أمير زكي ـ مؤمن المصري ـ فرج ناصر
هاني الظفيري ـ محمد الدشيش
كشف الضابط الكويتي الحميدي في اتصال هاتفي مع «الأنباء» ان السلطات الامنية اليمنية قامت بإلقاء القبض على القطريين اللذين ساهما في تهريبه من المستشفى الذي كان يرقد فيه اثر اصابته بطلق ناري في فخذه بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها يوم الجمعة الماضي.
وقال الحميدي العجل الشمري، في اتصال هاتفي مع «الأنباء»، انه لا يعلم سبب القبض عليه حتى هذه اللحظة.
واوضح الحميدي انه لا يحمل اي رد على بيان وزارة الخارجية الذي اصدرته مساء اول من امس، قائلا: بيانهم جاء ناقصا وسأرد على ما ورد فيه في وقت لاحق، خاصة انه حفل بأخطاء وتناقضات ليس المجال هنا لذكرها، فلم لم يذكر البيان انني خدمت 27 عاما في الجيش الكويتي ودرست حتى حصلت على الماجستير وقضيت عمري كله في الدراسة ولم ادخل مخفرا في حياتي وصحيفتي الجنائية تؤكد انه لا حكم علي؟ فكيف اكون تاجر مخدرات وكيف تصدق سفارتنا وخارجيتنا هذه القضايا التي برأني منها القضاء اليمني الذي اشيد بنزاهته.
واستغرب الحميدي قائلا: كيف يرفض حتى هذه اللحظة سفيرنا في صنعاء مقابلتي وارسل لي القنصل معتذرا عن عدم تمكنه من مقابلتي؟ لماذا لا يريد مقابلتي؟ كيف يرد ويصرح ويتحدث وهو لم يلتق بي ابدا؟
وجدد الشمري ثقته بالقضاء اليمني قائلا: حكم لي بالبراءة وانا لا ازال واثقا من براءتي، وسأعود ان شاء الله الى الكويت قريبا.
وامس قدم المحامي الحميدي السبيعي شكوى للنائب العام اختصم فيها وزير الخارجية وسفيرنا لدى اليمن متهما إياهما بحجز حرية المواطن الكويتي الحميدي الشمري الذي تم القبض عليه باليمن واتهم بالاتجار بالمخدرات ثم برأته المحكمة وتعرض لمحاولة اغتيال.
وقال السبيعي في شكواه إنه تم القبض على موكله الشمري بتاريخ 5/2/2008 في الجمهورية اليمنية بتهمة الاتجار بالمخدرات، وبتاريخ 12/10/2009 صدر حكم محكمة أول درجة اليمنية ببراءة الشمري من التهمة المسندة إليه ومن ثم تم إطلاق سراحه.
وبعد ذلك توجه إلى السفارة الكويتية بصنعاء لتسلم جواز سفره لأنه لا يستطيع العلاج بالمستشفيات اليمنية إلا بهوية رسمية، حيث انه أصيب بجلطة في الشريان التاجي عام 2007، كما أصيب أكثر من أزمة قلبية نتيجة التعذيب في السجون اليمنية، والسبب الآخر في رغبته في تسلم جواز سفره أنه تلقى تهديدا بالقتل من أشخاص ذوي نفوذ باليمن، وقد تم نقل هذه التهديدات إلى سفيرنا بصنعاء سالم زمانان وطلب منه تسليمه جواز سفره حتى يستطيع أن يقيم في فندق ذي حماية عالية، إلا أن السفير أهمل هذه المعلومات وقال له ولابنه: وين قاعدين إحنا بغابة؟
مما تسبب في إلحاق الأذى بموكله حينما تعرض لمحاولة اغتيال من قبل خمسة أشخاص صباح يوم الجمعة الموافق 30/10 في صنعاء، حيث تم إطلاق ستة أعيرة نارية أصابت إحداها فخذه اليسرى. وطالب السبيعي بتفريغ المقابلة الهاتفية التي جرت بين سفيرنا لدى اليمن وقناتي «الراي» و«الوطن» مساء يوم 30/10 والتي يقر فيها السفير بعلم وبطلب وزارة الخارجية حجز جواز سفر المواطن الكويتي دون وجه حق.
