- إذا لم يتجاوز التعاطي مع الأزمة السورية الإطار السياسي إلى دعم العمل العسكري الثوري فستكون مهمة الأخضر الإبراهيمي أمام طريق مسدود
- لو سنحت الفرصة لفاروق الشرع للانشقاق لانشق منذ فترة ولكنه مقيم تحت ما يشبه الإقامة الجبرية
- روسيا لها مصالح مع الغرب وإيران تريد تحقيقها عن طريق اللعب بالقضية السورية كورقة ضغط
- إيران اتصلت بإخوان سورية من خلال وسيط تركي والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية أرسل 6 وفود للتفاوض معنا
- طلبنا التخلي عن دعم الأسد والإعلان رسمياً عن مساندة الثورة كشرط للحوار وتلبية الدعوة بزيارة إيران
- مناف طلاس اتصل بنا قبل انشقاقه بـ 7 أشهر وكنا على اتصال به طوال تواجده في الداخل السوري
- مناف طلاس قال لي إن بشار الأسد بعناده هو المسؤول عن المجازر والجرائم البشعة ولا ضغوط من الطائفة العلوية عليه
أكد نائب رئيس المجلس الوطني السوري ونائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد فاروق طيفور ان 90% من مكونات المجتمع السوري ستكون ممثلة ضمن اطار المجلس الوطني بعد عملية اعادة الهيكلة، مشيرا الى ان الثورة السورية قادرة على اسقاط النظام ولا تحتاج إلى تدخل عربي او اجنبي وكل ما تحتاج اليه هو المال والسلاح، مشددا على ان النظام السوري اصبح في حكم الساقط او بالأحرى يلفظ انفاسه الأخيرة، متوقعا سقوط النظام قبل نهاية العام الحالي. وأشار طيفور الى انه اذا لم يتجاوز التعاطي مع الأزمة السورية الاطار السياسي لمرحلة دعم العمل العسكري الثوري فستكون مهمة الأخضر الابراهيمي امام طريق مسدود، معلنا ان ايران اتصلت بالاخوان المسلمين في سورية من خلال وسيط تركي والمرشد الأعلى للثورة الاسلامية ارسل 6 وفود للتفاوض معهم، لافتا الى انهم طلبوا من ايران التخلي عن دعم الأسد والاعلان رسميا عن مساندة الثورة كشرط للحوار وتلبية الدعوة بزيارة طهران، نائب رئيس المجلس الوطني السوري ونائب المراقب العام لجماعة الاخوان المسلمين محمد فاروق طيفور زار الوفد الاعلامي لـ «الأنباء» في مقر اقامته في اسطنبول وكان هذا اللقاء، فإلى التفاصيل:
مؤتمر الدوحة هل سيقضي على حلم توحيد المعارضة السورية ام سيحوله الى حقيقة على ارض الواقع؟
٭ مؤتمر الدوحة الهدف منه توحيد وتوسيع رقعة المشاركة في المجلس الوطني، وسيكون اللقاء مخصصا للأمانة العامة والتي تتكون من 42 عضوا، اما مؤتمر الهيئة العامة للمعارضة والتي تتراوح بين 550 و600 عضو فقد تم تأجيله الى ما بعد عيد الأضحى، وبالتالي فان المؤتمر سيعتمد اعادة الهيكلة كقرار نهائي، واللجنة التحضيرية التي شكلت من الأمانة العامة لوضع اعادة الهيكلة موضع التنفيذ انجزت اعمالها وقدمت تقريرا للأمانة العامة، وهذا الاجتماع سيقرر فيه الكتل التي ستنضم للمجلس الوطني والكتل التي سيتم استبعادها، ولدينا اكثر من 40 مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني سيتم تمثيلها داخل المجلس الوطني وأكثر من 30 تشكيلا سياسيا ومكونات مجتمعية مختلفة ستنضم للمجلس الوطني في اطار التوسعة واعادة الهيكلة، بالاضافة الى عدد من الشخصيات الوطنية من مختلف التوجهات والشرائح المجتمعية.
