استثمر دانيال جوردان الكثير من الشغف في روبوتاته الطائرة، تتهلل أسارير الشاب بابتسامة تملأ وجهه عندما ترتفع عربته المصنوعة على شكل طائرة مروحية لمسافة أذرع فوق سطح الأرض، والآلة الطائرة مزودة بأربع مراوح وكاميرا ترسل صورا نقية إلى شاشة بيد المخترع الشاب.
ويصف جوردان (28 عاما) نفسه
بـ «عاشق التكنولوجيا» إذ يقوم بتطوير «طائرات غير مأهولة» أو طائرات من دون طيار بشركته ببلدة كرايلينج قرب ميونخ، إلا أن كلمة «طائرة من دون طيار» من الكلمات المحرمة عند جوردان لما تحمله من دلالات سلبية بسبب استخدامها العسكري.
ولعل ما يجعل «منصاته الطائرة» تلك فريدة من نوعها هي التكنولوجيا الخاصة التي تسمح بتوجيهها بدقة ووضعها في مكان محدد في الجو وفقا لجوردان. تلك القدرة أمر يمكن أن يكون مفيدا للغاية في موقف مثل الكارثة الطبيعية كما هو الحال في الزلازل أو الفيضانات.
واشترى المصور ماركوس جريبر واحدة من تلك الطائرات العام الماضي وبدأ عملا جديدا حيث يستخدم الطائرات غير المأهولة لالتقاط مشاهد من الأحداث الرياضية تبدو وكأنما التقطت بعين طائر يسبح في الفضاء الفسيح.
ويقول جريبر ان «الروبوت لعبة طفل تطير في الجو وهي مستقرة في الهواء حتى في ظل وجود رياح شديدة. إنها أفضل من الطرز الأخرى ذات التكنولوجيا المختلفة».
ولم يخطط جوردان أبدا لأن يكون مخترعا لكنه كان دائما واحدا من المخترعين.
ويسترجع جوردان ذكرياته فيقول «حينما كنت طفلا كنت معتادا على تفكيك اللعب لمعرفة طريقة عملها»، إلا أنه يشير إلى أنه ليس أكثر ذكاء من الشخص العادي لكنه أكثر فضولا وأنه لذلك يرجع الفضل في النجاح الذي يتمتع به الآن.
حتى عندما كان طفلا بالمدرسة سطر جوردان قدرا يسيرا من التاريخ، فقد شارك سبع مرات في مسابقة العالم الصغير في ألمانيا.
وكانت المرة الأولى وهو ابن الـ 12 ربيعا حيث شارك بآلة لسكب السوائل للقطط تعمل أوتوماتيكيا، ووصل إلى النهائي أربع مرات فاز في مرتين منها.
وتقول لينا كريستيانسن، المتحدثة باسم المسابقة، انه «أحد المشاركين الأكثر نجاحا في تاريخ المسابقة. والآن هو عضو تحكيم في قسم التكنولوجيا».
وفي سن الرابعة عشرة، تعرض جوردان لأزمة كبيرة حيث فقد إصبعين من يده اليمنى أثناء العمل بأحد المشروعات.
ويقول جوردان ان تلك الحادثة كانت «كارثة» له، إلا أنه تعامل مع الموضوع كأمر واقع حيث ابتكر طرفا صناعيا على شكل قفاز مزود بمحرك صغير وأجهزة تحكم إلكترونية ومنحه المستشار الألماني جيرهارد شرودر آنذاك جائزة عن تلك الفكرة.
وبنفس التصميم والعزيمة، نجح جوردان في دخول إحدى أفضل الجامعات في العالم المتخصصة في أبحاث التكنولوجيا.
وبهدف إكمال الديبلومة الجامعية في بوسطن، استوقف جوردان أستاذا من الجامعة الأميركية بإحدى الطرقات وأقنعه بأن يصبح معلمه الخاص.
وفي الـ 21 من عمره وبينما كان لايزال يدرس الإلكترونيات في ميونيخ، أسس جوردان شركة «أسيندينغ تكنولوجيز» مع ثلاثة أشخاص، والآن أصبح هناك 14 موظفا يعملون بالشركة.
ويعيــش جوردان من ريع مخترعاته لكن الابتكار بالنسبة له يعني أكثر من مجرد المال، وتأتي لجوردان أفضل الأفكار حينما يكون مسترخيا أو أثناء ممارسة رياضة الـ «كايت بوردينغ» أو التزلج على الجليد أو ركوب الدراجات النارية.