في خطاب «تصالحي» وشجاع وجريء وتاريخي بامتياز من عاصمة «أم الدنيا» طوى الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس صفحة حملت الكثير من العناوين المثيرة للجدل بين بلاده والغرب من جهة والعالمين العربي والإسلامي من جهة أخرى، وفتح صفحة بيضاء عاد معها «الأمل على الأقل» بانطلاقة جديدة لمساعي السلام والاستقرار في الشرق الأوسط ومعالجة كل الملفات المتأزمة والمتراكمة.
ورغم تشديد أوباما على ان خطابه لن يعني حلا مباشرا لكل المشاكل نظرا لحجم التعقيدات الموجودة إلا انه قدم للعرب والمسلمين «أميركا جديدة» بخطابها الذي ان تحقق فسيؤدي حتما لعالم جديد، اذ غابت تماما مفردات آلمت المسلمين والعرب في الماضي القريب خلال عهد الإدارة السابقة مثل «الحرب الصليبية» وتقسيم العالم إلى محاور للخير والشر، وحلت مكانها عبارات مثل «التسامح» و«تمسك أميركا بدورها ومسؤولياتها في احلال السلام دون انحياز أو تبني إحدى وجهتي النظر على حساب الأخرى».
وجاء حديث الرئيس أوباما عن القرآن الكريم وقيم الدين الإسلامي، واستشهاده بالعديد من الآيات كمحاولة لردم الهوة التي تسببت فيها الحملات الغربية مؤخرا من خلال هجومها على الإسلام والقرآن والرسول ( صلى الله عليه وسلم ).
وأشاد بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز بحوار الحضارات. وأثار الرئيس الأميركي نقاطا مهمة جدا أبرزها تمسكه بإغلاق معتقل غوانتانامو الذي حمل الكثير من التشويه لصورة بلاده، وتأكيده على عدم رغبة أميركا في بناء قواعد دائمة في أفغانستان، وانسحابها الكامل من العراق بحلول 2012 وضرورة وقف الإسرائيليين لعمليات الاستيطان والقبول بحل «الدولتين».
الملاحظة الوحيدة التي أثيرت حول الخطاب كانت عدم التكافؤ والمساواة بين الضحايا اليهود والعرب في الصراع العربي ـ الإسرائيلي رغم تأكيد أوباما على حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم بكرامة وسلام، وأن أميركا لن تتخلى عن مسؤولياتها في الدفع نحو السلام.
وفي الملف الإيراني، أكد أوباما على حق إيران ـ كما كل الدول ـ في امتلاك الطاقة النووية للغايات السلمية، لكنه أكد انه من غير المقبول امتلاك أسلحة نووية تشكل خطرا على العالم وتناقض معاهدات منع انتشار السلاح النووي والرغبة في إخلاء العالم من هذا النوع من الأسلحة.
كما شدد الرئيس الأميركي على ضرورة تعزيز الديموقراطية وحقوق المرأة وضرورة تعاون المجتمع الدولي لحل الأزمة الاقتصادية العالمية.
وفيما رحب الشارع الإسلامي والعربي بالخطاب، كان هناك اجماع على أنه يشكل «تغيرا في اللهجة من قبل واشنطن وإن لم يشكل اختراقا إذ لم يقدم اقتراحات أو آليات ملموسة ومحددة».
لقطات على هامش الخطاب
-
السلام عليكم: بدأ الرئيس أوباما خطابه بتحية الإسلام «السلام عليكم».
-
سبعة محاور: توزع خطاب اوباما على سبعة محاور بدأها بالارهاب ثم السلام في الشرق الاوسط والملف النووي الايراني والديموقراطية في العالم الإسلامي وحرية الاديان وحرية المرأة وختم بالحديث عن الاقتصاد.
-
آيات قرانية: استشهد الرئيـس الاميركي في خطابه بآيات من القرآن الكريم في خمسة مواضع.
-
إفطار اوباما مشلتت وطعمية : تكونت مائدة إفطار أوباما في القاهرة أمس من الفطير المشلتت والعسل الابيض والاسود والفول والطعمية.
الصفحة الأولى في ملف ( pdf )