بعد تشكيل القيادة المشتركة للتنظيمات العسكرية، هل سيكون للعسكريين دور في المجلس الوطني؟
٭ ستبقى المرجعية السياسية لمكون المعارضة السورية في يد المجلس الوطني، ولكن ستكون لدينا غرفة مشتركة بين المجلس الوطني والقيادة المشتركة للمجلس العسكرية والثورية للتشاور وادارة الأمور المختلفة، وسيبذل المجلس الوطني كل جهد لتوفير الدعم اللازم للقيادة المشتركة والمساهمة في حل الاشكالات داخل اطار القيادة المشتركة والآن نحن نقوم فعليا بجهود جمع ولم شمل المجالس العسكرية والثورية تحت اطار القيادة المشتركة.
هل سيضم تشكيل الأمانة العامة بصورتها الجديدة كل مكونات المجتمع السوري؟
٭ 90% من مكونات المجتمع السوري ستكون ضمن اطار المجلس الوطني بعد عملية اعادة الهيكلة بعون الله.
الموفد الأممي والعربي الأخضر الابراهيمي لديه جولة اقليمية، فهل هناك مؤشرات لمبادرة يحملها ام الى الآن لم تتضح الصورة؟
٭ أعتقد اذا ظل الأمر ضمن اطار العمل السياسي ولم تتغير الأمور على صعيد الجانب العسكري سيكون الأخضر الابراهيمي امام طريق مسدود، اما اذا حدثت متغيرات عسكرية نوعية في اطار الثورة سنكون مقبلين على حل وشيك للأزمة السورية.
هل المقصود بالمتغيرات العسكرية النوعية هو التدخل العسكري الأجنبي أم العربي؟
٭ أعتقد ان سورية لا يناسبها الا الحل الداخلي فنحن لسنا بحاجة الى اي تدخل خارجي ولكن نحتاج لدعم للثورة السورية لحسم الموقف، وان كان التدخل الخارجي موجودا في سورية على ارض الواقع عن طريق دعم روسيا وايران عسكريا للنظام، الثوار لا يحتاجون تدخلا دوليا او عربيا لازاحة النظام فهم قادرون على ذلك بالفعل ولكن يحتاجون الى دعم بالمال والسلاح.
ما جدوى اتصالاتكم في الفترة السابقة مع موسكو وبكين؟ وما اهم نتائجها؟
٭ المحادثات التي جمعتنا مع الروس في اكثر من جلسة مشتركة لم تكن مجدة وشعرنا بأن الروس ليس لديهم ادنى شعور بالذنب تجاه المجازر التي يمارسها النظام من قتل ممنهج للمدنيين بالسلاح الروسي ولم نجد لديهم ادنى نية للتحرك تجاه حل القضية السورية ولمسنا مدى توافقهم على اجندة مشتركة تجمع موسكو مع طهران ودمشق.
هل طلب الروس خلال المحادثات المشتركة ضمانات او تطمينات لمرحلة ما بعد الأسد؟
٭ روسيا لها مصالح او بالأحرى مستفيدة من الوضع الحالي سواء في ايران او في العراق او في سورية، وهذه المصالح هي المحرك الرئيسي للموقف الروسي، وعلينا ان نعترف بأن مجرد المصالح ليست كافية لاستمرار الموقف الروسي ونحن طمأنا الروس اننا ليس لدينا مانع لاستمرار الخدمات المقدمة سواء للبواخر او الأسطول الروسي في ميناء طرطوس، او على صعيد استمرار التسليح الروسي للجيش السوري ولكن الروس لهم مصالح مع الغرب وايران يريدون تحقيقها عن طريق اللعب بورقة القضية السورية.
