أقيمت مؤخراً في مستشفى «جريت أورموند ستريت» للأطفال gosh ، أحد المراكز الطبية الرائدة عالميا في تقديم الرعاية الصحية للأطفال، دورة تدريبية للعاملين في المستشفى عنوانها «فهم الثقافة العربية»، وذلك بالتعاون مع كلية الدراسات الشرقية والافريقية في جامعة لندن soas.
وشارك في يوم الدورة متحدّثان رئيسيان، وهما جوناثان فراير، الكاتب المستقل والمحاضر في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، والذي يعمل أيضا مذيعا - بشكل رئيسي- لدى هيئة الإذاعة البريطانية وقنوات تلفزيونية في الشرق الأوسط. ود. العنود الشارخ، الباحثة في شؤون التركيبة السكانية للشباب من الجنسين والأمن في مجلس التعاون الخليجي، وتوجهات ازدواجية الثقافة، وبالإضافة إلى تخصّصها في قضية المساواة بين الجنسين في العالم العربي، فهي أيضا محاضرة زائرة في كلية الدراسات الشرقية والإفريقية في جامعة لندن.
وفي هذه الدورة، قدّم جوناثان فراير للعاملين في المستشفى عرضين توضيحيين عن الخليج العربي، حيث بدأ بمقدمة مختصرة عن تاريخ وجغرافية المنطقة، ثم تحدّث عن أركان الإسلام الخمسة. وأكملت د. الشارخ الدورة من خلال نظرة أكثر تفصيلا إلى البنية الاجتماعية في دول مجلس التعاون وتقاليدها، وخصوصا في الكويت. وتحدّثت عن أهمية العائلة، والأعراف والتقاليد في المجتمع العربي.
ثمّ بدأت الشارخ نقاشا معرفيا مع العاملين في المستشفى تناول الفروقات في الرعاية الصحية بين المملكة المتحدة والكويت، وتم من خلاله استكشاف إمكانية وجود توقعات لدى المرضى وعائلاتهم في دول مجلس التعاون تختلف عن توقعات نظرائهم في المملكة المتحدة، وكيفية التعرّف على السلوكيات الثقافية، والأسباب الكامنة وراءها، وذلك للعمل مع العائلات على جعل إقامتهم في المستشفى مريحة وآمنة قدر الإمكان.
وتقام هذه الدورات لجميع العاملين في مستشفى «جريت أورموند ستريت» للأطفال كلّ ستة أشهر، وبشكل خاص، أولئك العاملون مع المرضى الدوليين.
وتأمل إدارة المستشفى بمواصلة تدريب موظفيها على فهم الثقافة العربية، حيث كان انطباع المشاركين في الدورة جيدا جدا، وعبروا عن ذلك بقولهم: «بشكل عام، كانت الدورة، حافلة بالمعلومات عن الثقافة العربية والإسلامية، وكيفية مساهمتنا في مساعدة العائلات ضمن حالات معينة.
كما كانت الدورة تجربة تعليمية رائعة».
وتحدّث تريفور كلارك، مدير القسم الدولي في مستشفى «جريت أورموند ستريت»، شارحا أسباب إقامة دورات «فهم الثقافة العربية» بقوله: «نحن نتفهم أن وقت السفر إلى الخارج لتلقي العلاج قد يكون وقتا صعبا ومرهقا للمرضى وعائلاتهم على حد سواء، ولذلك نسعى جاهدين للتأكد من راحتهم إلى أقصى الحدود الممكنة. ونعتقد بضرورة إجراء تدريبات للعاملين في المستشفى تسهيلا لتلك المهمة.
كما أننا سعداء بمواصلة العمل مع كلية الدراسة الشرقية والأفريقية في جامعة لندن، لتقديم دورات فهم الثقافة العربية لكوادرنا».