وفي اتصال هاتفي مع نجل الشمري الأكبر عبدالعزيز وسؤاله عن والده، قال: إنه يعيش في رعب بالغ وخوف من قيام المجموعات الأمنية المسلحة بتصفيته، وناشد السلطات الكويتية التدخل لدى السلطات اليمنية لحماية والده الذي يتعقبه المسلحون في كل مكان، وقال: لقد تحركت رئيسة دولة الفلبين عندما حكم على إحدى الخادمات بالإعدام بعد أن اتهمت بقتل كفيلتها الكويتية وأدانتها محكمة الجنايات بدرجاتها الثلاث، فكيف لا نجد من يهم لإنقاذ ضابط مهندس كويتي لم يرتكب جرما بل تم تلفيق التهم له بلا دليل؟
الى ذلك، دعا النائب عسكر العنزي نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.محمد الصباح الى بذل المزيد من الجهود للإفراج عن الضابط الكويتي الحميدي الشمري المحتجز في اليمن، مشيرا الى ان الشمري خرج من السجن بحكم براءة من القضاء اليمني ولديه الان ظروف صحية وهناك خطورة امنية على سلامته، الأمر الذي يستدعي قيام سفارتنا في اليمن بكفالته امام السلطات اليمنية.
وقال عسكر ان اصابة الشمري مروعة وليست مجرد اصابة سطحية بل اخضع الى عملية جراحية لاستئصال الرصاصة من فخذه، ومستوى تحركات وزارة الخارجية لمواجهة هذا الوضع يجب ان تكون على مستوى الحدث.
وانتقد عسكر اداء القائمين على السفارة، مشيرا الى ان الانباء الواردة تؤكد ان المعنيين لم يلعبوا دورا حيويا لحل هذا الموضوع ودعم موقف الشمري بل انهم لم يحركوا ساكنا امام ما يشاع عن تعرض الشمري للتعذيب وخلع اظافره ووضعه على صفيح حديد موصول بأسلاك كهربائية استخدموها لتعذيبه من اجل الاعتراف تحت الاكراه بانه يتاجر بالمخدرات.
وختم مضيفا: يجب التحقق من الاتهامات الواردة بشأن سلبية السفارة وترديدها لأهالي الشمري بأنها لا تستطيع توفير سكن الا بناء على اوامر عليا.
من جانبها اصدرت الجمعية الكويتية لحقوق الانسان بيانا جاء فيه: ان الجمعية تتابع منذ شهر فبراير 2008 قضية المواطن الكويتي الضابط الحميدي حماد الشمري حيث تقدم ابنه عبدالعزيز الى الجمعية بشكوى عن اعتقال والده بدولة اليمن وتمت مناقشتها من قبل لجنة الشكاوى بالجمعية وتم عرض الموضوع على الهيئة الادارية والتي بدورها قررت ايفاد عضو لجنة الشكاوى بالجمعية المحامي محمد ناصر رحيان العجمي الى اليمن لمتابعة عملية توقيفه والتهم المسندة اليه ومساعدته.
والذي تقدم بدوره بعد زيارته للمواطن الكويتي بصنعاء بتقرير كامل ومفصل عن حالته الى الجمعية وقد حكمت المحكمة اخيرا ببراءته من التهم المسندة اليه، ونظرا لحالته الصحية الحرجة وما تعرض له هذا المواطن من محاولة اغتيال تعرض اليها اخيرا ونشرته جميع الصحف تندد الجمعية الكويتية لحقوق الانسان بتلك الممارسات التي تتنافى وتشريعات حقوق الانسان التي اصبحت جزءا لا يتجزأ من القوانين العالمية والتي تنص على عدم جواز ممارسة التعذيب وعدم جواز تعريض الفرد لعقوبات او معاملة قاسية وحشية من قبل اي جهة كانت ولأي سبب كان.
وتستنكر الجمعية تلك الممارسات غير السوية وغير المشروعة كما ترفض اي تفسير او تبرير لا يتفق مع القانون الذي يجب على الجميع احترامه، فالمتهم بريء حتى تثبت ادانته في محاكمة عادلة وشرعية، ولا يجوز المساس بحرمة جسمه او تعريضه لمعاملة تحط من الكرامة او اجباره على القيام بتصرف لصالح اشخاص او جهات ما من غير الطريق الشرعي والقانوني والقضائي.
وتطالب الجمعية وزارة الخارجية مساعدة المواطن الكويتي والعمل على اعادته الى الكويت والوقوف معه في وجه ما يتعرض له من ظلم وتعرضه لمحاولة اغتيال من مجرمين.