نعلم ان ايران حاولت الاتصال اكثر من مرة بالمجلس الوطني عن طريق وسطاء، ماذا كان عرض الايرانيون عليكم؟
٭ في الحقيقة ايران لم تحاول الاتصال بالمجلس الوطني ولكن سعت للاتصال اكثر من مرة بالاخوان المسلمين كأحد مكونات المعارضة السورية وبوساطة شخصيات تركية غير حكومية، على مدار الـ 6 اشهر الماضية، ارسل الايرانيون 6 وفود من مستشاري المرشد الأعلى للثورة الايرانية للاخوان المسلمين للتشاور حول مستقبل الوضع السوري بمعدل وفد كل شهر، حتى الوفد الرابع كانوا مصرين على استمرار الأسد وفي اللقاءين الخامس والسادس ابدوا مرونة واستعدادا للحوار لفترة ما بعد الأسد.
كيف رددتم عليهم؟
٭ لدينا ارتباط وموقف مشترك مع المعارضة السورية ككل ولا نتحدث باسمهم، ايران في الحقيقة متورطة في القضية السورية كعنصر رئيسي وربما تكون متورطة اكثر من النظام السوري نظرا لدعمها المالي، الفني، العسكري والبشري على صعيد الخبراء والجنود والمقاتلين، ونحن كاخوان مسلمين اشترطنا عليهم الاعتذار عن موقفهم السابق من القضية السورية وان يصرحوا علنا بأن النظام السوري نظام اجرم في حق شعبه والتوقف عن دعمه، ويعلنون اصطفافهم الى جانب الشعب السوري وعندئذن سنكون مستعدين للحوار معهم حول سورية في فترة ما بعد الأسد.
هل حاول الايرانيون دعوتكم الى طهران؟
٭ بالفعل حاولوا دعوتنا اكثر من مرة عن طريق الوسيط التركي ولكن طلبنا بموقف معلن من الثورة السورية والنظام قبل الدخول في حوار مباشر او زيارات.
ماذا عن حزب الله اللبناني وحركة حماس، هل تلقيتم اي اتصالات منهم سواء مباشرة او غير مباشرة؟
٭ أبدا، لم نتلق اي اتصالات مباشرة او غير مباشرة من حزب الله اللبناني، اما بخصوص حماس فيكفيها ما اتاها من مشكلات بسبب الوضع السوري وأستطيع القول ان حماس خرجت بسلتها بلا عنب من القضية السورية.
العلاقات السورية ـ الفلسطينية تشهد تدهورا ملحوظا، من وجهة نظرك ما هو سبب وصف دمشق لخالد مشعل بالخائن؟
٭ بالتأكيد العلاقات السورية الفلسطينية تشهد تدهورا كبيرا وخصوصا على صعيد العلاقات مع حماس، وأود ان اوضح ان دمشق اعتبرت خروج خالد مشعل خيانة ولكنه كصاحب قضية وطنية عندما وجد الشعب السوري يحمل نفس الراية التي يقاتل من اجلها من اجل الحرية والعدالة والكرامة الانسانية وشاهد بعينه كيف يقتل ويقمع النظام السوري شعبه فتخلى عن تحالفه مع النظام وانحاز لصالح الشعب.
الا تخشون طغيان ودموية تصفية الحسابات على مستوى الداخل السوري بمختلف اطيافه في فترة ما بعد الأسد؟ وما تفسيرك لتصريح عبدالله اوجلان ان لديه 4000 مقاتل تحت امرة الرئيس السوري بشار الأسد؟
٭ للأسف ان حزب العمال الكردستاني «البي كي كي» برئاسة عبدالله اوجلان يساند النظام السوري الذي سلمها ادارة الوضع الأمني في بعض المناطق في شمال شرق سورية مثل منطقة القامشلي والمالكية القريبة من الحدود مع تركية، ولكن لا يوجد اي نوع من الصدام بين الثورة وحزب العمال الكردستاني «البي كي كي»، فالقضية مؤجلة مرحليا، والمكون الكردي ممثل في المجلس الوطني حاله كحال باقي المكونات السورية الأخرى وللأكراد لهم ما على الشعب السوري وعليهم ما عليه، لا نخشى تصفية الحسابات لأننا نطمح لتأسيس دولة العدل والقانون ولا نعمم على اي طائفة والقانون هو الفيصل في محاسبة من ثبت تورطه في سفك الدم السوري.
