هواية القراءة وتعلم اللغات والحث العلمي وممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة.
3- ضرورة خروج الأهل من وقت لآخر مع أطفالهم للتنزه في الأماكن العامة ومحاولة الحد من التعرض المفرط لهذه الأجهزة الحديثة.
4- كما يجب على الآباء والأمهات أن يقوموا بوضع قواعد محددة مثل عدم شراء أي من أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية للأطفال حتى بلوغهم سن 15 على الأقل، وكذلك التدخل في عدد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام اجهزة الكمبيوتر والانترنت.
5- كما ينبغي ألا يزيد استخدام الانترنت على ساعة إلى ساعة ونصف يوميا فقط للأطفال.
6- ينبغي على الآباء والأمهات والمعلمين الانتباه لظاهرة إدمان الكمبيوتر والانترنت وهي التي يتعرض لها الأطفال الذين يستخدمون الانترنت لـ 38 ساعة اسبوعيا تقريبا.
7- كما نصحت الدراسة بضرورة انتباه الأهل إلى أي من الأعراض الآتية والتي تفيد بأن الطفل يعاني من آثار إدمان الانترنت وتشمل الإحباط والاكتئاب والقلق والتأخر عن المدرسة وحدوث بعض الأعراض الجسدية كالخمول والقلق واضطرابات النوم وآلام الظهر والرقبة والتهاب العينين، بالإضافة إلى المخاطر الأخرى الناتجة عن الإشعاعات الناتجة عن شاشات هذه الأجهزة وأيضا تأثير المجالات المغناطيسية الصادرة عنها.
وقد قام القائمون على الدراسة بوضع بعض الحلول العلاجية لظاهرة أمان الكمبيوتر والانترنت مثل ممارسة أنشطة مختلفة مثل القيام بأنشطة خارج المنزل وممارسة الأنشطة الرياضية والهوايات الأخرى المفيدة، ووضع الأجهزة بعيدا عن غرف نوم الأطفال ونفضل في صالة المعيشة حيث يكون استخدامها تحت رقابة الأهل. كذلك التدخل بحزم لتحديد عدد الساعات التي يقضيها الأطفال أمام هذه الأجهزة، وعمل برامج توعوية داخل المدارس والأماكن العامة لبيان الآثار الضارة لهذه الظاهرة الخطيرة.
والجدير بالذكر ان النتائج المهمة لهذه الدراسة سيتم نشرها باللغة الانجليزية بإحدى المجلات العلمية المتخصصة.