- المعتوق: المؤتمر يترجم إيمان الكويت بأهمية العمل الإنساني
- الجاسر: الكويت أثبتت أنها واحة للخير والسلام والتسامح
- خاليكوف: الأزمة العراقية من أشد الأزمات في العالم
أسامة دياب
أوصى المشاركون في مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق أمس الاثنين بتنفيذ برامج إنسانية وتنموية بقيمة 337 مليون دولار في العراق لاسيما في المناطق المتضررة جراء النزاعات المسلحة هناك.
وأوضح المشاركون في بيانهم الختامي ان تلك البرامج ستتوزع على مجالات الصحة والإيواء والتعليم والتأهيل وغيرها من المجالات الإنسانية، مؤكدين على ضرورة الاستجابة للوضع الإنساني في المناطق العراقية المتضررة جراء النزاعات المسلحة.
وشددوا على أهمية وضع آلية لمتابعة نتائج المؤتمر عبر الاجتماعات الدورية ومتابعة تنفيذ البرامج الإنسانية المعلن عن الالتزام بها وذلك عن طريق تزويد الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بتقارير ربع سنوية عن برامجها الإنسانية التي ستضطلع بتنفيذها في العراق خلال السنوات المقبلة.
ودعا المشاركون الى ان تضطلع المنظمات المانحة بالتنفيذ والإشراف على برامجها بالتعاون والتنسيق مع الجهات المحلية العراقية تعزيزا لمبدأ الشفافية وحرصا على الاستفادة القصوى للمتضررين من البرامج الإغاثية والإنمائية.
واكد المشاركون ضرورة استمرار تضافر وتعزيز جهود الشراكة الإنسانية في تبني برامج إغاثية لدعم الاحتياجات الأساسية لمساعدة النازحين العراقيين في مختلف مناطق وجودهم ودعم برامج إعادة استقرار الأسر النازحة في مناطقهم والعمل على بناء قدراتهم في مواجهة التحديات.
وأكد المشاركون أهمية إعطاء الأولوية للبرامج الإغاثية والإنمائية إلى المناطق الأكثر تضررا دون إهمال باقي المناطق المتضررة بشكل غير مباشر على أن تشير المنظمات المانحة في تقارير المتابعة إلى معايير اختيارها لهذه المناطق.
ودعوا الحكومة العراقية إلى التوسع في تقديم أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة للمنظمات غير الحكومية للاضطلاع بمسؤوليتها الإنسانية في تنفيذ البرامج الإغاثية والإنمائية.
وطالبوا بدعوة المنظمات الإنسانية الدولية والجهات العراقية المعنية إلى توفير جميع المعلومات والبيانات الدقيقة عن الأوضاع الإنسانية في العراق ووضع الخطط والبرامج وتحديد الأولويات في المجال الإنساني.
وشددوا على ضرورة العمل على تعزيز قدرات المجتمع المدني العراقي في المجال الإنساني بالنظر إلى حجم الكارثة وفداحة خسائرها وتداعياتها والحاجة إلى تضافر الجهود لتقديم العون اللازم للمتضررين.
ودعا المشاركون الى استنكار مختلف أشكال وصور الارهاب والتعصب والتطرف والطائفية مهما كان مصدرها وإعلاء قيم التسامح والتعايش والتنوع الديني والثقافي بين كل أبناء الشعب العراقي.
وأعربوا عن شكرهم واعتزازهم لمبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد باستضافة الكويت للمؤتمر، معربين عن أملهم في أن يساهم المؤتمر في نهضة ونمو العراق من جديد.
وكان مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني في العراق قد انطلق في وقت سابق أمس لبحث مستجدات الوضع الإنساني وجهود الاستجابة هناك وذلك ضمن فعاليات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق خلال الفترة من 12 الى 14 الجاري.
وفي كلمته خلال افتتاح المؤتمر، أشاد رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية - المستشار في الديوان الاميري والمستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة د.عبدالله المعتوق بمبادرة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد باستضافة مؤتمر إعادة إعمار العراق، مثمنا ثقة سموه المتجددة بالهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وتوجيهها إلى دعوة شركائها من المنظمات المحلية والإقليمية والدولية لتكامل الجهود الرسمية والأهلية على صعيد بحث ودراسة الوضع الإنساني في العراق الشقيق وتعزيز مستوى الاستجابة للتحديات الإنسانية بعد طي صفحة الإرهاب الأسود.
وأوضح المعتوق أن حكومة الكويت تتبنى رؤية إنسانية ترتكز على نجدة الشقيق والصديق، والقريب والبعيد، من دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طائفي، مشيدا بدورها بتعبئة الجهود الإنسانية لاحتواء تداعيات الكوارث والأزمات الإنسانية والنزاعات الأهلية في العراق وسورية واليمن وليبيا والصومال وباكستان ولبنان والسودان وغيرها، موضحا أن هذه الجهود تأتي في إطار سياسة منهجية ثابته تترجم ايمان دول الكويت - قيادة وشعبا - بدور العمل الإنساني في ترسيخ قواعد الامن والسلم الدوليين وتخفيف معاناة ضحايا الازمات.