هل هناك نوع من التوافق بينكم وبين اكراد العراق في اقليم كردستان؟
٭ موقف مسعود البرزاني تجاه ما يحدث في سورية متوافق بصورة كبيرة جدا مع الموقف السوري ويتخذ موقفا معارضا للاتفاق الذي تم «البي كي كي» والنظام السوري ويعرب عن امله في اندماجه في صفوف المعارضة.
ما طبيعة الاتصالات بينكم وبين الحكومة او الأحزاب العراقية؟
٭ رئيس الوزراء العراقي ارسل لنا اكثر من دعوة لزيارة العراق ولكن حتى الآن لم يتيسر لنا تلبيتها لأنها زيارة دون برنامج عمل.
الى اي مدى يعتبر تصريح المالكي، بان حكومته لا تساند النظام في سورية ولا المعارضة ولكنها مع ما يقرره الشعب السوري، تحولا في السياسة العراقية تجاه سورية؟
٭ نأمل ان يكون تصريح رئيس الوزراء العراقي حقيقة على ارض الواقع، ومثلما استقبل الشعب السوري شقيقه الشعب العراقي في محنته نأمل ان تستقبل العراق الشعب السوري وتقف موقف المساند له، تصريح المالكي وقوف على الحياد في قضية الحق والباطل فيها صريح، وموقف العراق من اللاجئين في البداية كان موقفا غير ودي.
هل الاخوان المسلمون في سورية يحتاجون الى ارسال رسائل طمأنة لمكونات الشعب السوري مفادها انه في سقوط النظام لن يسعوا الى الهيمنة على مفاصل الدولة؟
٭ الطبيعة التنظيمية للاخوان المسلمين في سورية لا تسمح بالتدخل الخارجي في شؤون الدولة ويعتمدون استقلالية القرار الشعبي الداخلي نهجا لابديل عنه، قد يتشاورون مع الاخوان في اي دولة اخرى في الاطار العام ولكن الشأن المحلي له استقلالية خاصة وهذا يجب ان يكون واضحا للجميع، توجه الاخوان لمستقبل الوضع السوري بعد الأسد يسعى لتطبيق المشروع الوطني بحيث تشترك جميع التيارات السياسية والأطياف المجتمعية في بناء مستقبل سورية، فنحن أمام كارثة كبيرة جدا وما لم تتفق كل المكونات المجتمعية والسياسية من خلال مشروع وطني حقيقي لبناء البلد نكون أخطأنا خطأ العراق. ندعو للاندماج في المشروع الوطني بعد 50 عاما من المعاناة تحت وطأة نظام قمعي بوليسي.
حدثنا عن طبيعة اتصالاتكم مع القاهرة وموقف القيادة السياسية هناك؟
٭ حتى الآن لم تيأس القاهرة من طرح المشروعات والمبادرات ولكن المعالم الأولى للقائنا معهم لم تكن مشجعة لإيجاد حل عملي ولكن في المجمل لدينا اتصال مستمر معهم.
هل تتواصلون مع المكونات السياسية السورية في لبنان والأردن؟
٭ في إطار الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين والجرحى نعم هناك تواصل وتنسيق ولكن على صعيد التواجد السياسي والعسكري فلا يوجد أي مكونات سياسية هناك، ربما يوجد بعض الضباط المنشقين الذين لجأوا مدنيا لهذه الدول ولكن ليس لهم أي حراك أو تواجد سياسي أو عسكري. قيادتنا العسكرية والمجالس المشتركة موجودة في الداخل السوري وهذا بالتأكيد خفف من الحرج على الجانب التركي.
وأود أن أشير إلى أن ثلاثة أرباع سورية محررة الآن ولا وجود للنظام فيها وينحصر تواجده في عدد من البؤر الأمنية مثل المطارات والمراكز الأمنية ولذلك فإن الحكومة الانتقالية المزمع تشكيلها قريبا ستكون على الأرض السورية بإذن الله.
