قد يكون شتاء مميزاً هو الذي شهدته المملكة هذا العام، فقد عمّت امطار الخير والبركة مساحات شاسعة من أراضي المملكة، حتى الصحاري كان لها نصيبُ كبير وارتوت خلاله بعد ظمأ أشهر الصيف الطوال التي إنقطعت خلالها الأمطار، إذ تكاثرت السُحب ولمعت البروق ودوت الرعود وهطلت الأمطار ونبت "الفقع" الذي يُغرم به أهل الخليج.
والفقع هو نوع من الفطر يُسمى بالعربية بالكمأة، أما تسميته الفقع فهي تسمية مُتداولة لدى أهل الخليج لهذا النوع من الفطر الذي لاينبتُ إلا بعد حدوث البرق والرعد المصاحب للعواصف المطرية إذ يعمل البرق على زيادة تكوين أكسيد الأزوت في الهواء للتتحد مع قطرات المياه الساقطة من السماء ثم لتسقط على الأرض مُنبتة أنواعاً من الفطريات بينها الكماة التي أسماها العرب "بنت الرعد".
ولينمو الفقع يُشترط أن تكون الأمطار الرعدية قد هطلت على تربة صحراوية مستوية في وقت "الوسم"، وبالرغم من الجهود التي بُذلت في محاولة زراعة وتدجين هذا الفطر إلا أن كافة المحاولات إنتهت بالفشل ليبقى الفقع مستعصياً على الزراعة.
الفقع كنز غذائي و طبي ..
تحتوي الكمأة على كمية كبيرة من البروتينات والعناصر الغذائية وتتميز برائحتها الزكية عند طهيها وطعمها اللذيذ، ولها من الفوائد الطبية الكثير ففي ماؤها علاج لجلاء البصر ووقاية من الأثمد والرمد.
وقد ورد في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله "الكمَأَةُ مِنَ المَنِّ الذي أَنزَل اللهُ على موسى . وماؤها شفاءٌ للعينِ".
كما أن الطب الحديث أثبت أن الكمأة تمنع حدوث التليفات في التراخوما في مراحله المختلفة.