ولفت إلى أن هذا المؤتمر يشكل نافذة أمل جديدة أمام أكثر من 5 ملايين نازح عراقي يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية للإنسان ويعيشون منذ 3 سنوات في أوضاع إنسانية بالغت الصعوبة، وكشف ان الكويت لم تتوان عن تقديم العون والمساعدة للأشقاء في العراق تحت اشراف وزارة الخارجية، حيث خصصت الحكومة مبلغ 200 مليون دولار تم توزيعها على الجمعية الكويتية للإغاثة وبعض المنظمات الدولية والتي كانت محصلها انجاز العديد من المشاريع والبرامج في مجالات تعزيز سبل العيش ودعم وقطاعات الغذاء والتعليم والايواء والصحة والمياه كرم الكويتوبدوره، استهل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشراكات مع الشرق الأوسط وآسيا الوسطى رشيد خاليكوف كلمته في افتتاح المؤتمر بتوجيه الشكر إلى صاحب السمو الامير الشيخ صباح الأحمد وإلى شعب الكويت على دعمهم وكرمهم الذي لا ينتهي وعلى استجابتهم للأوضاع الإنسانية على مستوى العالم عامة ودولة العراق خاصة.
وأضاف «ان هذا لدليل على القيادة الإنسانية لسمو الأمير وعلى دور الكويت البارز في المساعدات الإنسانية وحشد الموارد التي لطالما كانت الكويت في طليعة الاستجابة الإنسانية انطلاقا من مبادئ الإسلام النبيلة».
وأشار خالكيوف إلى أن العملية العسكرية الكبرى في العراق قد انتهت في أواخر عام 2017، إلا أن الأزمة الإنسانية لم تنته بعد، فقد بلغ عدد القتلى على مدى أربع سنوات من القتال المحتدم من السكان المدنيين العراقيين عددا هائلا وهناك ما يقارب 6 ملايين نازح في العراق ولا يزال هناك نحو 2.6 مليون نازح حتى اليوم.
ولفت إلى أن وتيرة وحجم النزوح جعلا من الأزمة العراقية واحدة من أكبر وأشد الأزمات في العالم مشيرا إلى أن المدنيين يتعرضون لمخاطر كبيرة من جراء القصف الجوي ووابل المدفعية والنيران المتبادلة والقناصة والذخائر غير المتفجرة، مبينا أنه تم استخدام عشرات الآلاف من المدنيين كدروع بشرية ونجا مئات الآلاف من الظروف التي تشبه الحصار.
من جهته، قال رئيس هيئة مستشاري رئيس وزراء العراق د. عبد الكريم الفيصل إن العراق تعرض لاحتلال ثلث أراضيه من قبل تنظيم داعش الإرهابي الذي هجر الملايين من المواطنين وتدمير البنى التحتية والمؤسسات المدنية وكل الفعاليات الاقتصادية من المدن التي احتلها، لافتا الى انه بفضل تضحيات الشعب العراقي ومساندة دول التحالف استطاع العراق القضاء على التنظيم الإرهابي نهائيا في ١٠/١٢/٢٠١٧ وتحرير جميع أراضيه.
ومن جانبه، أشاد رئيس الجمعية الكويتية للإغاثة أحمد سعد الجاسر بهذه المبادرة الإنسانية، متوجها بالشكر والتقدير لصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، قائلا:«صاحب النظرة الإستراتيجية والإنسانية بعيدة المدى، لمبادراته الإنسانية المتواصلة في إغاثة ضحايا النكبات والكوارث في مختلف أنحاء العالم، ويعد هذا المؤتمر الإنساني أحد تجليات مواقفه الإنسانية الرائدة التي عهدناها على سموه في أوقات الشدائد والمحن والأزمات».
وأضاف: كما نشكر لسموه دعمه المتواصل لعمل الجمعيات الخيرية المشترك تحت مظلة الجمعية الكويتية للإغاثة، التي تجمع في عضويتها ومجلس إدارتها كلا من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والأمانة العامة للأوقاف ومؤسسة بيت الزكاة ومختلف الجمعيات الخيرية الأخرى، مشيرا إلى أن الجمعية أصبحت قيمة مضافة على مستوى التنسيق بين الجمعيات الخيرية في مجال الحقل الإنساني، ولقد اكتسبت الجمعيات الخيرية من خلال عملها المشترك خبرة ميدانية إغاثية واسعة.
وأشار إلى أن الكويت أثبتت أنها واحة للخير والسلام والتسامح، فلم يعد يذكر اسمها في أي موقع من المحافل الإقليمية أو الدولية إلا مقترنا بالأعمال الخيرية، وفي هذا دلالة كبيرة على حضورها الإنساني العالمي، وهذا أمر بديهي في دولة توجتها الأمم المتحدة مركزا إنسانيا عالميا، ولقبت أميرها قائدا للعمل الإنساني.
المعتوق لـ «الأنباء»: آلية واضحة تضمن وصول التبرعات لمستحقيها
أكد رئيس الهيئة الإسلامية الخيرية العالمية والمستشار في الديوان الأميري والمستشار الخاص للامين العام للأمم المتحدة د.عبدالله المعتوق وجود آلية واضحة تضمن وصول التبرعات لمستحقيها في دولة العراق الشقيقة، لافتا الى ان المؤتمر يتبع نفس آلية الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية وذلك تجنبا لأي شبهات في ايصال التبرعات لمستحقيها.
وأشاد المعتوق بتعاون السلطات العراقية في تسهيل مهمة انجاز المشروعات الإنسانية هناك.
وكشف المعتوق ان المبلغ النهائي للتبرعات قد وصل الى 337 مليون دولار.
122.5 مليون دولار من الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية
بلغ مجموع ما تعهدت الهيئات والجمعيات الخيرية الكويتية بتقديمه أمس خلال مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الانساني في العراق 122.5 مليون دولار.
اقرأ ايضا
بالفيديو.. العراق: نحتاج 10 سنوات للتعافي و88.2 مليار دولار تكاليف إعادة الإعمار