هل هناك أي نوع من أنواع التواصل بينكم وبين هيئة التنسيق السورية التي تتعامل مع النظام الحاكم؟
٭ كانوا معنا في مؤتمر القاهرة الذي عقد في شهر يوليو الماضي تحت رعاية جامعة الدول العربية والذي تم الاتفاق فيه على قضيتين، الأولى ورقة المبادئ أو الميثاق الوطني والثانية المرحلة الانتقالية أو خارطة الطريق.
هل انضمامها وتوافقها مع المعارضة أحرجها أم أزعج النظام السوري؟
٭ لا أحرجها ولا أزعج النظام السوري بسبب أن الوضع العام في سورية لم يعد يخفى على أحد، فالنظام أصبح آيلا للسقوط ومن الوارد أن يكون النظام يسمح لها بهامش من الحركة. وأشير إلى أننا لا نخون جبهة التنسيق بقدر ما نعتقد أن لهم وجهة نظر كانت تبدو مقبولة قبل الثورة من خلال الوصول لحلول وسط أو مشتركة ولكن بعد إجرام النظام لم يعد هذا الطرح مقبولا لأي فصيل من فصائل المعارضة.
كيف تقيم مواقف دول مجلس التعاون الخليجي وإلى أي مدى أنتم راضون عنها؟
٭ نأمل أن تساند كل دول مجلس التعاون القضية السورية حيث إنها لها وجه إقليمي رئيسي وانتصار الثورة في سورية سيكون له أثر إقليمي كبير وسيحمل طمأنة كبيرة لمستقبل الوضع في المنطقة وسينقذها من المشروع الإيراني الصفوي. ولكن أود أن أوضح أن الموقف الإغاثي والإنساني يفوق الموقف السياسي، وإن كانت هناك دول مقتنعة بالقضية السورية ومتقدمة عن غيرها في إطار دعم القضية ماديا وسياسيا مثل السعودية وقطر.
ماذا عن الموقف الشعبي الكويتي؟
٭اعتقد أن كل شعوب الدول الإسلامية والعربية تقف موقف المناصر للشعب السوري، وأريد أن أثني على الشعب الكويتي وموقفه المساند والمناصر للحق السوري. وأريد أن أشير لجهود الجهات الخيرية الكويتية في إطار الدعم الإنساني ونأمل أن يكون الدعم أكبر في المرحلة القادمة لأننا مازلنا في احتياج كبير بسبب محنة التشرد الداخلي بسبب قصف المدن والأحياء السكانية، أكثر من 2.4 مليون منزل تم تدميره ولدينا 4 ملايين مهجر داخل سورية.
كم دولة عربية اعترفت بالمجلس الوطني السوري؟ وماذا ترتب على هذا الاعتراف؟
٭ كل الدول العربية والصديقة وما يسمى بمجموعة أصدقاء الشعب السوري كلهم اعترفوا بأن المجلس الوطني هو الممثل الشرعي للشعب السوري في مؤتمري تونس واسطنبول. وحقيقة ترتبت أشياء كثيرة على اعتراف هذه الدول بالمجلس الوطني أولا على مستوى العلاقات السياسية وأصبح المجلس الوطني يستقبل رسميا في هذه الدول، بالإضافة إلى الكثير من العلاقات على مستوى الدعم الإنساني والإغاثي والتعليمي والصحي، على سبيل المثال بعض دول الاتحاد الأوروبي قررت استقبال طلابنا لاستكمال مراحلهم التعليمية في جامعاتها.
لماذا خفت حركة الانشقاقات بعد انشقاق رئيس الوزراء السابق رياض حجاب وكذلك على صعيد القادة العسكريين؟
٭ العدد الذي انشق عن النظام في مواقع متقدمة ومسؤولة ليس بالقليل، نجد أن حجم الانشقاقات على صعيد الجيش النظامي يصل إلى 40% و90% من جهاز الشرطة والأعداد المتبقية خائفة نظرا لأن الإعدام هو عقاب المنشق، وأريد أن أشير إلى أنه لو سنحت الفرصة لنائب الرئيس فاروق الشرع للانشقاق لأنشق منذ فترة ولكنه مقيم تحت ما يشبه الإقامة الجبرية حاله حال الكثير من القيادات. والسبب المباشر لخفة حدة الانشقاقات هو تضييق النظام السوري الذي يحرص على ألا تكون هناك انشقاقات جديدة والذي يشكون فيه يسجن فورا، فالسجون مليئة بضباط كبار يخشى انشقاقهم، أما السفراء فالبقية الباقية منهم من نفس طائفة النظام.
لماذا تنحصر الانشقاقات في النخب السياسية والعسكرية بعيدا عن النخب الاقتصادية والاجتماعية؟
٭ على العكس هناك نسبة كبيرة من النخب الاقتصادية والاجتماعية انشقت من أمثال فراس طلاس وغيره من المقربين جدا من النظام وكذلك الكثيرون من رجال الأعمال ولكن لا يريدون أن يعلنوا عن أنفسهم أو الدخول في مواجهة معهم.
هل حاول مصطفى طلاس أو مناف طلاس الاتصال بكم؟
٭ مناف طلاس اتصل بنا قبل انشقاقه بـ 7 أشهر ولكنه كان يريد ترتيب خروج والده وعائلته قبل الإعلان عن انشقاقه، وكان يتواصل معنا طوال فترة وجوده في الداخل، وبعد انشقاقه اجتمعت معه وطلبت منه الاتصال بكبار الضباط ليشجعهم على موقف ايجابي تجاه أهلهم في سورية وأن يسارعوا بالانشقاق وطلبت منه أن يطمئنهم بأن من يعلن انشقاقه عن النظام لن تتم ملاحقته بعد ذلك.
ما ابرز ملامح مشروعكم الوطني للنهوض بالبلاد في مرحلة ما بعد الأسد؟
٭ نسعى لإعادة بناء بلدنا والنهوض بشعبنا ونحن بين تجربتين الآن نأخذ منهما العبر، التجربة التركية والمشروع الوطني الذي قدمه أردوغان واستطاع بناء تركيا والنهوض بها وبين مشروع آخر هو مشروع العراق الذي انتهى إلى تقسيمات عرقية وطائفية، أما المشروع المصري فأتمنى أن يعيد الرئيس ترتيب الأمور في التشكيل المستقبلي للحكومة وبناء الدولة على أساس وطني ونأمل أن يكون الرئيس مرسي زعيما لمشروع وطني لمستقبل القطر المصري. لدينا مشروع وطني يطلق عليه مشروع «اليوم التالي» مقدم من مؤسسات خبرة دولية يشارك فيه بعض أعضاء المجلس الوطني.
بعد مرور أكثر من عام ونصف العام وثلثا سورية محرر، متى تتوقع حسم الموقف بصورة نهائية؟
٭ عملية التغيير لن تتجاوز رأس السنة القادمة وسيسقط النظام قبل نهاية العام الحالي فهناك عدد من المتغيرات على الساحتين المحلية والدولية تشير إلى ذلك، ناهيك عن موقف الثورة وصمود شعبنا، كلها مؤشرات على أن نصر الله قريب فالنظام في حكم الساقط أو بالأحرى يلفظ أنفاسه الأخيرة.
هل تلقيتم اتصالات من رموز الطائفة العلوية؟
٭ للأسف لم نتلق أي اتصال من رموز الطائفة العلوية مع العلم أننا لدينا عضو علوي في المكتب التنفيذي هو الأستاذ توفيق دنيا، وأعتقد أن عدم الاتصال سببه الخوف من النظام، وأحداث القرداحة لها مؤثرات واضحة على أن هناك الكثيرون داخل الطائفة العلوية ضد النظام، بالإضافة إلى الطائفة المرشدية من أتباع سليمان المرشد الذين لا يشكلون أي نوع من العداء في مناطقهم وأحيانا بينهم وبين إخوانهم السنة نوع من أنواع التعاون، ولقد سألت مناف طلاس عن المسؤول عن المجازر والجرائم في سورية، فقال إن بشار الأسد بعناده هو المسؤول الأول عن ذلك ولا يوجد من أبناء الطائفة العلوية من يضغط عليه.